هل تعلمين أي كبد فريت , وأي قلب قتلت , وأي حلمٍ أجهضتِ
نعم ولن تعلمين
ها هي الأمطار .. تعلنُ من جديد
موعدا للألم .. وحفلة للعذاب
وجراح تهطل مع كل قطرة
وعصفور ساهر ينظر لحبات الرذاذ
شارد الفكر .. ساهم حائر
لا يدري أي جرم ارتكب , وأي جريرة يدفع ثمنها كل لحظة وفي كل حين
لاتعلمين أنّ موسم الغيث كان مواسما للأفراح
وأصبح الآن موسما للنواح
ولن تعلمين , لأنك ما عدتِ تلك الزهرة البرية التي عرفتها
لم تعودي أنت , إطلاقا لست أنت
لم تعودي ذلك الطائر الأبيض البرئ
ولست أعرف ما الذي غرك , طيبة قلبي وتسامحي
أم جنون النت وخفاياه
هل تعلمين ما ضاع منك ومني؟
ضاعت فرحة كنا نشترك فيها
وبيتا كان يجمعنا , وحنينا وذكريات
وأسرارا جمعتنا , وخيوطا ربطتنا
خزائنا كنا نحرص عليها كحرصنا على الحياة
أتعلمين أي جمال ضاع منك ومني؟
جمال روحينا وهما يجتمعان
ورياح تحمل عطر التلاقي
وأشواقٌ ومناجاة ٌ
هل تعلمين أنّي كدتُ أن أحقق لك الحلم الجميل
أتيتك أحمل غصن زيتون وسياط
واخترت بعنادك المعهود جلدي
كنت متيقنا تماما أنك لن تختاري غير السياط
ومنحتك ذلك الشرف
لكنك لم تعلمي أنك فضلت السياط على برقع الأفراح
وفضلت القسوة على الحنين
فهل علمت الآن ما ضيعت
وهل عرفت الآن كبر الكارثة
لملمي نفسك أو بعثريها فما عادت تعنيني
والبرقع الأبيض الذي أخفيته بين طيات حنيني
مزقته سياطك القاسيات
ولم يبقى لي ولك سوى الجراح
ضاعت كل خيوط الحنان
وتاهت مني ومنك كل طيور الحمام
التي كانت تحوم حول قداسنا... الحلم
والذي كاد أن يتحقق
لولا عناد جبروت أنثى تحمل كل قسوة الأيام
لن تعرفي أبدا ما ضاع منا
ولن تعرفي أبدا ماكان بيننا
لأنك لم تقرأي العنوان جيدا
فتاه منك المضمون , واضعت عنوانا كبيرا
تسرعت جدا ياحمامتي ..تسرعت الرحيل
وقتلت طهر قلب .. كان بين يديك
فحساباتك دوما كانت خاطئة
وستبقى خاطئة
ولن تعرفي معنى غصن زيتون
أو حمامات السلام
لانك تضعين امام كل درب علامة استفهام
ولن تعرفي أبدا قيمة ما ضاع منا
لك مني السلام
كلما أمطر الغيث
وكل موسم وضياعنا بالف خير
بقلمي