+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: قصة جميلة جدا المعلمة والطالب تيدي...

  1. #1
    مشرف منتديات طلبة جامعات العراق و مشرف المنتديات الرياضية ـ ـ ايوب المنتدى بيتر بتريلي is on a distinguished road الصورة الرمزية بيتر بتريلي
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    2,889

    101 قصة جميلة جدا المعلمة والطالب تيدي...





    المعلمة والطالب تيدي

    حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها ، نظرت لتلاميذها وقالت لهم : إنني أحبكم جميعاً ، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي ، يدعى تيدي ستودارد


    لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق ، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال ، وأن ملابسه دائماً متسخة ، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام ، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج ، وقد بلغ الأمر أن
    السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط ، وتضع عليها علامات x وبعد ذلك تكتب عبارة راسب في أعلى تلك الأوراق


    وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون ، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية . وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما !!
    لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي :
    تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة . إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام وبطريقة منظمة ، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق


    وكتب عنه معلم الصف الثاني :
    تيدي تلميذ نجيب ، ومحبوب لدى زملائه في الصف ، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال ، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب


    أما معلم الصف الثالث فقد كتب عنه :
    لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه ، لقد حاول الاجتهاد ، وبذل أقصى ما يملك من جهود ، ولكن والده لم يكن مهتماً ، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات


    بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع :
    تيدي تلميذ منطو على نفسه ، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة ، وليس لديه الكثير من الأصدقاء ، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس



    وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة ، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها ، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق
    ما عدا تيدي



    فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بعدم انتظام ، في ورق داكن اللون ، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة ، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي ، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار ، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط

    ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت
    السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها . ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم . بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي !!
    وعندما غادر التلاميذ المدرسة ، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل ، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها ، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة ! ومنذ ذلك اليوم أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي ، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه ، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع ، وبنهاية السنة الدراسية ، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل ، وأبرزهم ذكاء وأصبح أحد التلاميذ المفضلين عندها
    وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي
    يقول لها فيها : إنها أفضل معلمة قابلها في حياته
    مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي خبر منه . ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية ، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله ، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته


    وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك ، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه إن الأشياء أصبحت صعبة ، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها ، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن


    وبعد أربع سنوات أخرى ، تلقت خطاباً آخر منه ، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس ، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة ، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء :
    دكتور ثيودور إف.ستودارد
    لم تتوقف القصة عند هذا الحد
    لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع يقول فيه :
    إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها ، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين ، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه ، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك ، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها منذ سنوات طويلة مضت ، وكانت إحدى أحجاره ماتزال ناقصة ، وتتعطر برائحة ذَكّرتهُ بأمه
    في آخر عيد ميلاد !!
    وبعد أن تبادلا التحية همس دكتور ستودارد في أذن السيدة تومسون أشكرك على ثقتك فيّ ، لقد جعلتني أشعر بأني شخص مهم ، وأن بإمكاني أن أكون مبرزاً ومتميزاً
    فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها : أنت مخطئ ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة ، لم أكن أعرف كيف أعلِّم ، حتى قابلتك !
    تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم :
    مركز ستودارد
    لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست
    في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية
    ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية
    إن الحياة ملأى بالقصص والأحداث التي إن تأملنا فيها أفادتنا حكمة واعتباراً ، والعاقل لا ينخدع بالقشور عن اللباب ، ولا بالمظهرعن المخبر
    ولا بالشكل عن المضمون

    يجب ألا تتسرع في إصدار الأحكام ، وأن تسبر غور ما ترى ، خاصة إذا كان الذي أمامك نفساً إنسانية بعيدة الأغوار ، موّارة بالعواطف والمشاعر والأحاسيس ، والأهواء ، والأفكار


    أرجو أن تكون هذه القصة موقظة لمن يقرؤها من الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات ، والأصدقاء والصديقات
    التعديل الأخير تم بواسطة بيتر بتريلي ; 26-08-2010 الساعة 10:12 PM

  2. #2
    عراقية وافتخر حوريه البحر is on a distinguished road الصورة الرمزية حوريه البحر
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    بغداد
    المشاركات
    1,656

    افتراضي رد: قصة جميلة جدا المعلمة والطالب تيدي...

    تسلم اخويه العزيز بيتر على نقلك هذه القصه الرائعه والله العظيم دمعت عيني عند قرائتي هذا الجزء من القصه
    ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم . بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي !!
    لك كل الشكر تحياتي

  3. #3
    فراتي ذهبي prince of love is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    بغداد
    المشاركات
    1,985

    افتراضي رد: قصة جميلة جدا المعلمة والطالب تيدي...

    الله الله عالقصة الراااااائعة والمشاعر الجياشة البريئة من طفل يتيم حرم من كل شيء فكانت معلمته هي الام المثالية التي اهدت اليه الابداع والتقدم والرقي
    وانا بدوري اقف محييا تلك السيدة والمعلمة والانساني وانحني لها باكبار واجلال خجلا من موقفها الرائع وكيف اعادت تصحيح خريطة الحياة امام ذلك الطفل ليصبح نابغة ..وابصق في الوقت نفسه على عتاة العصر لدينا الذين يخنقون الابداع ويرسلون المبدعين والنابغين الى الجحيم بدلا عن الارتقاء بهم ..
    لهذا السبب فاميركا ستظل متقدمة علينا بملايين الاعوام ونظل متخلفين عنها بقروووووووون
    وتستمر مسيرة تخلفنا ....
    وتستمر مسيرة ابداعك يا صديقي بيتر
    لك جزيل الشكر والامتنان

  4. #4
    فراتي ذهبي غزير is on a distinguished road الصورة الرمزية غزير
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الدولة
    بين سطيف المجاهدة و بجاية الناصرية
    المشاركات
    1,473

    افتراضي رد: قصة جميلة جدا المعلمة والطالب تيدي...

    قصة معبرة و مؤثرة فعلا
    شكرا لصاحبها أخي بيتر بتريلي
    و الله نسأل أن نستلهم منها المعاني و العبر

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. لون بيدي
    بواسطة الشاعر ماجد الدعمي في المنتدى الشعر الشعبي
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 02-03-2011, 10:49 PM
  2. تحدي تحدي تحدي
    بواسطة المهندس علي في المنتدى المنتدى الترفيهي العام
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 13-05-2010, 09:31 PM
  3. المعلمة (قصة يخسر من لا يقرأئها و يندم من لا يتعلم منها )
    بواسطة mohannedfa في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 28-01-2010, 07:19 AM
  4. صور ورود جميلة لعيونكم يا احبائي
    بواسطة المحظوظ في المنتدى منتدى الصور العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 07-12-2009, 01:39 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك