كأغلب العراقيين ,لا يهمني مصير الوجود الاميركي في العراق ولكن مايهمني أكثر هو الاستنتاج العقلاني الذي يعتمد على الأدلة والمنطق. أنا أكره التخمين ونظرية المؤامرة بقدر ماأكره الارهاب والارهابيين الاجانب والقوات الاجنبية المتواجدة في العراق على حد سواء.
لسوء الحظ فان العقل العربي مغرم بنظرية المؤامرة .
وهذا مادعى خطيب صلاة الجمعة في النجف صدر الدين القبنجي باتهام امريكا بمساعدة الدول العربية للضغط على الحكومة العراقية الى عقد مؤتمر مصالحة مع البعثيين.
ليست لدي مشكلة باهتمام رجال الدين بالسياسة ولكن لا ينبغي لهم التكهن حول الأشياء التي لا يعرفون.
هل فعلا يقوم الأمريكيون الذين اطاحوا بنظام صدام بالضغط على حكومتنا للتصالح مع البعثيين؟ لاأعتقد
السؤال الذي يطرح نفسه هو ماالذي يجنيه خطيب جمعة من تصريحات مناهضة للاميركيين دون ادنى دليل؟
انه من السهل دائما أن نجد أجوبة جاهزة لمعظم الأسئلة وخصوصا عندماتقودنا التكهنات الى استنتاجات تافهة.
ماالذي ستكسبه الولايات المتحدة من الضغط على الحكومة للمصالحة مع البعثيين؟ الولايات المتحدة ببساطة تريد تاسيس دولة ديمقراطية مستقرة في الشرق الأوسط لهذا فهي تدفعنا لتحقيق هذا الهدف. يريد لنا الأمريكان الانتصار على الفساد والعنف. يريدون ان يكون لهم حليف آخر وشريك تجاري مستقر في المنطقة وأنهم على استعداد لمساعدتنا على أن تصبح أكثر استقرارا وأمنا وازدهارا.يعرف الامريكان اكثر من غيرهم ان عودة البعثيين من شأنه زعزعة استقرارنا والكثير منا يعتقد ان البعثيين هم وراء تفجيرات الأربعاء الدامي والأحد الاسود. نحن بحاجة الى ان نفكر في ما نقول وخصوصا في التصريحات من فوق المنابر. وحتى لو كنا نريد مغادرة الأميركيين لاراضينا فتوجيه اتهامات غير مدعومة بادلة ضدهم ليس السبيل الامثل . يجب علينا الدخول في حوار سياسي سلمي وعندما يعم السلم في العراق سوف تغادر القوات الاميركية. ولكن حتى بعد ان تنسحب هذه القوات لا ينبغي لنا أن نقوض علاقتنا مع الولايات المتحدة الامريكية لاننا بحاجة الى الاستثمارات الأجنبية والشركات الأميركية قادرة على ذلك.