منتديات الفرات
العراقيون يبكون دما و دموعا


الهاشمى يرفض المصادقة على قانون المساءلة والعدالة

انتحاريتان تقتلان 72 شخصا بسوقين للحيوانات الأليفة ببغداد



بغداد – العرب اونلاين – وكالات : قتلت انتحاريتان جرى تفجيرهما بأجهزة تحكم عن بعد 72 شخصا فى هجومين ألقيت المسؤولية فيهما على تنظيم القاعدة بسوقين مشهورين للحيوانات الأليفة ببغداد الجمعة فى اشد الهجمات دموية بالعاصمة العراقية منذ اكثر من سبعة أشهر.

وقالت الشرطة ان مهاجمة انتحارية قتلت 45 شخصا وأصابت 82 فى سوق الغزل للحيوانات الاليفة فى وسط بغداد.

وفى هجوم آخر وقع قبل ذلك بدقائق قالت الشرطة إن 27 شخصا قتلوا وأصيب 67 فى سوق للطيور بجنوب بغداد.

وقال الجيش الأمريكى الذى ذكر عددا أقل للقتلى إن انتحاريتين نفذتا الهجومين وألقى المسؤولية على تنظيم القاعدة فى العراق.

وذكر مسؤول عسكرى عراقى أن المرأتين كانتا متخلفتين عقليا وأن القنبلتين فجرتا باستخدام أجهزة تحكم عن بعد.

وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ان التفجيرين يؤكدان على "الافلاس والوحشية المطلقة" لمرتكبيهما.

وقالت رايس للصحفيين فى واشنطن "هذه الأفعال هى الاكثر وحشية والاكثر افلاسا."

وذكر المتحدث باسم الجيش العراقى فى بغداد أن القنبلتين فجرتا عن بعد باستخدام هواتف محمولة.

وتابع أنهم عثروا على الهاتفين المحمولين اللذين استخدما فى تفجير المرأتين مضيفا أنهما متخلفتان عقليا.

ولم يتطرق لتفاصيل بشأن كيفية معرفة الجيش العراقى للحالة العقلية للمرأتين.

ووضعت الشرطة ومسؤولو الدفاع المدنى الجرحى فى عربات تجر باليد وسيارات وصناديق شاحنات مكشوفة بينما ساعد جنود أمريكيون فى تأمين المنطقة.

رفض

من جانب اخر رفض طارق الهاشمى نائب الرئيس العراقى الجمعة المصادقة على قانون المساءلة والعدالة الذى يحل محل قانون اجتثاث البعث والمفترض ان يعيد جزءا من عشرات الاف اعضاء حزب البعث الى وظائف حكومية طردوا منها بعد الاطاحة بنظام صدام حسين فى 2003.

وصادق البرلمان العراقى منتصف كانون الثاني/يناير على قانون المساءلة والعدالة الذى حل محل قانون اجتثاث البعث الذى اقره رئيس الادارة المدنية الاميركية بول بريمر بعد الغزو فى 2003 وادى الى طرد الاف البعثين من وظائفهم.

لكن لا بد ان تقر هيئة الرئاسة المكونة من ثلاثة اشخاص هم الرئيس جلال طالبانى ونائبيه عادل عبد المهدى و طارق الهاشمى ذلك القانون قبل المصادقة عليه نهائيا.

واكد طارق الهاشمى انه بحث عن تعديلات للقانون وقال فى مقابلة مع احدى الفضائيات بثت على موقع الكترونى "نحن ننشط منذ شهور من اجل تعديل قانون اجتثاث البعث تعديلا جذريا لكى يكون اداة فاعلة فى اطار مشروع المصالحة الوطنية".

وكان مشروع ذلك القانون اثار جدلا واستغرقت مناقشته تقريبا سنة لكن مسؤولين اميركيين اقروا بانهم ارتكبوا خطأ باعتماد قانون اجتثاث البعث وان الرئيس الاميركى جورج بوش ضغط على رئيس الوزراء نورى المالكى لاقرار قانون المساءلة والمعادلة فى صيغته الحالية فى سبيل انجاح مشروع المصالحة بين الطائفتين الشيعية والسنية.

واضاف الهاشمى الذى يتزعم الحزب الاسلامى العراقي، اكبر الاحزاب السنية ان "هذا المشروع بهذه الطريقة ينطوى على معانى فى الثأر وبالتالى كيف سيستقر العراق؟"

وتابع "العديد من البنود فى قانون العدالة والمساءلة تتعارض مع الدستور ومع حقوق الانسان ومع النهج الديموقراطى لدولة العراق اليوم، ملاحقة الناس على معتقداتهم وحرمانهم من فرص العمل".

واشار الى ان "جبهة التوافق العراقية "..." ومجلس الرئاسة ايضا لديه تحفظات على العديد من الفقرات، من الضرورى اجراء تعديلات عاجلة على هذا القانون".

والقانون الجديد الذى صادق عليه مجلس النواب يتضمن ثلاثين مادة اهمها "احالة جميع الموظفين ممن كانوا بدرجة عضو شعبة فما فوق الى التقاعد، واحالة جميع منتسبى الاجهزة الامنية القمعية "مخابرات داخلية وامن ودفاع" على التقاعد او الى وظيفة مدنية باستثناء الوزارات والاجهزة الامنية ووزارة الخارجية".

وتابع الهاشمى "اليوم ينبغى ان نبحث عن الخبرات القائمة، قانون العدالة والمساءلة يتحرى عن هذه الكفاءات لغرض اقصائها، هناك فقرة تتعلق بالوظيفة من مدير عام فما فوق اذا كان عضو فرقة فينبغى اقصاؤه ايضا".

واكد الهاشمى ان "العراق اليوم بامس الحاجة الى خبرات النظام السابق لاعادة تاسيس نظام جديد يؤسس لدولة عراقية حديثة" مشيرا الى انه "اذا طبق هذا القانون، غدا سوف يقصى الكم الكبير من ضباط المخابرات الموجودين على رؤوس عملهم اليوم والذين اثبتوا اخلاصهم".

نمر من ورق

فى سياق اخر رسم الرئيس الاميركى جورج بوش الخميس مشهدا ايجابيا للوضع فى العراق محذرا من انه لن يجازف بالتقدم الذى انجز بالاسراع فى سحب القوات الذى قد يظهر الولايات المتحدة بانها "نمر من ورق".

واكد بوش فى خطاب القاه فى لاس فيغاس "نيفادا، غرب" نجاح الاستراتيجية التى انتهجت فى 2007 مع ارسال ثلاثين الف جندى اميركى اضافى رغم انها اثارت جدلا.

وقال بوش ان "كثيرين يتساءلون: والان ما العمل السيد الرئيس؟" فى اشارة الى التساؤلات حول عديد القوات.

وتابع "اقول لهم: اننا قطعنا اشواطا كثيرة فى تلك الساحة الكبيرة من الحرب على الارهاب كى نؤمن النجاح".

وكان بوش اعلن فى ايلول/سبتمبر البدء فى سحب القوات لتبلغ نحو 130 الف رجل فى تموز/يوليو. وينتظر الراى العام الذى يعارض فى معظمه الحرب، ما اذا كان بوش سيعيد مزيدا من الجنود الى البلاد بعد تموز/يوليو وقبل رحيله عن البيت الابيض فى كانون الثاني/يناير 2009.

وقال بوش ان اى خفض فى عديد القوات سيتم بناء على راى الجنرالات والظروف الميدانية، تاركا السؤال بدون جواب.

واضاف "الاغواء بالتأكيد هو القول: تفضلوا وخذوا القرار الصحيح من وجهة نظر سياسية. هذه ليست طبيعتي. هذا ليس بالتحديد ما سنقوم به".

وحسب مستشاريه فان بوش ينتظر قبل تحديد موقفه تقريرا من العسكريين والمدنيين الاميركيين فى العراق خلال الربيع المقبل.

لكنه اكد انه لن يجازف بالتقدم الذى تحقق خلال 2007.

وقال ان "الفشل فى العراق سيكون بمثابة القول الى المارقين والقتلة ان الولايات المتحدة هى نمر من ورق. الفشل فى العراق سيشجع المتطرفين الاخرين فى الشرق الاوسط. الفشل فى العراق سيشجع ايران. مصلحتنا الاستراتيجية هى النجاح. وسوف ننجح".

وقوم بوش الحقائق العراقية بشكل قد يكون الاكثر ايجابية منذ زمن طويل.

واعرب ايضا ومع كثير من القوة واكثر من الماضى عن اقتناعه بان العراق قد يكون بمثابة نموذج فى المنطقة.

واقر بانه بعد اربع سنوات على الغزو "يبدو الامر وكأنه اجل طويل".

وقال "لكن ما نراه هو ديمقوراطية تتطور بشكل كامل "..." الناس قالوا: الحرية لا يمكن ان تعم الشرق الاوسط. لست موافقا معهم ابدا. اعتقد ان الحرية ستعم الشرق الاوسط وان العراق هو عنصر اساسى فى هذه الاستراتيجية".

واشار بوش الى تحسن الوضع الامنى والنجاح الاقتصادى ولكن ايضا السياسي. وكان بوش اعرب العام الماضى عن سخطه من النتائج الزهيدة التى حققتها حكومة نورى المالكي. وقال ليس فقط "المصالحة" قد تحققت محليا ولكن "الناس بدأوا بالتجاوب مع بغداد".