المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحب في مجتمع محافظ



أنثى شرقية
26-10-2009, 03:43 PM
الحب في مجتمع محافظ





كان تقليداً جميلاً ابتدعه العرب أن يبدأوا قصائدهم بالغزل والشكوى من لواعج الحب (بانت سعاد فقلبي اليوم متبول) ، هكذا بدأ كعب بن زهير قصيدته المشهورة التي ألقاها أمام المصطفى صلى الله عليه واله وسلم في المسجد ، كان الحب هو الغرض المشترك الذي تتفق عليه العقول والقلوب ، فمعه تذوب الفروق وتقصر المسافات ، ومنه ينطلق الشاعر إلى الحديث عن الأغراض الأخرى التي يريد إيصالها للآخرين .



تلاشى دور الشاعر في ثقافتنا وحلت الصحافة بديلاً عنه في الأغراض التي يريد إيصالها للمتلقين ، أصبحت الصحافة بديلاً عنه فهي الوريث الشرعي له ، ولكنها نسيت الكثير من تقاليده الجميلة ، فالافتتاحية التي هي في الصحافة بمثابة المطلع في القصيدة ، تحتوي على كل شيء إلا الحب ، وعندما تكون الصحافة في مجتمع محافظ فلن تعوزها المبررات المطلوبة للتخلف من أعباء هي أصلاً لا تريدها .



أن تكتب عن الحب في مجتمع محافظ هو أشبه بقيادة شاحنة كبيرة في ممر ضيق يكتظ بالمارة ، وعلى رغم ذلك سأحاول قيادة هذه الشاحنة معتمداً على ذكاء المارة وليس على حسب قيادتي ... ولعل أجمل تعريف قرأته عن الحب هو أنه حاجة الإنسان للهروب من نفسه ، لذلك كلما كانت حاجتنا للهرب كبيرة زاد اندفاعنا وتهورنا في الحب ، الحب هو حال أشبه بالغيبوبة الاختيارية كما يقولون ، أولى تنهيدات الحب هي آخر تنهيدات العمل ، هي غيبوبة اختيارية للهروب من واقعنا أو للتحرر منه لبعض الوقت .



عندما نقع في الحب لا نفكر كثيراً بمصدر السعادة التي نشعر بها ، هل هي من هذا الذي نحبه أم أنها فقط مشاعر الابتهاج بالتحرر من ضيق النفس إلى فضاء أوسع ؟ وكما أن الحب أقصر طريق للشعور بالسعادة فهو كذلك الأكثر ضماناً للتعاسة الحقيقية ، فالحب كما يقولون لعبة غريبة ، فهناك دوماً رابحان أو خاسران وليس هناك احتمال ثالث ، التفاوت في الحاجة للحب وفي طريقة التعبير عنه يصيبه في حالات كثيرة بالشيخوخة الباكرة .



فمشاعر الحب لا تواصل النمو بدرجة متقاربة بين الطرفين ، وهو ما يجعل الحب في بعض أطواره لا يعدو كونه مجرد رغبة في تقييد حرية الطرف الآخر ، وأوضح مثال لهذا النوع غير المتكافئ من الحب هو ما يربط الأم بطفلها الوحيد ، فإسراف الأم في حب طفلها يبدو في بعض المناسبات وكأنه مزيد من القيود التي تكبل هذا الطفل ... يقول جورج صائد (كلما زاد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة لمن نحب) !



تختلف نظرة الرجل وحاجته للحب عن نظرة المرأة وحاجتها ، يقال إن المرأة تحيا لتسعد بالحب ويحب الرجل ليسعد بالحياة ، فالحب عند الرجل هو بعض وجوده وعند المرأة هو كل وجودها ويعرف بعض الخبثاء الحب بأنه الجهد الذي يبذله الرجل ليكتفي بامرأة واحدة ، أما المرأة فترى أن حب الرجل يجب أن يكون مثل فرشاة الأسنان غير قابل للمشاركة ، وعلى أية حال ، فالحب يخفف من رقة المرأة ويزيد من رقة الرجل ، وهناك تعريف قديم للحب بأنه النجوم التي تنظر إليها في الظلام ، والزواج هو الحفرة التي تقع فيها ، وعلى رغم قدم هذا التعريف إلا أنه مازال طريفا ... وأقترح لتطوير هذه الطرفة أن تضاف كلمة (الأولى) بعد كلمة (الحفرة) .



الحب الأول يبقى طويلاً في الذاكرة ، وسحره هو في الظن أن لا نهاية له ، وفي الغالب الحب الأول ليس سوى قليل من الحماقة وكثير من حب الاستطلاع ، وعلى رغم ذلك تبقى تفاصيله محفورة في الذاكرة طوال العمر .



هناك نوع من الحب يسمى الحب من أو نظرة وهو أن يقع الإنسان بالحب من اللحظة التي يرى فيها الضحية أو سعيد الحظ ، بحسب الظروف ، من دون أن يأخذ رأيه أو يستشيره في الموضوع ... وهذا النوع من الحب في حاجة إلى ثقة كبيرة بالنفس مع بعض الاستعداد لتلقي الصدمات ، وعلى رغم عدم اقتناعي بهذا النوع من الحب إلا أن أحدهم أكد لي أن الكثير منا فرصتهم الوحيدة في الحصول على الحب هي طريق الحب من أول نظرة ، لأننا لن نجتاز الفحص مرة أخرى ، وميزة هذا الحب أن علاجه سهل جداً ولا يتطلب سوى إلقاء نظرة أخرى أطول قليلاً .



وللأمانة فأنا أقترح ، على طريقة التحذير من مضار التدخين ، أن يرفق مع هذا النوع من الحب تحذير يقول : "الحب من أو نظرة يقود إلى الطلاق في أول فرصة" !



حاجتنا إلى الحب كبيرة ، لأن أشعة شمس الحب كما يقال ستقتل كل جراثيم الحسد والكراهية من حولنا ، وإذا كانت حاجتنا كبيرة للهروب من أنفسنا ومن زماننا وإحباطاتنا ، فالحب هو النافذة التي تقودنا للأشياء الجميلة من حلونا ...



قرأت قصة قصيرة وجميلة لكاتبة أمريكية تتحدث عن الحزن والاكتئاب الذين مرت بهما بعد وفاة زوجها ، إذ فقدت رغبتها في كل شيء تقريباً ، وآثرت العزلة والانطواء تقول : "في إحدى المرات وبعد أن انتهى عامل الصيانة من طلاء الباب الخارجي للشقة طلب مني أن ابقي الباب نصف مفتوح لبعض الوقت حتى يجف الطلاء ، وحذرني من إغلاق الباب نهائياً ، لأن ذلك سيفسد كل شيء" ، وتضيف : " وبعد أن مضى فكرت في ما قاله وتساءلت : هل كان يتحدث عن الباب أم عن حياتي ، وبعد قليل من التفكير اكتشفت أنه بالفعل كان يتحدث عن حياتي " .



الفكرة الجميلة في هذه القصة هي أن الحياة يجب أن تستمر ، وأن الأبواب يجب أن تبقى مفتوحة ... وإذا وجدنا صعوبة في الحصول على من يستحق الحب فمن اللطافة وحسن الخلق أن نحب الآخرين أكثر مما يستحقون .



وأخيراً ،،، لعلي اختتم هذه الخواطر والأفكار حول الحب بنصيحة جميلة لا أعرف قائلها ، تقدم الحب بصورة سامية وتجعله طريقاً يوصل للسعادة الحقيقية ، وليس محطة نهائية للسعادة ، وأن أفضل وأغلى هدية باستطاعة الأب تقديمها لأبنائه هي أن يحب أمهم .




مماقراته واعجبني نقله لكم

امير الربيعي
26-10-2009, 03:48 PM
احم في الانتضار
:

كـــلمات في غاية الروعة اسطر تزخرفت بْإحساسكي الجميلــ
كلمات تعطرت بمشاعركــ الصادقة
حـاولت كثيراً ان اضيف شيْ الى اسطركي الذهبية لكن وقف قلمي بصمت امام احرفكي الزاهية وهو يكلــ كلــ الا حترام
الى صفحتكي الرائعة
لكي ودي وجزيلــ شكري
تحياتي
الى شخصكي الكريم
/
/

اميرالاحزان 1985
26-10-2009, 09:04 PM
في مجتمعنا الحب ما يوكل عش

يسلمووووووووووووووووووووووووووووووو عاشت الايادي

مع تحياتي اميرالاحزان 1985

عراقيه غيوره
27-10-2009, 06:53 AM
عزيزتي .. احلام /

أصابتنا مواضيعكِ بداء التآمُل
حيث عشنا لحظةٍ مميزة مع معانيها الخالدة

التي تعيش حياة العرب مع الحب




إستمري في زرع المواضيع الجميله
فأناملنا ستنتظر إزدهارها وبشغف

لك التحية والتقدير

أنثى شرقية
27-10-2009, 08:40 AM
احم في الانتضار

:


كـــلمات في غاية الروعة اسطر تزخرفت بْإحساسكي الجميلــ

كلمات تعطرت بمشاعركــ الصادقة
حـاولت كثيراً ان اضيف شيْ الى اسطركي الذهبية لكن وقف قلمي بصمت امام احرفكي الزاهية وهو يكلــ كلــ الا حترام
الى صفحتكي الرائعة
لكي ودي وجزيلــ شكري
تحياتي
الى شخصكي الكريم
/
/









تسلم اخوي الطيب لمرورك العطر ولكلماتك الرائعه
كن دوما بالف خير ودوم التواصل ياربي والاستفاده
تحياتي الك

أنثى شرقية
27-10-2009, 08:42 AM
في مجتمعنا الحب ما يوكل عش

يسلمووووووووووووووووووووووووووووووو عاشت الايادي

مع تحياتي اميرالاحزان 1985



تسلم لمرورك الكريم اخوي امير
وربي يحفظك
ودوم التواصل ياربي

تحياتي

أنثى شرقية
27-10-2009, 08:44 AM
عزيزتي .. احلام /



أصابتنا مواضيعكِ بداء التآمُل
حيث عشنا لحظةٍ مميزة مع معانيها الخالدة


التي تعيش حياة العرب مع الحب





إستمري في زرع المواضيع الجميله
فأناملنا ستنتظر إزدهارها وبشغف


لك التحية والتقدير





كم اسعدني مرورك غاليتي واختي العزيزه
وكم يسعدني اجد شخص مثلك يتمعن في السطور جيدا
غاليتي وفقك الباري دوما
وجعل دربك كله افراح ومسرات
ممنونه الك
تحياتي

ضياءالعبودي
29-10-2009, 08:25 AM
عزيزتي احلام

عندما تتغنى الحروف

وتتراقص الكلمات

عندما ينير اليراع

فيزدهر..ويطفو عالم الصفاء والنقاء

عندما تتكلم الروح

معلنة استقالة جميع الكتاب

عن ميدان الادب والشعر

ادرك حينها

ان استاذة الكلمة قد جاءت...

"احلام في الانتظار"

ما من فرح غمرني سوا كلماتك الرائعه

حقا اسعدتنى

مشكوره

دمتي بحفظ الله ورعايته

أنثى شرقية
29-10-2009, 11:19 AM
عزيزتي احلام



عندما تتغنى الحروف


وتتراقص الكلمات


عندما ينير اليراع


فيزدهر..ويطفو عالم الصفاء والنقاء


عندما تتكلم الروح


معلنة استقالة جميع الكتاب


عن ميدان الادب والشعر


ادرك حينها


ان استاذة الكلمة قد جاءت...


"احلام في الانتظار"


ما من فرح غمرني سوا كلماتك الرائعه


حقا اسعدتنى


مشكوره


دمتي بحفظ الله ورعايته




بارك الله بيك اخوي الفاضل لمرورك وتواصلك الدائم والتوغل بين سطوري والاستفاده من الموضوع اسعتدني فعلا
ربي يوفقك ويحفظك
الف تحيه الك