![]()
صوت جائني عبر الأثير
… صوت …
قرب ظلال الحور كنا نجمعُ
من رائقات الورد دمعات العبقْ
نحكي أحاديثا كبَوْح الشمس في كوخ الشفقْ
نطلي سواد الليل من ثلج الحلمْ
و على جدار الضوء ترقص باقيات الشمس ليس بها رمقْ
و البحر يشرب نادماً مصباح موعدنا
و يصيح صوت الموج يضرب في نزقْ
من خط في قاموس ذاكرتي أساليب الغرقْ
من علم الماء اقتناص الشمس من كف الألقْ
و سمعت ذاك الصوت يصدح في المدى
فكتبت فوق الروح شعرا من قلقْ
ذابت غيوم لقائنا يا غائبةْ
لبست ليالينا عباءات الأرقْ
و أنا كتبت قصيدة تبكي دمي
و إلى ضفاف الليل ما حضر الغسقْ
كالعمر كان لقاؤنا أنشودةً
ليست تعاد كأن موعدنا عناق المفترقْ
و ظلال قامتها على نبضي تراتيلٌ يعانقها خيالي ثم يشربها الورقْ
و عبيرها يمشي على جلدي ندى
و يروح فوق هضاب قلبي مثل عصفورٍ يحلّق حول أعشاب الحبقْ
غادرت ذاك اليوم أرشح أحرفاً
و أذر فوق العمر من ضحكاتها
لحنا يصب علي كأسا من ودقْ
و أقول في سري :
يا صوتها الماضي تغلغل في دمي
علي أضم الحلم في همس كفصل يزهرُ
فالموت في عيني كبير كالمدى
لكن ضوءك من بكائي أكبرُ
و الحزن في قلبي يدور كقطعة نقديةٍ
و الشعر في عيني لون أخضرُ
يا صوتها المفروش فوق اسمي عريشة سكرٍ
ما مر مثلك فوق إسمي سكرُ
قل لي بربك : ما سأروي عن جموح الوقع في زنزانتي ... و أصورُ
ما كنت أعرف أن صوتا يصبغ الأشياء ضوءاً أخضراً
و يغرد الأشعار خمراً أحمرا
كعريشة تتفجرُ
قد كان عشقي في دروب الوجد نيرانا خبتْ
و حضرت أنت زجاج فجرٍ في غدي يتكسرُ
و قصائدي في الشعر كانو فكرةً
و رنينك المجنون جاء يحبّرُ
بالله قل لي ما شذاك و ما أصول الحرف في قسماتكَ
هل أنت شمس عانقتني أم سماء فوق جرحي تمطرُ
يا صوتها المرسوم في لغتي قصيدة عنبرٍ
مالون حرف قال مثله عنبرُ
أعلمت أن طارت إليها من خيالي فكرةٌ
وترقرقت بغدير صورتها مراكب أغنيات
أعلمت أن حارت عيوني ما تعانق حين راحت ترتمي في همهمات العتم مثل الساحرات
يا صوتها أرجوك عانقني مزيدا علَّني
في راجعات صداك أسبح في أثير الذكريات
يا صوتها قد بح صوتي ..
فإلى متى أدعو وأنت ببرجك العاجي تعزف من أناشيد الليالي الغابرات
و إلى متى أستحضر الذكرى و ثغرك لا
يلقي جوابا في عيون الأمنيات
أرجوك أوصلني إلى بر الأمان فربما
فوق الشواطئ ألتقي بمراكب ترسو على ماء اللغات
فأصفد الأمواج لا أطلق يديها قبلما يأتي صهيلك يشعل الكلمات
الإهداء ... لصوتٍ أرجوانيِّ الصدى
![]()
علي ابراهيم