أخي ماجد:

أحييك على المشاركة الأكثر من رائعة وتمنياتي لكم بالصحة والسلامة. شخصياً كنت قد علقت في السابق حول الكيفية التي يجب أن نجعل الكوردي والكوردية أن يفخروا وأن يعتزوا بجنسيتهم العراقية. للأسف الذي عانوا منه لعقود من الزمن في الماضي أثر سلباً على العلاقة ليس فقط بينهم وبين السلطة العراقية بل في بعض الأحيان حتى على علاقتهم بالعرب. فالكوردي لم يكن يتصل إلا بالعربي الذي يأتي لتخريب كوردستان وأعني بهؤلاء الأمن والمخابرات وأجهزة العسكرتاريا القمعية ولم يكن إتصاله وتماسه بالعربي الحقيقي والعربية الحقيقية ملموساً. مضافاً لهذا كون الحكم التسلطي الذي خلق حالة من كون الكوردي مواطن من الدرجة الثانية إلا إذا أثبت عكس ذلك للنظام السابق البغيض والسئ الذكر من خلال العمل في صفوف اجهزته القمعية.
سؤالي هو كيف نعمل على جذب الكوردي والكوردية وكسبه\ كسبها لصفنا لا أن يستغل أعدائنا هذه المسألة وأن يكون الكوردي خصماً للعربي والعياذ. أعتقد بأن طريقة أخي ماجد كانت إستخدام العقل والحكمة في جعل هذا الكوردي الذي سأله من أين أنت؟ كان بإمكان ماجد أن ينحى منحىً يؤدي لعواقب لاتحمد وهي مثلاً أن يقول ليس هنالك بلاد بهذا الإسم (وهذه حقيقة) بل هناك منطقة بهذا الإسم وهكذا تستمر المنافرة لا المناقشة. لكن كون أخي ماجد أذكى من أن يقع في هذا المطب نحى بالمنحى الصحيح بإستخدامه الفطنة والحكمة.

مسألة العلم هي أمر آخر.

أؤمن شخصياً بأن هذا العلم يجب أن يبدل بالكامل فهذا لايمثل العراق بل يمثل حزب البعث، وحسب ظني إن هذا الحزب كوادره التي مازالت تمارس العملية السياسية (سراً أو علانية) هم إرهابيون. وهو يذكرني بسنوات القمع والإضطهاد التي مورست خلالها أبشع الجرائم تحت سارية هذا العلم. هذا هو السبب الذي يجعل الكورد يرفضون العلم الحالي. وأقول للذين يقولون بأن الكورد لايرفعون العلم العراقي، الكورد يرفعون العلم العراقي. يرفعون علم الجمهورية العراقية التي آخت بين أبناءها دون تفرقة، علم ثورة 14 تموز عام 1958. والقادة الكورد معتزون بعراقيتهم لكن هذا ليس هو الشعور الذي ينتاب الكوردي عندما يرى بأن العربي في العراق يتكلم بلهجة متعالية معه وكأن الكوردي ليس له خيار آخر إلا أن يكون تحت راية العراق أو إيران أو تركيا. الكورد كأي شعب آخر له الحق في تقرير مصيره وقد تكون هناك موانع في الوقت الحالي لكن من يدري ماذا يخبئ الزمان. واجبنا إذا كنا حريصين على هذا الإتحاد الإختياري أن نقطع السبل التي قد تؤدي بنا لإنفصال الكورد لكن بطرق حكيمة ومنصفة دون أن نجعل الكردي يشعر بأنه مغبون وهنا لاأقصد القادة بل الفرد الكوردي البسيط.

تحية مرة أخرى لمقالك أخ ماجد، تحية كعراقي كوردي أو ككوردي عراقي لكم وأتمنى ألا تحرمونا من مشاركاتكم التي تبعث على السرور.

ibn-BAGHDAD