الاستراتيجية الامريكية لخفض القوات في العراق
من المؤمل ان يعقد قادة الكتل السياسية اجتماعا قريبا لتوحيد المواقف السياسية قبيل استئناف مجلس النواب جلسته المفتوحة و من يهدف اللقاء الى توحيد المواقف السياسية لتشكيل حكومة الشراكة الوطنية والاتفاق على برنامج الوزارة الجديد، يأتي ذلك في وقت اعلن فيه الرئيس الاميركي باراك اوباما رغبته بتعاون طويل الامد مع الحكومة العراقية المقبلة.
وقد عبر الرئيس أوباما عن ارتياحه للأهداف التي حققتها ادارته في العراق وقال "نحن نسير على وتيرة تحقيق كل هدف سطرناه في بداية هذه الادارة بأن نسـحب قواتنا المــقاتلة ونحول المــسؤوليات الأمـنية الى العراقيين" وتابع "لقد بحثنا أهمية تفعيل العمل المشترك بين وزارة الدفاع و وزارة الخارجية بصورة أكثر و التأكد من أننا نمول وندعم بالشكل المناسب كل الاجراءات الدبلوماسية الضرورية التي تمكننا من التعاون بشكل فعال مع الحكومة العراقية الجديدة على المدى الطويل".
وقد تم في جلسة استماع نظمتها لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي في واشنطن للنظر في تثبيت ترشيح الليوتنانت جنرال لويد أوستن قائدا عاما للقوات الأميركية في العراق خلفا لأوديرنو قال الجنرال راي أوديرنو إن العراق يشهد مرحلة حاسمة للغاية في تأريخه وذلك بعد إجراء الانتخابات التشريعية وإنعقاد مجلس النواب والاستعداد لتشكيل الحكومة المقبلة, وعلى الرغم من استمرار وجود العنف في العراق لكنه تراجع مؤخرا , فإننا نلاحظ تراجعا مشهودا لعدد الهجمات، ولعدد الضحايا من المدنيين ومن قوات الشرطة العراقية منذ تسلم القوات العراقية المسؤولية الكاملة لإقرار الأمن في البلد في 30\6\2009 وجدّد الجنرال أوديرنو التزام الولايات المتحدة بالانسحاب من العراق وفق الموعد الذي تنص عليه الاتفاقية الأمنية.
لقد تراجع نفوذ تنظيم القاعدة في العراق كثيرا خلال السنوات الأخيرة بالرغم من وجود أخطار تحدق بالعملية السياسية في العراق حيث إن التأثيرات الخارجية الضارة ما تزال تؤثر على السيادة العراقية وكذلك وجود خطر تنظيم القاعدة وعدد من التنظيمات المتشددة الأخرى ما تزال تشكل خطرا على حكومة و شعب العراق، كما أن النعرات الطائفية ما زالت تحول دون تحقيق رؤية وطنية موحدة لجميع العراقيين.
ووفقا لتصريحات الجنرال أوستن القائد الجديد للقوات الأميركية في العراق فإن الولايات المتحدة ستعمل بشكل اكثرلأجل إقرار الأمن والاستقرار في العراق و بناء علاقات متينة وشراكة استرتيجية مع الحكومة العراقية وتوفير الأمن للشعب في العراق وتحسين العلاقات مع دول الجوار لما فيه خير واستقرار المنطقة ، انطلاقا من إيمانها بأن استقرار العراق سيؤثر بشكل إيجابي للغاية على منطقة الشرق الأوسط برمتها.
ان نجاح المرحلة القادمة سوف يعتمد على قيامنا جميعنا بنبذ الاختلافات السياسية و البقاء يقضين اجل العمل على حماية العراق لان هذه الفترة التاريخية تعتبر بمثابة الاختبار للعراق الديمقراطي.