من أقوال الإمام علي عليه السلام:
"تكلموا تُعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه"
إن الكلام ترجمان يُعبر عن سريرة الإنسان, و يُظهر ماهو مكنون في نفسه و ضميره,
فللكلمة أهمية كبيرة في حياة الإنسان وسلوكه و تصرفاته, و إنما هي تكتسب معناها من
نفس قائلها لا من ذاتها, حين ينطق بها فإنها تحكم عليه أكثر مما يحكم هو عليها,
و الكلمة حين تكون معقولة فإنها تُوضح حقا أو تُبطل باطلا أ, تُنشر حكمة أو تذكر نعمة,
و أما حين تكون هوجاء طائشة فإنها قد تكشف عن جهل أو تُسبب ضررا
أو تُذيع سرا أو تُتلف نفسا.
فالكلام دليل قاطع على شخصية الإنسان, و العاقل من لا ينطق لسانه بكلمة إلا بعد طول تفكير
وروية, أما الأحمق فهو من تسبقه زلاتلسانه فتسقطه في شركها,
ومن هذا المنطلق كان قول الإمام علي عليه السلام:
"الإنسان العاقل وراء قلبه و قلب الأحمق وراء لسانه"
إن الحكماء قد اهتموا بوضع شروط معينة للكلام الجيد منها:
+أن يكون الكلام لداع يدعو له.
+أن يتحرى المتكلم أن يكون القول في موضعه.
+أن يقتصر منه على قدر حاجاته.
+أن يتخير اللفظ المناسب الذي يتكلم به.
أعزائي الفراتين كانت هذه مقدمة موجزة عن الكلام وما يحمل من معاني تدل على صاحبه,
و ارتأيت أن تكون منطلقا لإثراء النقاش عن:
+كثير منا مهما بلغت درجة تعقله, و حرصه على اختيار كلماته أحيانا توقع به زلات اللسان
فيما لا تُحمد عُقباه, فما السبيل لتفادي ذلك؟؟
+أيضا من أقوال الإمام علي عليه السلام :"بكثرة الصمت تكون الهيبة"
فلماذا بكل الكتابات و الإبداعات نجد إسهاب الحكماء بالحديث عن الكلام , و إيجازهن
بالحديث عن الصمت؟؟؟
و أُختِم بقول الرسول صل الله عليه واله:"رحم الله من قال قولا فغنم أو سكت فسلم"
بانتظار ردودكم لكم مني أعذب التحايا