الغريب في امر العراق هو وجود العشرات من المنظمات المسلحة التي تدعي جميعها حب العراق و المقاومة الشريفة من اجل العراقيين و لكنهم يقومون بقتل العراقيين و بدون اي احساس بالذنب. معظم هذه الجيوش و المليشيات تتخذ الدين غطاء لها و هم لا يلتزمون بابسط تعليمات الدين الاسلامي او حتى الوطنية الحقيقية. و نلاحظ ايضا انهم يتبعون اساليب العصابات التي تتغير بين الفترة و الاخرى بعد ينكشف امرهم من قبل قوات الامن العراقية. فبعد اقتحام مبنيى محافظة صلاح الدجين الذي خلف الكثير من القتل تقوم شبكة ارهابية من منظمة انصار السنة بالتخطيط لعمل مشابه في مدينة كركوك, فقد صرح قائد شرطة كركوك أن قوة مشتركة من الشرطة والجيش اعتقلت شبكة إرهابية كانت تخطط لمهاجمة مجلس محافظة كركوك، على غرار الهجوم الذي حصل على مركز محافظة صلاح الدين.

وقال اللواء جمال طاهر في مؤتمر صحفي ان الشرطة تلقت معلومات من مكتب القائد العام للقوات المسلحة بوجود مخطط لمهاجمة مجلس محافظة كركوك على غرار ما حصل في مجلس محافظة صلاح الدين قبل فترة و عليه قامت قوة مشتركة من الشرطة والجيش
باعتقال الشبكة الارهابية المكونة من 6 إرهابيين ينتمون الى تنظيم مايسمى "أنصار السنة" وأحالتهم الى قسم مكافحة الجرائم لإجراء التحقيقات اللازمة معهم.

لا يزال امر هذه المجموعات يحيرني و لا اعتقد انهم يعرفون ما يريدون و انهم يمتلكون اجندة مستقبلة اذا ما افترضنا انهم سوف يسقطون الحكومة العراقية و يحكمون العراق, لان ما يعرفونه فقط هو القتل و التفجير, باgتاكيد انهم لم يقفوا للحظة واحدة من اجل التفكير بما سيفعلوه اذا استطاعوا قلب نظام الحكم لانهم يعرفون ان هذا الامر لن يحصل ابدا مهما قتلوا و فجروا. لكن من الملاحظ ان العديد من هذه القوى التي سمت نفسها بالمقاومة او المعارضة المسلحة بداءت تفكر بترك نهجها المسلح لانه لن يؤدي الى اي فائدة للشعب العراقي و بداءو بالمفاوضات مع الحكومة من اجل المحاولة لالقاء السلاح و الانظمام للعملية السياسية, حتى ان عصائب الحق التي لازلت تهدد الحكومة من جانب تجري مفاوضات مع الحكومة من الجانب الاخر .

فقد اعلن المستشار الإعلامي لوزير المصالحة الوطنية عبد الحليم الرهيمي «باب الحوار مع جماعة عصائب أهل الحق لم يغلق ومازال مفتوحا»، مشيراً إلى ان «هذا الباب مغلق بوجه البعث المحظور والقاعدة بحسب الدستور العراقي».
وأضاف ان "الحكومة العراقية متمثلة بوزارة المصالحة الوطنية تجري لقاءات واتصالات مع عصائب أهل الحق وجماعات مسلحة أخرى ، من أجل رمي السلاح والدخول في العملية السياسية" مبيناً ان "أي تطور أو مستجد في مسألة الحوار مع جماعة عصائب أهل الحق سيتم الإعلان عنه عن طريق الوزارة و ان الانباء التي أشارت إلى حظر الحوار مع هذه الجماعة أسيء فهما"

قد يستنكر الكثيرين دخول هذه المجموعات التي ارهبت العراقيين لسنين طوال العملية السياسية, لكن اعتقد ان قبولهم في العملية السياسية هو اهون الشرين و ان قبول طروحاتهم السياسية احسن مئات المرات من المعانات من طروحاتهم المسلحة الامر الذي سيحفظ ارواح الكثير من العراقيين الابرياء و اتمنى بانهم سوف يغيرون نهجمهم المسلح بنهج حضاري و اكثر فائدة للمجتمع.