حقيقة المظاهرة المليونية التي دعى لها مقتدى الصدر
بعد جهود الشباب العراقي الثائر على الفساد والخداع، الشباب الذي يحمل الوعي وحب الوطن الصادق، في كشف وبيان الحقائق وبعد أن وجه خطابه بما يمتلك من وسائل إعلام اجتماعية الى العراقيين الأحرار الذين تعلقت قلوبهم بالعراق الجريح وبقيت دموعهم تنزف لنزفه، هؤلاء أصحاب الضمائر الصابرة الأبية أعلنوا وعملوا على كشف الحقائق للجميع حين اثبتوا ان النفاق يبقى نفاقا وان الكذب يبقى كذبا مهما تزخرف العنوان وتأطر بإطار الوطنية وحب العراق من قبل البعض كما حصل خلال الدعوة التي وجهها مقتدى الصدر على لسان الناطق الرسمي لتياره صلاح العبيدي بخروج أتباعه بتظاهرة مليونية يوم الجمعة 16 / 9 لتوجيه الشكر والتقدير للحكومة العراقية، برئاسة نوري المالكي قائد صولة الفرسان، على الخدمات ومستوى تعاطي الحكومة مع طلبات الشعب ..
وبعد ان عمل شباب العراق الحر بكل همة لاستنكار وبيان قبح هذه التصرفات والتصريحات لأنها بالنتيجة تصب في مصلحة الاحتلال وحكومة الاحتلال وما هي إلا حجر عثرة أمام التغيير ومطالب الشعب العراقي في تظاهراتهم السلمية التي طالما وقف التيار الصدري بوجهها وحاول بشتى الطرق والأساليب إجهاضها ..
فقد بين الشباب الثائر إن هذا الشكر من قبل مقتدى للحكومة يعتبر اهانة للعراقيين وكراماتهم وحقوقهم لأنها عاثت في ارض العراق الحبيب الفساد ..
وبعد ان دعا شباب العراق الأبي المواطنين الأحرار إلى عدم التظاهر في ساحات التحرير في بغداد وعموم مدن العراق في يوم الجمعة المذكور فقد أعطى هذا الجهد ثماره فبدلا من تظاهرة مليونية كما أرادها مقتدى فقد تحولت الى عشرات هنا ومئات هناك وحتى هم اعترفوا بذلك فحاولوا التستر على هذه المهزلة والفضيحة بادعائهم ان هذه المظاهرة ليست مليونية كما نقلت ذلك وسائل الإعلام في تأكيد مقتدى الصدر أن تظاهرة يوم الجمعة ليست مليونية، بل هي نخبوية وكلٌ يتظاهر من موقعه !! وهذه محاولة يائسة كسابقتها حين أعلن صلاح العبيدي ان التظاهرة ستكون لشكر الحكومة ولكن بعد استهجان العراقيين الشرفاء لهذه التصريحات والمواقف اضطروا للف والدوارن فقالوا هي شكر للحكومة ان لبت المطالب ولا أدري أي مطالب ستلبي ؟؟ هل مطالب الشعب أو مطالب مقتدى هي المقصودة ؟؟ فالمطالب المشروعة للشعب العراقي هي شعار المتظاهرين الشرفاء في ساحات التحرير منذ زمن فما الجديد الذي جاء به مقتدى وتياره ؟؟ أم انها انتهازية ووصولية لسرقة مواقف الشباب العراقي الوطني الحر ؟؟
وحتى لو صار، وهو مستبعد من هؤلاء السياسيين، ولبوا مطالب الشعب فهم لا يستحقون الشكر لأنهم نفذوا ما يمليه عليهم واجبهم ومسؤوليتهم بالإضافة إلى أنهم جعلوا الشعب يدفع ثمنا باهضا من أرواح وثروات حتى نفذوا بعض المطالب البسيطة التي لا تعدوا الكهرباء والطعام، هذا إن فعلوا ونفذوا ، فهل يستحقون الشكر يا مقتدى ؟؟!! علما انك موجود في الحكومة وأنت سبب رئيسي في تعطيل الخدمات وما طلب الخدمات للشعب ما هي إلا عبارة عن اسطوانة مشروخة أكل عليها الشعب العراقي وشرب ..
كما ان هناك ملاحظة أخرى بخصوص تغيير الموقف من شكر صريح للحكومة الى محاولة للف والدوران بعد ان استقبح الشارع العراقي هذا العمل، فقد أعلن الصدر، في الـ13 من أيلول الحالي، أن التظاهرة إذا جاءت بعد تحقيق مطالب الشعب، فهي بمثابة شكر لكل الجهود المبذولة من كافة مفاصل الحكومة كالبرلمان ومجالس المحافظات والوزارات وغيرها، فهل تحقق أي مطلب من المطالب أو الشروط الثلاثة التي أعطاها مقتدى؟ هل صوت البرلمان العراقي عليها، لم يحصل مثل هذا أبدا ومع كل ذلك فقد دعى الى تقديم الشكر ولكن الحمد لله فقد بان واضحا سقوط دعوته لشكر الحكومة الفاسدة وأيضا ادعائه فيما بعد انه يريد التظاهر لطلب الخدمات للشعب بعد ان خذله أتباعه بعدم الحضور لساحات التحرير خاصة ممن أبصر الطريق واتضحت له عمالة مقتدى وقرر نصرة العراق فحاولوا طمطمة هذه الفضيحة بالقول أننا لم ندعوا الجميع بل دعينا النخب فقط!! ولكن لم نسمع في تصريحاتهم الإعلامية انهم دعوا النخب فقط وإنما كانوا يعبرون عن المظاهرة بالمليونية ..
ولكن الظاهر ان حضور أتباع التيار في صلاة الجماعة والجمعة والتحاقهم في بجيشه المجرم والتظاهر هو بالغالب بسبب الضغوط النفسية والمالية، فمن لم يحضر يقطع عنه الراتب او المساعدة الاجتماعية او يطرد من وظيفته او يهدد بالتصفية او الفضح، إذن صارت المصلحة الشخصية والمنافع المادية هي المحفز والدافع لتواجدهم معه سواء في الصلاة أو الالتحاق بما يسمى جيش المهدي، خاصة وان تيار مقتدى لديه أموال طائلة من عمليات السلب والنهب وما تصله من عطايا إيران وما قبضة من المحتل الأمريكي، كل هذا يجعله يعطي بسخاء لهؤلاء الجهال على حد وصفه لأتباعه في مسجد الكوفة ..
حسام صفاء الذهبي