توجد علاقة وثيقة و حقيقية فعلية بين الأمن والرفاه، فلا رفاه اقتصادي بوجود الفوضى، ولااستقرار اجتماعي بغياب الأمن، ولا نشأة طبيعية لاجيال المستقبل بوجود القتل و الارهاب، فالحياة لا تسمى حياة إن لم يصاحبها الأمن ، فإن غاب الأمن أصبحت الحياة جحيما لا يطاق فالأمن يقوم مقام الروح لدى الإنسان، وإن عاش المرء تحت وطأة القهر والإرهاب عاش ميت الروح، وأفضع انواع الإرهاب هو قتل النفس المحرمة لانه يمثل موت البشرية جمعاء.

ارتفعت حصيلة انفجارات الفنادق يوم الاثنين، الى 51 جريحاً جراء الانفجارات الثلاثة التي استهدفت ثلاثة فنادق في بغداد فيما بقيت حصيلة القتلى سبعة وهي شبه نهائية وكانت ثلاثة تفجيرات بسيارات مفخخة وقعت قرب فنادق شيراتون وبابل والحمراء ببغداد وتأتي هذه الهجمات لتنهي هدوءًا استمر شهرًا ونصف .
وأوضحت المصادر ان السيارات الثلاث التي كان يقودها انتحاريون انفجرت في وقت متقارب، مشيرة الى ان اضرارا كبيرة لحقت بالفنادق المستهدفة وسيارات المواطنين المتوقفة في مرائب تلك الفنادق والمارة الذين كانوا على مقربة منها.
وبينت أن عدة فنادق شملها التخريب، منها غرناطة وأرض الأهوار وسومر وهي في محيط فندق الحمراء.
ان هذا التصعيد الاجرامي ياتي في وقت تحقق فيه الحكومة في عقود توريد اجهزة كشف المتفجرات المستعملة حاليا في مدينة بغداد والتي أثير حولها الجدل مؤخرا لاسيما بعد قرار السلطات البريطانية حظر تصديرها الى العراق بسبب ثبوت عدم فاعليتها ,لقد ظل النزلاء لسنوات يحجمون عن الاقامة في الفنادق الذي تحول الى مقر لبعض الشركات والهيئات الاعلامية الى ان بدأت بعض الافواج السياحية تغامر بالنزول فيه العام الماضي وانفجرت القنبلة الاخيرة على ما يبدو قرب فندق بابل الذي يرتاده المسافرون العراقيون وتقام فيه احيانا اجتماعات حكومية.

ان قتل الناس الابرياء مهما كانت الدوافع هو ارهاب، فتفجير المفخخات في الأسواق و اختطاف المواطنين الابرياء و تفجير دوائر الدولة هو تخريب و ارهاب ، لكن مهما عمل هؤلاء المجرمون فإنهم سوف لن يتمكنوا من تحطيم ارادة شعبنا الذي أختار الحياة وأختار ان يمارس الحياة الحرة الكريمة ، وسيشهد التأريخ أن النهج الدكتاتوري قد تحطم وأنه لايصلح لادارة دولة متطورة.
على ابناء شعبنا الأحرار ان يفيقوا من سباتهم, حتى لاتتكرر مأسي الايام الدامية و أن لاتعود ايام الدكتاتورية السوداء..
ان تفجيرات الفنادق هي انذار لجميع العراقيين لكي يتحدوا و ان يتعاونوا في هذه الفترة الحرجة لحماية بلدنا من مخططات المجرمين اي كانت الجهات التي تدعمهم.