نحن شعوب ياأختي لاتهوي التفكير ونحن أول أعداء لأنفسنا
فايران اصبحت، في نظر الولايات المتحدة، تشكل تهديدا لأمن المنطقة لا بد من التصدي له، من خلال توفير الحماية لحلفاء واشنطن القدامي فيها، وخاصة في منطقة الخليج العربي.
ياأختي الكريمة الادارة الامريكية وعدت بتقديم مساعدات عسكرية لمصر مقدارها 13 مليار دولار، وبيع اسلحة حديثة متطورة الي المملكة العربية السعودية بما قيمته عشرون مليار دولار، اما اسرائيل التي لم تعد تشكل اي خطر علي العرب، فستتلقي مساعدات عسكرية بقيمة ثلاثين مليار دولار وتشمل اسلحة حديثة متطورة تضمن تفوقها كقوة عظمي في المنطقة العربية.
نحن الآن امام عملية فرز واضح في المنطقة، اساسها مدي التبعية للولايات المتحدة والاستعداد للانخراط في الحرب الجديدة التي تعد لها ضد ايران وسورية وحزب الله في لبنان، او ما يسمي بمحور الشر الجديد. والغريب موقف بعض العراقيين الذين ذكرتيهم ياأختي ولاكن لماذا غريب؟؟؟
ففعلا المنطقة العربية باتت تنقسم الي ثلاثة معسكرات رئيسية، الاول هو معسكر دول الاعتدال، وهي مصر والاردن ودول الخليج الست، ومعسكر محور الشر وهو سورية وايران وحزب الله وحماس وتنظيم القاعدة والمقاومة العراقية، ومعسكر ثالث هو محور المهمشين وهو يضم بقية الدول العربية مثل اليمن والسودان والجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا، مع الاخذ في الاعتبار حقيقة هامة، وهي ان دول هذا المعسكر الثالث ليست متساوية، ولا توضع في سلة واحدة، فهناك دول فيه تعتبر دولا مساندة لمحور المعتدلين الاول، مثل المغرب وموريتانيا (تقيمان علاقات مع اسرائيل) وبدرجة اقل الجزائر.
وجود غيتس وزير الدفاع الامريكي في صحبة السيدة رايس، وحضوره اجتماعها مع دول محور الاعتدال العربي في شرم الشيخ، يؤكدان ان العد التنازلي للمواجهة مع ايران قد بدأ، وان عملية التهيئة للحرب، وتوزيع الادوار فيها قد بدأت بشكل متسارع، الامر الذي يذكرنا بجولات ديك تشيني عندما كان وزيرا للدفاع في ادارة بوش الاب للمنطقة قبل الحرب الاولي علي العراق.
علينا ان نتوقع عملية شيطنة لايران بالطريقة نفسها التي تمت فيها عملية شيطنة النظام العراقي السابق، تعتمد علي الأسس والاساليب والمصطلحات نفسها. فالتركيز يتم حاليا علي خطر ايران علي جيرانها في منطقة الخليج العربي، ودعمها للارهاب، وهي التهم نفسها التي جري توجيهها لنظام الرئيس صدام حسين لتعبئة المنطقة العربية ضده، وتسهيل عزله تمهيدا للإطاحة به.
اللهم ارحمنا فأنك بنا راحم ولا تعذبنا فأنت علينا قادر
تقبلي أختي مني التحية



رد مع اقتباس