النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: رزاذ مطر

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    فراتي برونزي نارتو is on a distinguished road الصورة الرمزية نارتو
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    331

    افتراضي رزاذ مطر

    رزاذ مطر ... ,

    رذاذ مطر هل وأطل .
    من نافذة رسائلى.
    بلل جوف الأرض ونثر على محياها بسمة طال انتظارها .
    والرذاذ الذي حطّ على جنبات الجدران ترك تداعياته على خبايا الروح .
    فليس أجمل من أن تكون هناك إطلالة بعد غياب .
    وعودة بعد رحيل فها هو الشتاء يطل بكبرياء لا على استحياء .
    فهو ضيف مرحّب فيه أنى كان موعد قدومه .
    رذاذ تناثر والأرض تأهبت لاستعادة بريقها .
    والغبار الذي تراكم وجثم على صدر الورود بات مجبرا على مغادرة هواجعه.
    ولملمة أوراقه والانسحاب التدريجي ليترك للرذاذ فسحة من المكان ليتوطن فيها .
    ويستوطن دون انقلاب وبهدء وسكينة.
    رذاذ على النافذة .
    وفي كل مكان هو بداية لعهد جديد حد فاصل بين زمنين .
    هنا تتوحد الأمكنة وتغدو الطبيعة هي من يؤرخ لتتابع الأزمنة وجريانها ودورانها .
    رذاذ يعبر عن عفوية وتلقائية ودون برمجة أو إعداد .
    فوحدها مشيئة الباري هي التي تتحكم وتفاجئ و تعلن أن كرم الخالق غير محدود .
    فالرذاذ يؤصل لمواسم الخير والبركة.
    رذاذ لم يتأخر بل أطل حيثما كان يجب أن يطل .
    وخيط التواصل بين السماء والأرض تداعى .
    والبذور التي ظلت بمنأى عن كل اهتمام باتت تشعر أنها قاربت العثور على ذاتها.
    بعد أن كانت أو كادت تتلاشى .
    في غمرة الرذاذ وتداعياته .
    تطل الروح باحثة عن ملاذ ينحو بها نحو شواطئ الأمان .
    ونسجل أن الوقت ما زال مواتيا لتستعيد الأرض عافيتها وهي التي لم تدخل في غيبوبة .
    لثقتها بأن الرذاذ آت وإن تأخر .
    وهكذا تتواصل الفصول وتتداخل المواسم وترتسم دورة الزمن على محيانا .
    تماما كالأجيال تتابع وتوريث وتواصل .
    وفي خضم كل هذا نطل على ذواتنا محاولين استكشاف ما تناثر داخلها من رذاذ الحيرة .
    فصل ينقضي وآخر يأتي هي أيام لا تعترف بحدود فاصلة .
    فهي تتشابك كما الأيك والأجمة وتتداخل كالحلقات .
    ويظل علينا أن نستكشف ما يتوسط وشائجها من خيط ناظم .
    شهر تلو شهر تتبدل المواقع ما بين الحر والقر .
    وكأنها جولة تعبر عن كرّ وفرّ .
    تأتي المواسم مبشرة ويظل فينا من لا يقابلون الجديد الوافد بأي نوع من الترحاب .
    فرذاذنا المتناثر يفك طلاسم الأرض وجفاء الرمال.
    لكنه يظل عاجزا عن فك طلاسم النفس التى ظللتها غمامة البؤس والتبرم .
    ويأتي الرذاذ ليعلن لحظة التحول .
    وفينا من لا يفارق نمطيته ولا يحاول مغادرة الربوة القاحلة التي وسمت حضوره .
    فبات والجمادات سواء.
    رذاذ ذو هيبة ووقار ذو حضور وباقتدار.
    هو الفسحة التي تطل علينا من بعيد.
    لتعاود التأكيد بأن الحياة مستمرة .
    التعديل الأخير تم بواسطة امير الاحزان: ; 18-11-2009 الساعة 10:28 AM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك