بسم الله الرحمن الرحيم


نون وسوف
كثيرا ما نسمع بكلمات تبداء بنون
وخاصة في الخطابات الطرزانية والارتجالية المليئة بالاخطاء اللغوية مع العلم انها مكتوبة امام الخطيب او الطرزاني
وهذه الكلمات النونية لها موسم
كموسم الخيار والطماطة التي لاتزرع في البيوت البلاستيكية
او
كموسم زراعة الحنطة والشعير ايام كان عندنا مواسم للزراعة
او
كموسم الفيضانات ايام كان عندنا ماء وليس استيراد الماء بالبواخر من ايران
ومن هذه المواسم
موسم الانتخابات
مثال
انتخابات مجلس النواب
انتخابات مجالس المحافضات
تكثر الكلمات التي تبداء بنون
تسبقها كلمة سوف
نستنكر الانفجارات
ندين الاعمال الارهابية
نرفض التدخل الاجنبي ودول الجوار
نشدد على المساواة
نشجب انتهاكات حقوق الانسان
نقاطع المعراضة الغير وطنية
نفكر في سعادة المواطن العراقي
نعمل لايجاد اجمل حياة هادئة للمواطن
نعمر ما سرق من البنية التحتية للعراق
نوفر الماء والكهرباء
نبني الشقق السكنية
نشيد الدور
نوزع قطع اراضي
نوزع البطانيات
نوزع الصوبات
نوزع الجول
نزيد رواتب
نبلط الشوارع
نصبغ الارصفه
نستورد البضاعة الغير جيدة من الصين
نشفط الاموال بالف حجة واهية
نسرق البنوك وخصوصا البنوك السمينة
نصدر النفط لنا وحدنا والعراقي يدك راسه بالحايط


طبعا
كل هذه الكلمات المنونة
لم تجد طريقها الى النور او الى الشارع
الا
نستورد البضاعة الغير جيدة من الصين
نشفط الاموال بالف حجة واهية
نسرق البنوك وخصوصا البنوك السمينة
نصدر النفط لنا وحدنا والعراقي يدك راسه بالحايط
والحق يقال
نعم موجودة
اليوم وكل يوم
تكثر زيارات السادة المسعولين وليس المسؤلين
تالى المافظات
وخصوصا حضور مجالس العزاء لشخص لم يشاهد المدينة سابقا
ولكنه الله يرحمه عشيرته لها ثقلها الاحتماعي والخير والبركة بكل عشائر العراق
فان السيد المسعول
ذهب لاداء واجب ان يحضر فاتحة المرحوم
لاجل ان يكسسب اصوات عشيرت المرحوم
وبكثرة النون وسوف
كثرة ارقام المليارت للمشاريع التي سوف يقوم بها بطل حزب الديج نكاية بحزب الدعبلة
وتشاهد قناة الوروارية وقناة الخزعبلات وقنواة اواعدك بالوعد واسكيك يا كمون
تطبل وتزمر وتنشد وتواعد وتقابل وزيارات ميدانية
وتقارير وصور ونشاطات تلفزيونية
والنتيجة
كمون
والكل يعرف قصة كمون وحال العراقي اليوم كحال كمون
واليكم قصة كمون




اواعدك بالوعد و اسكيك يا كمون



في العصور الماضية حيث كانت لا مدارس و لا جامعات


بل كان هناك علماء و تلاميذ


كان هناك استاذ عالم في كل شيء في احدى القرى و كان طالبه الذكي جدا جدا اسمه كمون


و في يوم من الايام اتى احد المرضى لهذا العالم لانه كان عالم القرية و طبيبها ورئيسها وشيخه وبنكها ومركزها ومسعولها و كل شيء


اتى اليه و في اذنه نحلة نعم دخلت النحلة اذنه و لا اعلم و لا اريد ان اعلم كيف


دهش العالم و ظل حائرا لا يعرف ماذا يفعل كيف يستخرجها و قد تشق طبلة الاذن و يصاب الاخ بالطرش و ماذا يفعل ظل حائرا الى ان اتاه كمون و قال له استاذي العزيز انا استطيع معالجة الرجل قال له مستهزئا و كيف ؟



قال له دعه لي


فادخل كمون الرجل الى غرفة مظلمة و قرب ضوء على الاذن التي فيها النحلة و اذا بالنحلة تخرج مسرعة
الان نكمل القصة بعد ان نجح كمون في وضع بصمته العلمية في القرية استشاط العالم غضبا و قال له لا يمكن لعالمين ان يبقيان في القرية اما انا و اما انت فقال له كمون اذن كيف ستحل الاشكال قال نتبارز بالعلم فقال له كمون لكنني اشطر منك لان صانع الاستاذ استاذ و نصف
المهم نرجع لعالمناو كمونه فقال له العالم تقول انت افضل مني اذن ليسقي كل واحد مننا الاخر سما و لنرى ايهما اقوى و من يستطيع العيش بعد ان يسقى السم هو الذي يبقى فخاف كمون و قال انا ابدأ فقبل العالم و برحابة صدر


استطاع كمون من تركيب خلطة سمية قوية جدا و في اليوم الموعود اعطى السم للعالم شربها العالم و ذهب فورا الى امراته و قال لا اريد سوى العسل منك و ظل يعالج نفسه اشهرا بالعسل فقط


بعد ان طاب العالم قال لكمون انه دوري في السقي قال كمون انا مستعد فقال العالم امهلني فترة فقبل كمون
ظل كمون يوميا يتمشى من قرب منزل العالم و هو يسمع دق الهاون مرت ايام و هو لا يسمع سوى الدق تسرب الخوف الى كمون و ظل يحسب و يحاول معرفة ماذا سيسقيه العالم


مر اسبوعين و كمون لا يرى العالم و لا يسمع الا الدق ففقد صبره و ذهب الى عالمه و قال متى ستسقيني قال العالم امهلني اسبوع اخر فوافق كمون و ظل خلال هذا الاسبوع يسمع الدق و يفكر ماذا سيسقى و تملكه الخوف و جعله لا ينام و في اليوم الموعود اتى كمون للعالم ووجهه شاحبا ازرق لا يعرف له لون بالتحديد و عندما اعطاه العالم الكاس رشف منه رشفة صغيرة فمات على الفور


و عندما سال العالم ماذا سقيت كمون قال كاسا من الماء فذهل الكل


و استطاع العالم ان يقتل كمون بالحرب النفسية


فواعده بالسم و لكنه لم يسقيه الا ماء


\\\
الان العراقي حتى ماء ما يسقى
وبدون ماء الذي شرب منه كمون يوميا الاف الناس تموت
اشلون حاله وشلون تاليه الله يعلم
والله ينصر العراقين وينطيهم الصبر
على
نون وكمون وسوف

الله يعطيك العافية على الموضوع الشافي
لكل العراقيين اطفت بقسم من النار في قلبي
بهذا الموضوع الرائع والراقي عسى ان يسمع
من يهمه الامر والجايات هواي والراحن قليل يا ابو الغيث
تحياتي وشكري وتقديري لك يا مبدع
المهندس علي يكلون عراقي اني ومرتاح والله اعلم

مع تحياتي


المسالة لم تتوقف عند النون والكمون والسين واخواتها من انتاجات المسعولين كما تفضلت
بل الان اصبحت كل الحروف منخرطة في هذا المستودع اللغوي لخطاباتهم ووعودهم الغير مسؤوله


والسؤال الان هو كيفية استخراج المعنى الحقيقي لماهية كل حرف على حده وماهو موقعه من الاعراب
بدءاً من مجالس المحافظات الى اخر محطة قياديه بهذا المستودع اللغوي القائم على ارض العراق


العراق بحاجة اكثر الى ادراك مهنية الانتخابات وما هي الاسس والنقاط التي يجب ان تتوفر بالمسؤول الذي ينتخب
هذه المسالة لم تجد الدعم الثقافي من قبل اذاعات العراق الحاليه ولا من قبل التوعيه السياسية من قبل المثقفون والسياسيون المجدين
مع كل الاسف اقولها ان العراق مازل يراوح في مكانه ولا نستطيع ارجاء كل هذه الاخفاقات على الثقل السياسي في العراق بل يتقاسم الشعب
مسؤولية هذا الركود السياسي والاقتصادي والاجتماعي
وهذا لايعني ان
الشعب العراقي غير مسؤول ولاكن نظراً لما مر بيه سابقاً من سياسات قمعيه ادت الى عدم الاهتمام والاخذ بجديه الانتخابات من منظور الرجل المناسب في االمكان المناسب وهذا النظريه خاطئه ومن المفروض ان يكون المكان المناسب للرجل المناسب وما اعنيه هنا
هو تقديم الفعل على الفاعل فيوجد الكثير من السياسين الذين انتخبو من قبل الشعب لما يحملوه من شهادات وخبرات سياسيه وعلى جميع الاصعده ولكنهم لم ولن يقدمو للحركة السياسية والديمقراطيه والحالة الاقتصاديه والاجتماعية من تحسن في اوضاع الفرد العراقي بقدر اهتمامهم بمناصبهم واستغلالها بشتى الوسائل والدليل على هذا هو كما تفضلت ( اوعدك بالوعد واسكيك ياكمون ) داعيك من سرقات الاموال لبعض الوزراء والمسؤولين في اغلب الدوائر الحكومية والموظفين الذين لاعمل لهم غير تقاضي الرشاوي
هذا الفساد السياسي والاداري ان لم يكن مسؤولية الحكومة والشعب معاً
فلا اعتقد ان العراق سيتقدم خطوة الى الامام اقولها بكل آلم الشعب العراقي الذي اعطى ما اعطى من دماء وتضحيات
من اجل الخروج من قوقعة السياسات الدموية والقمعيه والانفتاح على العالم الخارجي بكل قواه الاقتصادية والسياسية والثقافيه والفكريه لما يحمله من ارث حضاري مر بالكثير من التجارب والمراحل الانتقالية
لم يستطع لحد الان موازنة وضعه السياسي وحل هذه الفساد الاداري عن طريق المظاهرات والاحتجاجت
السلمية والمطالبة بكل احتياجاته وحقوقه ومايتطلع اليه وما كان ينتظره من المعسول الذي انتخبه
بعيدا عن العنف والتكتلات الحزبية هنا وهناك التي لا تقدم شي للعراق بل فقط لمشاريعها السياسية وعلى حساب العراق والفرد العراقي


الاخ العزيز ابو الغيث اثرت بموضوعك القيم والهادف هذا الكثير من النقاط والمسائل
المفصلية التي تحاكي عقل وقلب وفكر كل عراقي ان كان بالداخل او بالخارج


تقبل تحياتي ولك مني كل الاحترام والتقدير

بارك الله بك اخي ابو الغيث على الطرح المميز
فعلا حال العراق صار يرثى لها
لكن مابوسعنا القول سوى حسبي الله ونعم الوكيل
شكرا للمجهود الرائع سيدي
لاحرمنا هذا العطاء
تحياتي

الاخ الكريم
ابوغيث
ان مااحتواه طرحك هو غيض من فيض
مايمارسه ساسة اليوم ..
لقد فهمو فن السياسة بالمقلوب ونسوا او تناسوا
انهم ابعد مايكون من ابجديات السياسة..
وهذا في الواقع شئ مخطط له سلفا,,
انا على ثقة تامة بانهم يفقهون بما عليهم
ولاكن
((وجحدو بها وستيقنتها انفسهم))
لكونهم لم يحققو مايصبون اليه الا بهكذا طرق ملتوية
والا لماذا اصبحنا نرى قمة المهازل والوعود الكاذبة
منهم .. ولماذا ترتفع مطالب الساسيين بمشاريع خدمية للمواطنين
قبل موعد الانتخابات البرلمانية؟؟ انه الدجل والنفاق بعينه
اينما كنتم من اربعة سنوات قضيتموها في انتفاخ ذات الجيب؟؟
والمساومات الساسية التي احالتنا الى مجتمع يسوده البؤس والفقر المدقع
سمعنا وقرأنا وشاهدنا كل الساسة في العالم تعمل لشعوبها حتى العملاء منهم
مابال ساسة العراق.. وماالذي جرى لهم
والله والله لقد سجلو سابقة خطيرة
في التشرذم والتفسخ الخلقي ..
وهل يعقل ان يقبض على مجرمين قد عاثو في العراق فساد وتفجيرا
وحكومتنا الموقرة تطلق سبيلهم دون اي رادع ومحاسبة..
وهل يعقل ان تسرق مليارات الدولات من قوت هذا الشعب الصابر
ودهاقنة السياسة يتسترون فيما بينهم واتخذو طرق شيطانية
بالتستر على السراق والمجرمين..
وهل يعقل ان تكون نفقات احد المسؤليين ملايين الدولارات
بسفرة واحدة الى لندن؟؟
وهل فكروا يوما ان يخافوا ربهم بأنصاف هذا الشعب المستضعف..
الا من العار والخزي ان يتوعد مسؤول بارز جدا
بتمليك الدور السكنية لساكنيها قبل موعد الانتخابات ؟؟
اين نزاهة الانتخابات التي تتحدثون عليها
واين العملية الديمقراطية التي طبلتم في الاعلام عنها
حتى اصابنا الصداع منها؟؟
في بداية كل عام يطبل الاعلام الحكومي بانجاز مالي
وميزانية انفجارية لم يسبق للعراق ان حصل عليها..
ويسرد علينا ارقام خيالية تارة 100 مليار دولار واخرى 85 مليار دولار
وتمضي الايام وتليها الاشهر والعراق هو العراق
والخدمات في تدني قاتل ووضع مأساوي كارثي
والساسة في نعيم وماادراك ماالنعيم
انه نعيم منتجعات اوربا وبنوك سويسرا
ومباني دبي ؟؟؟
وكل هذا من مال السحت الحرام
وماهم ابطال الا في المناضرات التلفزيونية
وما ابسط تسفيط اللسان كما يقال..
فلم نعد نستغرب منهم شئ مهما كان حجمه
لكون الكتاب يعرف من عنوانه كما يقال..
فعنوانهم اصبح واضحا للقاصي والداني
والشمس لاتحجب بغربال..
شاكرلك طرحك عزيزي ابو غيث واعتذر للاطالة
مع فائق التقدير