بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

سنشرح هذه الليلة موضوعا تناوله الشيخ الأوحد foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? بن زين الدين الأحسائي ، والسيد الأمجد كاظم الحسيني الرشتي أعلى الله مقامهما ، في كتابهما : رؤى حول الأسرار الحسينية ... لنستفيد موضوعا يتعلق بمقامات وأسرار أهل البيت عليهم السلام ، وهو جواب لأحد المؤمنين السائلين لهما :


قال - سلمه الله - : ... بين لي ؛ هل التألم في أبدانهم الشريفة في الحرب ، كالتألم في أبدان غيرهم ( عليهم السلام ) ، أم لا ؟.

واما قولكم : هل التألم في أبدانهم الشريفة ... الخ .

فجوابه : إن بدنهم الأصلي ؛ الذي يحمل أرواحهم وعقولهم ، لم يظهر لأحد قط ، كيف ؟! وإن الكروبيين - الذين قد غشي على موسى ( على نبينا وآله وعليه السلام ) لما تجلى له نور رجل منهم ، بقدر سم الإبرة - هم جزء من سبعين جزء ، من نور أجسامهم عليهم السلام ، فكيف يطيق احد مشاهدة تلك الاجسام الطاهرة ، والأبدان المطهرة ، كما روي عن سيد الساجدين عليه السلام : << لو انا ظهرنا على الصورة التي نحن عليها ، لما رآنا أحد ؛ إلا وقد مات >> - هذا معنى الحديث - .

وأما البدن الذي ظهروا به للخلق ؛ فهو من نوعهم ، كما قال تعالى : [ قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي ] ، وهذا البدن - في اللطافة والنورانية - نسبته إلى أبدان غيرهم ( عليهم السلام ) نسبة الإكسير المحض الخالص ، المسقى بالسقيات الكثيرة ، البالغ في الفعل والتأثير إلى حد لا يوصف إلى الأحجار الكثيفة الغاسقة المرمية ، ولما كان من نوعهم ، فيجري عليهم ما يجري على غيرهم .

وأما ما روي : << أن أصحاب الحسين عليه السلام ما ذاقوا حر الحديد >> ، فالحسين عليه السلام بالطريق الأولى ؟! فذلك ليس لأن أبدانهم غير أبدان الخلق ، بل لتعلق قلوبهم إلى مشاهدة عالم القدس ، لم يشعروا بما وقع عليهم من الجراحات والآلام ، لا لأنهم ما تألموا ، بل ما أحسوا به ؛ لشدة التفاتهم إلى مقام أعظم ، وعالم أعلى ، كما شاهد فيمن إذا همه أمر عظيم ، لا يشعر بما يجري عليه من غيره ، وذلك معلوم بالضرورة والعيان .



:::
تحياتي