الله ربـنا وسندنـا وهو غايتنا وملاذنا
الحمد لله الذي لا يتخلى عن عباده والذي يصنع المعجزات من أجل إيمان المؤمنين
· في بعض الطرق الروحية يقولون (الله حي) ويتلفتون يميناً وشمالاً ، وهم بذلك يؤدون تعبيراً مادياً عن حقيقة فكرية وإيمانية كبيرة ، لكنهم لا يلتفتون الى تلك الحقيقة وطريقة تطبيقها بالشكل الصحيح ، في وجدانهم وفكرهم ومنهجهم ..
· نعم من المهم جداً أن نقول (الله حي) في قلوبنا وأفكارنا ومنهج حياتنا ، بمعنى أن نقول أن الله متدخل في الواقع ، ليس وفق السنن الطبيعية فقط وإنما بتدخلات غيبية وبمعجزات وبإصلاح وبثورة يوجدها في الواقع كي يقود الناس إليه سبحانه ..
· ومن الصحيح أن نتلفت يميناً وشمالاً ليس التلفت المادي بإدارة الرقبة والرأس وإنما التلفت المعنوي بإدارة الفكر والنظر الى الواقع للبحث عن تدخل الله سبحانه والنظر الى معجزاته في الواقع ، وإكتشاف صوت الهداية أينما يكون ..
· فالله سبحانه متدخل في حياتنا كثيراً من حيث لا نعلم ، فكثير منا يكون في حال دينية سيئة وغافلة لكنه يتغير فجأة من حيث لا يعلم ، أو من حيث تعرضه الى موقف أو الى كلمات يسمعها ، وهذا لا يحدث بشكل طبيعي وإنما يحدث بتدخل مباشر من الله سبحانه وبتوفيق حقيقي منه جل جلاله ..
· وكثير من الأوضاع السياسية في أي مجتمع قد تحدث فيها فتن تؤدي الى أن ينزلق المجتمع الى الدمار الشامل ، لكن تجد البرود في النفوس يقع فجأة والسكينة فيها ولا تنزلق الأمور الى الدمار ، وهذا طبعاً ليس وفق القوانين الطبيعية الإجتماعية ، وإنما وفق تدخل الله الذي بحفظه وبفضله يحمي ذلك المجتمع من الإنهيار أو الدمار ..
· والله متدخل في حياتنا ووجودنا عندما يُفشل المخططات السياسية كي لا يبني الناس أملهم على الأوهام ولا يبقوا مستغنين عن فرجه ولا يقبلوا بحياة بعيدة عنه ولا يقعوا أسرى للباطل ، فالمنظومة الطبيعية الإجتماعية والسياسية قد تؤدي الى نجاح كثير من المشاريع السياسية ولو مؤقتاً ثم فشلها ، لكن التدخل الإلهي يُجهض تلك المشاريع منذ البداية حماية للناس من التصديق بالأكاذيب والأوهام والرهان على البدائل الدنيوية المستغنية عنه سبحانه ..
· فالمطلوب إذاً أن نُدرك أن الله سبحانه متدخل في حياتنا الفردية والفكرية والإجتماعية والسياسية ، وأن الأمور لا تسير وفق ما يُخطط له الآخرون وإنما تدخلات الله تهدم العزائم وتقلب على رؤوس المتآمرين والمتاجرين بالدين كل الولائم ، فهو سبحانه بتدخلاته يقود الناس الى قُربه والى فرص إصلاح شأنهم معه سبحانه ، ويُنقذ الناس من مؤامراتٍ هُم غير قادرين على كشف زيفها ، لما تحمله من خداع ودجل وإغراءات كبيرة ، ويهدي الطيبين ويوفقهم الى طريق الولاية للحق بغير ما يتحملون وفوق ما يطلبون أو يتخيلون .
الله حي ، الله متدخل ، الله يدمر المخططات الباطلة ، والله يُغير الواقع والله يفتح فرصة جديدة للبشرية عن قريب على يد وليه الذي ذخره للإصلاح ويأتي به عبر تدخله القريب والكبير