المجتمع العراقي في حاله يرثى لها بحيث وصل الى حد لايطاق وأصبح المجتمع العراقي المثال السيء للمجتمعات الغربيه و العربيه وحتى الخليجيه بعد ان كان قدوة في التحضر و الرقي واصبحت بغداد قرية كبيرة تضم في احيائها القذارة والنفايات و برك المياه الثقيلة وتملء اجوائها رائحة الدخان. ان اهتمام الدولة متركز على الناحية الامنية وهذا ما يوخر اتمام المشاريع والتربية والتعليم, كما ان هناك فوضى واضحة في قضية التربية والتعليم حيث لايتدرب الطالب اوالتلميذ على اداب الحضارة واحترام البيئة والقانون نحن بحاجة الى ثورة حضارية تنقل الشعب من حالة التخلف الى التقدم في مجالات التربية والصحة والنظافة العامة و احترام القانون.
يلقي الكثيريين باللوم على النظام الدكتاتوري السابق متهمينه بكونه السبب الأول والأخير الذي أدى الى أنحطاط المجتمع وهذه الطرح مبالغ به, لانه تكون بغياب الخوف من النظام السابق ولما صبحت الحكومه السابقة هي الحلقه الأضعف في المجتمع أنساقت عليها الأتهامات وتم تحميلها مسؤوليات جميع ازمات المجتمع العراقي واصبحنا نعلق جميع الاخطاء على شماعة النظام السابق , انا لا ابريء النظام السابق ولكن هناك اخطاء يجب ان نتحملها نحن كمجتمع, يجب أن نقف لنفكر كيف لنا أن نحدث ثورة أصلاحية في منظومة القيم والاخلاق وان نقوم باعادة تاهيل المجتمع والخروج من مازق التخلف والجهل لانها تزداد باضطراد وستؤدي الى انهيار المجتمع العراقي.
يجبان نطالب بتغيير اساليب التعليم البالية التي تعتمد اسلوب التلقين واستبدالها باسلوب البحث والتفكير والابداع و كذلك علينا ان ننهي مسالة اشغال الوظائف بالمحسوبة و المعارف , فالوظائف يجب ان تمنح حسب الكفائة و الخبرة و الاحقية.
يجب ان نعرف مواطن التخلف لدينا, هل هي في الجانب المعرفي والفكري ام في الجانب التقني والصناعي ام في جانب السلوك والتعامل مع المحيط سواء كان المعني فردا او مجتمع او مؤسسة في الحقيقة نملك من كل نوع نسبة لا باس بها والاسباب كثيرة ومختلفة وموغلة في القدم. اذا قارنا انفسنا بالمجتمعات المتقدمة حاليا في المجالات اعلاه يجب ان لا نغفل ان هناك دول و شعوب مرت بحروب و انقسامات و مرت بنفس مراحل تخلفنا بل اشد , لكنها درست مشاكلها و احتياجاتها ثم وضعت الحلول الجذرية لها و عالجت مشاكلها حسب هذه الحلول و مثال على ذلك اليابان و المانيا بعد الحرب العالمية الثانية , هذان البلدان الذان اصبحا من اكثر بلدان العالم تطورا بعد ان حطمتهما الحرب.