أعاتب فيك الدهر لو كان يسمع
وأشكو الليالي ، لو لشكواي تسمع
أكل زماني فيك هم ولوعة
وكل نصيبي منك قلب مروع
ولي زفرة لا يوسع القلب ردها
وكيف وتيار الأسى يتدفع
أغرك مني في الرزايا تجلدي
ولم تدر ما يخفي الفؤاد الملوع
خليلي قد شف السها فرط سهدها
فهل للسها مثلي فؤاد وأضلع
كأني وقد رمت المواساة في الورى
أخو ظمأ مناه بالورد بلقع
كأن ولاه الأمر في الأرض حرمت
سياستهم أن يجمع الحر مجمع
كأن الدراري حملت ماأبثه
إلى الليل من شكوى الأسى فهي ضلع
كأن بلاد الحر سجن لمجرم
وما جرمه إلا العلى والترفع
ستحملني عن مسكن الذل عزمة
باسعافه دون البرية أطمع
أرى لك في هذا التورع مقصداً
وإلا فما ضب الفلا والتورع
تلفعت بالتقوى وثوبك غيره
فلله ذياك الضلال الملفع
لعل زماناً ضيعتني صروفه
يرق فيرعى فيه قدر مضيع
وخلاً أساء الظن بي إن بدتله
حقيقة ما أخفي عن الشر يقلع
إليك زماني خذ حياة سئمتها
هي السم في ذوب الحشاشة ينقع
وإني وإن كنت القليل حماقة
فلي مبدأ عنه أحامي وأدفع
ولو أنني أعجلت خيف بوادري
ولكن صبر الحر للحرأنفع
لشاعر العرب الاكبر
محمد مهدي الجواهري