........ المسيب مدينة وحياة ........
.. قصة قصيرة ....... علي طالب ..
في احدى الصباحات الباكرة، وكعادتي عند خروجي من البيت متوجها الى عملي بالشركة. استوقفني مشهد من المشاهد اليومية التي طالما تكرر علي عند ذهابي الى عملي صباحاً.. انه ذلك المشهد لتلك المرأة الجالسة على قارعة الطريق وامامها صينية من الالمنيوم او كما نسميه بالعامية (الفافون). وفيها يباع(قيمر العرب)....
انها تلك المرأة التي تاتي من الريف صباحاً الى المدينة لكي تبيعه للناس والمارة على حد سواء. هنا تذكرتك وضحكت لكن سرعان ما اخفيت تلك الضحكة في نفسي لانني كنت في الشارع وقلت لنفسي هل يوجد عندهم قيمر العرب الموجود عندنا..
عندها اخذت استل خطواتي للمشي متوجها من مكاني هذا متوجها الى عملي اليومي.. وصلت الشركة. دخلت في زحمة العمل وعند اوقات الاستراحة اجتمع مع زملائي من الموظفين نجلس نتناول اطراف الحديث. عن حياتنا اليومية وعن عادات وتقاليد المنطقة والمناسبات والوضع الامني والاقتصادي للبلد واسعار الفواكه والخضر والبطاقة التموينية والنفط والغاز والبنزين والكهرباء والماء والاعمار. واحلامنا وطموحاتنا المتواضعة...
ويستمر بنا العمل الى نهاية دوامنا بالشركة ككل الايام...
عند وصولي للبيت. استوقفني مشهد اخر تذكرتك فيه
حيث طرق سمعي وبصري ان الاهل بالبيت مشغولون بعمل خبز عروك بالتنور. فضحكت ولكن هذه المرة فضحتني ضحكتي التي سمعها اهلي فقالو لي: لماذا الضحك. فقلت لهم: انه من مواقف الشركة المضحكة... عندها تذكرتك. وقلت في نفسي هل عندهم (خبز عروك بالتنور).
بعدها اخذت قسطا من الراحة وتذكرت اني يجب ان اقوم بواجب الزيارة الى احد الاصدقاء الذي تعرض لحادث انفجار الصهريج في مدينتي..
وصلت بيت الصديق الجريح. فسلمت عليه وتمنيت له الشفاء العاجل ولكل من سقط ضحية للاعمال الارهابية من الناس الابرياء.. ولشهدائنا الرحمة.
عندها ضحكت ضحكة لكن هذه المرة كانت خجولة لان ام صديقي استاذنت بالدخول حاملة طبقين احدهما كعك بالسمسم والاخر بالدهن.
هنا تذكرتك وقلت في نفسي هل يوجد عندهم مثل ما عندنا..
من خلال كل المشاهد التي مرت علي خلال يومي هذا واستوقفتني كي اتذكرك ايها الصديق. تمنيت ان اكون مثل ذلك الطائر السحري الذي سمعنا وقراءنا عنه في الاساطير والحكايات لكي احمل لكم ما راءيته ولمسته من واقع المشاهد التي استوقفتني كي احمله على طبق من ذهب، وا قدمه لكم حتى اشعركم بدفء الحنين الى الوطن