لا تفْتَتِنْكِ حضارة ٌ مَجلوبةلم يبنَ حائطها بمالك واليد
- foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? شوقي -
في الجامعة تتشابه الأشكال، وتتشابه التصرفات، وحتى الكلمات والألفاظ متشابهه
ثم إن هناكَ ألفاظاً خاصة، وتصرفات خاصّة، استحدثها هؤلاء الشبان وتلك الفتيات
للتعبير عن حالات معينة، أو مواقف معيّنة، أو أشخاص معيّنين
لدرجة أنني أشعر في بعض الأحيان وكأنني فردٌ في أسرة كبيرة جداً
وفي أحيان أخرى أشعر وكأنني تائه في بلدٍ غريبة
( foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?) شابٌ لا يهنأ له بالاً إلّا إذا أضاف إلى قائمة صداقاته كل يومٍ فتاةً جديدة
فهو يُعدّ نفسه في عصر الإنفتاح والتطور ومواكبة الحَضارة، تلك الحضارة التي تقول له:
بأن الفروقات والحواجز التي كانت بين الأولاد والبنات قد أُزيلت
فقد طَلَب من فتاة مرافقته يوماً، فلمّا رفضت، فإذا به ينعتها قائلاً: متخلفة
إلى أن - قدّر الله وماشاء فعل - في أن يَلمح أخته واقفةً مع أحد الزملاء
حتى أَخذَ يشتمها ويسبها، متهماً إياها إتهامات في أخلاقها وشرفها
وتقوم الدنيا عنده فلا تقعد
هناكَ عبارة شهيرة ومعقولة لكارل ماركس، تقول:
" إننا نولد في ظروف خُلقت قبلنا "
وكان قد فسّرها أحدهم قائلاً إن معناها سيتضح عندما تأتي بـ (عربجي) أي سائق عربة،
تمنى أن يكون سائقاً لسيارة مرسيدس فاخرة في يومٍ ما، وحَقِّق له أمنيته، فإن أول ما سيفعله
هو أن يفتح النافذة ليبصق في الشارع ..!
وربما ما فعله أمرٌ طبيعي جداً، فهو قد اعتاد على أشياء كثيرة، وفجأةً تغيرت الظروف
ولكنّه لم يتغيّر، فالظروف قد سبقته إلى الحياة، أو بمعنى أدقّ .. إنه هو الذي جاء متأخراً عن ظروفه
فـ (foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?) والـ (عربجي) كلاهما استعجل التغيير
ظنّاً منهم أن الإنسان قد يتغيّر بسرعة لمجرّد أن الظروف تغيّرت
والذي يتصور ذلك فعلاً أو يظنه، هو إنسان ليس يفهم الطبيعة الإنسانية
فالطبيعة الإنسانية هي نتاج تربية ومعتقدات وثقافات غُرِست منذ الصِغر
ليس من السهل أن تتغير بتغيّر الظروف
بل إنه لمن السهل تغيير الظروف، وذلك من خلال التشيد والإعمار وتمهيد الطرق ومدّ الأسلاك
ولكن يبقى من الصعب جداً تغيير الإنسان
لتتسع الفجوة الأزلية، بينه وبين الحضارات ..!!
أرجو منكم التفاعل
والإدلاء بأرائكم وتجاربكم إن وُجدت