خلا النبي ( ) بإبنته .. وقال : كيف أنتِ يا بنيّة ، وكيف رأيتِ زوجكِ ؟.. قالت له : يا أبه !.. خير زوجٍ ، إلا أنه دخل عليّ نساء من قريش وقلن لي : زوّجك رسول الله من فقير لا مال له!.. فقال لها (صلى الله عليه وآله) :
يا بنية !.. ما أبوك بفقير ولا بعلك بفقير ، ولقد عُرضت عليّ خزائن الأرض من الذهب والفضة ، فاخترت ما عند ربي عز جل . يا بنية !.. لو تعلمين ما علم أبوكِِ ، لسمجت الدنيا في عينيك .
والله يا بنية !.. ما ألوتكِ ِ نصحا أن زوّجتكِ أقدمهم سلما ، وأكثرهم علما ، وأعظمهم حلما . يا بنية!.. إن الله عز وجل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار من أهلها رجلين : فجعل أحدهما أباكِ ، والآخر بعلك .
يا بنية !.. نعم الزوج زوجكِ ، لا تعصي له أمرا .
ثم صاح بي رسول الله (ص) : يا علي !.. فقلت : لبيك يا رسول الله !.. قال : ادخل بيتك ، والطف بزوجتك ، وارفق بها ، فإن فاطمة بضعة مني ، يؤلمني ما يؤلمها ويسرني ما يسرها ، أستودعكما الله وأستخلفه عليكما .
قال علي (ع) : فوالله ما أغضبتها ، ولا أكرهتها على أمرٍ ، حتى قبضها الله عز وجل .. ولا أغضبتني ، ولا عصت لي أمرا ً، ولقد كنتُ أنظر إليها فتنكشف عنيّ الهموم والأحزان .
قال علي (ع) : ثم قام رسول الله (ص) لينصرف ، فقالت له فاطمة :
يا أبه !.. لا طاقة لي بخدمة البيت ، فأخدمني خادماً تخدمني وتعينني على أمر البيت ، فقال لها : يا فاطمة !.. أولا تريدين خيراً من الخادم ؟.. فقال علي (ع) : قولي : بلى ، قالت : يا أبه !.. خيراً من الخادم ، فقال :
تسبّحين الله عز وجل في كل يوم ثلاثا وثلاثين مرّة ، وتحمدينه ثلاثا وثلاثين مرّة ، وتُكبّرينه أربعاً وثلاثين مرّة ، فذلك مائة باللسان وألف في الميزان ، يا فاطمة !..
إنكِ إن قلتها في صبيحة كلّ يومٍ ،كفاكِ الله ما أهمّكِ من أمر الدنيا والآخرة ...