هنالك مثل شعبي شائع يقول بأن للقطة سبع ارواح فما مصدر هذا القول وما صحته العلمية؟ اننا نلاحظ في اغلب الاحيان ان القطط تسقط من ارتفاعات شاهقة ولا تصاب بأي أذى.
هذه القدرة غير العادية والعجيبة جلبت انتباه العلماء وبعض الاطباء البيطريين فانكبوا على دراسة هذه الحالة ومن خلال الدراسة والتشريح واجراء التجارب المختلفة على انواع مختلفة من القطط وجد انه كلما كان سقوط القطط من ارتفاعات عالية زادت فرص الحياة امامها. فالقطة التي تسقط من الطابق الثالث مثلا تتعرض للأذى اكثر من القطة التي تسقط من الطابق العاشر ويرجع السبب في ذلك الى مبدأ فيزياوي يسمى بالسرعة الحدية terminat velocity فأي جسم عندما يسقط في الهواء فان سرعة سقوطه تبدأ بالتزايد حتى يعادل الاحتكاك بالهواء سرعة السقوط فتثبت السرعة وكلما كان الجسم صغير الحجم زاد الاحتكاك من خفض السرعة الحدية. ان الحجم ليس هو الذي يحدد امكانية البقاء على قيد الحياة وانما القدرة العجيبة والغريبة للقطط على القيام بحركات اكروباتية (جيروسكوبية) gyroscopic دورانية في الهواء تجعل جسمها له القابلية على الدوران والتعديل من وضعه وهي في الهواء اثناء السقوط بحيث تهبط على قوائمها الاربعة وبالتحديد الاجزاء المخلبية الامامية ويكون وضع رأسها مرفوعا الى الاعلى وهذا يخفف من قوة السقطة وتأثيراتها وكلما كان السقوط من ارتفاعات عالية كانت القطة لها القدرة على تعديل وضع جسمها بحيث يمتد لمقاومة الهواء ويخفض السرعة.
اما عند سقوط القطة من الطابق الثالث مثلا فانها لا تستطيع بهذه المسافة القليلة ان تقوم باستخدام حركاتها الاكروباتيكية وتعديل وضع جسمها، كما ان القطة تشعر بلحظة وصول سرعة سقوطها السرعة الحدية اي السرعة القصوى الممكنة لسقوطها فعندما تكون سرعة السقوط مازالت آخذة في التزايد فان اطرافها تبقى مشدودة ومتوترة ما يؤدي الى امتصاص الصدمة من خلال اربع نقاط فقط.
اما عند الوصول الى السرعة الحدية فان جسم القطة يسترخي ويتخذ شكلا يشابه شكل السنجاب الطائر وهذا يجعل الجسم بأكمله يعمل على امتصاص الصدمة وقوتها.هذا بالاضافة الى ان ذيل القطة له دور مساعد في تصحيح وضعية الجسم وسقوطها على القوائم الاربعة مهما كانت نوعية السقوط.
فالذيل يعمل لحظة السقوط انجاز دورة تجبر كل جسم القطة على الاستدارة بالاتجاه المعاكس ويستمر ذلك حتى تشير اعضاء توازن القطة الى رأسها لاتخاذ الوضع الصحيح بالنسبة للجاذبية الارضية فينتج عن ذلك استواء جسم القطة بالنسبة للمحور الطولي اما في المجال الاخير من السقوط فان الذيل يقوم بدور المثبت.