لقب : سعيد بن زيد رضي الله عنه
حكاية هذا اللقب :-
قال حبيب بن سلمة : اضطررنا يوم اليرموك إلي سعيد بن زيد , وما سعيد يومئذٍ إلا مثل الأسد , لما نظر إلي الروم وخافها , اقتحم إلي الأرض وحثا علي ركبتيه , حتى دنو منه وثب في وجوههم مثل الليث , فطعن برايته أول رجل من القوم فقتله وأخذ – والله – يقاتل راجلاً – قتال الشجاع البأس فارساً , ويعطف الناس إليه .
قال سعيد بن عمرو بن نفيل : لما كان يوم اليرموك كنا أربعاً وعشرون ألفاً أو نحو ذلك , فخرجت لنا الروم بعشرين ومائة ألف , وأقبلوا علينا بخطي ثقيلة , كأنهم الجبال تحركها أيدٍ خفية وسار أمامهم الأساقفة والبطارقة والقسيسون يحملون الصلبان وهم يجهرون بالصلوات , فيرددها الجيش ورائهم , ولهم هزيم كهزيم الرعد , فلما رآهم المسلمون علي حالهم هذه , هالتهم كثرتهم وخالط قلوبهم شئ من خوفهم , عند ذلك قال أبو عبيدة الجراح يحض المسلمين علي القتال , فقال : عباد الله ... انصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم , عباد الله ... اصبروا , فإن الصبر منجاة من الكفر ومرضاة للرب ومدحضة للعار , واشرعوا الرماح واستتروا بالتروس والزموا الصمت إلا من ذكر اللهفي أنفسكم , حتى آمركم إن شاء الله .
قال سعيد : عند ذلك خرج رجل من صفوف المسلمين وقال لأبي عبيدة : إني أزمعت علي أن أقضي أمري الساعة فهل لك من رسالة تبعث بها إلي رسول الله؟ فقال أبو عبيدة : نعم , تقرأه مني ومن المسلمين السلام , وتقول له يا رسول الله إنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً , وقال سعيد : فما أن سمعت كلامه ورأيته يمتشق حسامه ويمضي إلي لقاء أعداء الله حتى اقتحمت إلي الأرض وجثوت علي ركبتي وأشرعت رمحي وطعنت أول فارس أقبل علينا ثم وثبت علي العدو وقد انتزع الله كل ما في قلبي من الخوف , فثار الناس في وجوه الروم وما زالوا يقاتلونهم حتى كتب الله للمؤمنين النصر .
![]()