ابو حسين
25-11-2006, 02:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
احب ان اروي هذه الرويا المنقوله
الفصل الاول : ليلة الاعتقال
بدأت القصة بعدما تمكنت قوات صدام من ابادة الشعب العراقي في الانتفاضة الشعبانية المباركة
وسيطر الامن على النجف الاشرف وبالتحديد في الساعة 10 من صبيحة يوم
16 / 4 / 1991 كان عمري حينها عشرون عاما وقد كنت مختبأ في بيت خالتي
وانتظر يوم واحد لكي يتمكن شخصا من تهريبي الى خارج العراق
طرقت الباب وكالعادة تاتي القوات الصدامية لتفتيش المنزل ذهب ابن خالتي ليفتح الباب
وانا كنت افطر وبعد اكثر من ربع ساعة وعلى غير عادة لم يدخل الجنود وتأخر ابن خالتي قررت
الخروج لهم خوفا عليه لارى ماذا يحدث ولم اكن اعلم اني حينها اخرج لقدري
وعندما وصلت الباب وجدت خارج الدار الملازم محمود السامرائي ملازم اول امن ومعه
نقيب مخابرات واكثر من عشرين مسلحا ومحمود يعرفني وبمجرد ما وقع نظره علي
قال : انت هنا ونبحث عنك اين كنت هذه الفترة
قلت : انا موجود ولم اذهب الى اي مكان
قال : ايه بالطبع موجود واين تذهب
قلت : ولماذا اذهب اصلا
فقال : هل هذا ما يريده يوسف الحكيم قتل الناس والابرياء - وهو يشير الى سماحة
آية الله المقدس السيد يوسف الحكيم اكبر اولاد آية الله العظمى السيد محسن الحكيم
واخو السيد شهيد المحراب
قلت : وما دخل السيد بهذا لقد توفي قبل هذا الامر بشهر كامل - وانا انظر له بغضب
وعنفوان شاب حمل السلاح وقاتل في الانتفاضة
قال : لسانك طويل جدا - والتفت الى الجنود وقال : ادخلوا البيت
وحينها النساء في المنزل لم يكن يعلمن ان الجنود سوف يدخلون وبهذا فهن لسن مرتديات
للحجاب ، فمسكت طرفي الباب بقوة والتفت الى داخل البيت وصرخت بصوت جهوري جدا :
يا الله يا الله
وهي اشارة الى العلويات ليرتدين العباءة والجلوس في غرفة واحدة
والجنود يدفعون بي لكي اترك الباب ويدخلون وانا متمسك بكل قوة انتظر الوقت الكافي
لارتداء النساء وجلوسهن في الغرفة وحينها تركت الباب وهجموا الجنود الى الداخل
فالتفت الي محمود وقال : ما زلت غوغائيا تصرخ يا الله
فقلت : الاصول عند الناس المتربين ان يستأذنوا قبل الدخول على النساء
وحينها احمر وجهه كثيرا وهو ابيض اللون فكان ظاهرا جدا في وجهه الحمق والحقد وهو
صدامي والتفت الى ضابط المخابرات وتبادلا النظرات ثم اقترب مني واصبح بجانبي ثم قال :
هل تريد سرقة المسدس من جيبي ؟ هل تريد قتلي
فقلت : انا لم اقترب منك حتى - وفي تلك اللحظة كانت الابتسامة تعلو وجهي وضحكت
حينها لم يطق ذرعا
قال : الظاهر انت محتاج ان تاتي معنا لتتعلم الادب
فقلت : والله الامر بيدكم فانتم تفعلون ما تشاؤن
حينها مسك يدي وجعلها خلف ظهري وقال : اقبضوا عليهم
وبالفعل جاء الجنود بالحبال وامسكوني وابن خالتي وهو حين امسك يدي كنت اشعر بارتجاف
يده وحينها سبحان الله لم استطع ان امسك نفسي عن الضحك وهو يزداد ارتجافا ، ثم قال :
خذوهم الى السيارة
وبالفعل اخونا سيرا اولا الامر والناس تنظر الينا وهم يلتقطون الناس من البيوت والرجال كبار
السن تنحدر دموعها وجمعونا في باص وبعد ان امتليء قرب العصر اخذونا الى مديرة امن
النجف الاشرف
وهناك تم انزالنا وجمعوا هذا العدد الذي كان حوالي الخمسين شخصا في غرفة صغيرة جدا
سوداء ليس فيها شباك ابدا فيها باب حديد وفي الباب فتحة مربعة صغيرة يفتحونها للتهوية
وبفعل العدد الكبير وعدم وجود اي انارة فيها فلا يرى الشخص يديه والمكان لا يسع للجلوس
فثلث العدد واقف والباقي جالس بصعوبة وما هي اقل من ساعة حتى بدأ الكثير يتساقطون
حيث اختفى الاوكسجين من الغرفة عندما قام احد جنود الامن بغلق هذه الفتحة الصغيرة وبدأ
الصراخ حيث تعلمون عندما يسقط شخصا ويفقد الوعي ويرمي بنفس فوق هذا الحشد كيف
يكون الحال وتزايد عدد الذين سقطوا والصراخ تزايد فما كان حينها من جنود الامن الا
ان فتحوا الباب ودخلوا علينا ثلاثة منهم وبأيديهم الهراوات وانهالوا بالضرب على الجميع
والجميع يلوذ بعضهم ببعض هربا من ضربهم والمكان ليس فيه اي متسع للهرب وانهالوا
بالضرب باحذيتهم العسكرية القاسية على الوجوه وبعد ان تعبوا من ضربنا قالوا ما بكم
ولماذا تصرخون فقلنا سقط منا اكثر من خمسة اشخاص واظنهم ماتوا وحينها قال اين
هم ونظروا اليهم وسحقوهم باحذيتهم فلم يتحرك منهم شخص حينها قالوا طيب سنفتح
الشباك واغلقوا الباب وتركوا فتحة الشباك الصغير في الباب وفي تلك اللحظة نهضت
وعرفت ماذا علي ان افعل فطلبت ممن معهم قطع قماش من ملابسهم واخذت منشفة وجه
احد الاشخاص ووقفت قرب فتحة الشباك واخذت احرك المنشفة لكي تعمل عمل المروحة
وبالفعل قام شاب ثاني وثالث ورابع واصبحنا خمسة شباب نتبادل الامر مع الباقين لكي
يستطيع الجميع التنفس وهكذا حتى جاء الفجر ثم الصبح واشرقت الشمس وفي شروق
الشمس يكون موعد الراحة والامان من الضرب فجنود وضباط الامن يشربون المسكر
طوال الليل وفي الصباح ينامون من الارهاق بين السكر وبين تعذيب السجناء واشرقت
الشمس وكانت صلاتنا وقوفا فلا مكان يسع ابدا للسجود او الركوع ولا ماء للوضوء
بل التيمم بالحائط
اخوكم ابو الحق
والبقية آتيه ..
موفقين لكل خير
احب ان اروي هذه الرويا المنقوله
الفصل الاول : ليلة الاعتقال
بدأت القصة بعدما تمكنت قوات صدام من ابادة الشعب العراقي في الانتفاضة الشعبانية المباركة
وسيطر الامن على النجف الاشرف وبالتحديد في الساعة 10 من صبيحة يوم
16 / 4 / 1991 كان عمري حينها عشرون عاما وقد كنت مختبأ في بيت خالتي
وانتظر يوم واحد لكي يتمكن شخصا من تهريبي الى خارج العراق
طرقت الباب وكالعادة تاتي القوات الصدامية لتفتيش المنزل ذهب ابن خالتي ليفتح الباب
وانا كنت افطر وبعد اكثر من ربع ساعة وعلى غير عادة لم يدخل الجنود وتأخر ابن خالتي قررت
الخروج لهم خوفا عليه لارى ماذا يحدث ولم اكن اعلم اني حينها اخرج لقدري
وعندما وصلت الباب وجدت خارج الدار الملازم محمود السامرائي ملازم اول امن ومعه
نقيب مخابرات واكثر من عشرين مسلحا ومحمود يعرفني وبمجرد ما وقع نظره علي
قال : انت هنا ونبحث عنك اين كنت هذه الفترة
قلت : انا موجود ولم اذهب الى اي مكان
قال : ايه بالطبع موجود واين تذهب
قلت : ولماذا اذهب اصلا
فقال : هل هذا ما يريده يوسف الحكيم قتل الناس والابرياء - وهو يشير الى سماحة
آية الله المقدس السيد يوسف الحكيم اكبر اولاد آية الله العظمى السيد محسن الحكيم
واخو السيد شهيد المحراب
قلت : وما دخل السيد بهذا لقد توفي قبل هذا الامر بشهر كامل - وانا انظر له بغضب
وعنفوان شاب حمل السلاح وقاتل في الانتفاضة
قال : لسانك طويل جدا - والتفت الى الجنود وقال : ادخلوا البيت
وحينها النساء في المنزل لم يكن يعلمن ان الجنود سوف يدخلون وبهذا فهن لسن مرتديات
للحجاب ، فمسكت طرفي الباب بقوة والتفت الى داخل البيت وصرخت بصوت جهوري جدا :
يا الله يا الله
وهي اشارة الى العلويات ليرتدين العباءة والجلوس في غرفة واحدة
والجنود يدفعون بي لكي اترك الباب ويدخلون وانا متمسك بكل قوة انتظر الوقت الكافي
لارتداء النساء وجلوسهن في الغرفة وحينها تركت الباب وهجموا الجنود الى الداخل
فالتفت الي محمود وقال : ما زلت غوغائيا تصرخ يا الله
فقلت : الاصول عند الناس المتربين ان يستأذنوا قبل الدخول على النساء
وحينها احمر وجهه كثيرا وهو ابيض اللون فكان ظاهرا جدا في وجهه الحمق والحقد وهو
صدامي والتفت الى ضابط المخابرات وتبادلا النظرات ثم اقترب مني واصبح بجانبي ثم قال :
هل تريد سرقة المسدس من جيبي ؟ هل تريد قتلي
فقلت : انا لم اقترب منك حتى - وفي تلك اللحظة كانت الابتسامة تعلو وجهي وضحكت
حينها لم يطق ذرعا
قال : الظاهر انت محتاج ان تاتي معنا لتتعلم الادب
فقلت : والله الامر بيدكم فانتم تفعلون ما تشاؤن
حينها مسك يدي وجعلها خلف ظهري وقال : اقبضوا عليهم
وبالفعل جاء الجنود بالحبال وامسكوني وابن خالتي وهو حين امسك يدي كنت اشعر بارتجاف
يده وحينها سبحان الله لم استطع ان امسك نفسي عن الضحك وهو يزداد ارتجافا ، ثم قال :
خذوهم الى السيارة
وبالفعل اخونا سيرا اولا الامر والناس تنظر الينا وهم يلتقطون الناس من البيوت والرجال كبار
السن تنحدر دموعها وجمعونا في باص وبعد ان امتليء قرب العصر اخذونا الى مديرة امن
النجف الاشرف
وهناك تم انزالنا وجمعوا هذا العدد الذي كان حوالي الخمسين شخصا في غرفة صغيرة جدا
سوداء ليس فيها شباك ابدا فيها باب حديد وفي الباب فتحة مربعة صغيرة يفتحونها للتهوية
وبفعل العدد الكبير وعدم وجود اي انارة فيها فلا يرى الشخص يديه والمكان لا يسع للجلوس
فثلث العدد واقف والباقي جالس بصعوبة وما هي اقل من ساعة حتى بدأ الكثير يتساقطون
حيث اختفى الاوكسجين من الغرفة عندما قام احد جنود الامن بغلق هذه الفتحة الصغيرة وبدأ
الصراخ حيث تعلمون عندما يسقط شخصا ويفقد الوعي ويرمي بنفس فوق هذا الحشد كيف
يكون الحال وتزايد عدد الذين سقطوا والصراخ تزايد فما كان حينها من جنود الامن الا
ان فتحوا الباب ودخلوا علينا ثلاثة منهم وبأيديهم الهراوات وانهالوا بالضرب على الجميع
والجميع يلوذ بعضهم ببعض هربا من ضربهم والمكان ليس فيه اي متسع للهرب وانهالوا
بالضرب باحذيتهم العسكرية القاسية على الوجوه وبعد ان تعبوا من ضربنا قالوا ما بكم
ولماذا تصرخون فقلنا سقط منا اكثر من خمسة اشخاص واظنهم ماتوا وحينها قال اين
هم ونظروا اليهم وسحقوهم باحذيتهم فلم يتحرك منهم شخص حينها قالوا طيب سنفتح
الشباك واغلقوا الباب وتركوا فتحة الشباك الصغير في الباب وفي تلك اللحظة نهضت
وعرفت ماذا علي ان افعل فطلبت ممن معهم قطع قماش من ملابسهم واخذت منشفة وجه
احد الاشخاص ووقفت قرب فتحة الشباك واخذت احرك المنشفة لكي تعمل عمل المروحة
وبالفعل قام شاب ثاني وثالث ورابع واصبحنا خمسة شباب نتبادل الامر مع الباقين لكي
يستطيع الجميع التنفس وهكذا حتى جاء الفجر ثم الصبح واشرقت الشمس وفي شروق
الشمس يكون موعد الراحة والامان من الضرب فجنود وضباط الامن يشربون المسكر
طوال الليل وفي الصباح ينامون من الارهاق بين السكر وبين تعذيب السجناء واشرقت
الشمس وكانت صلاتنا وقوفا فلا مكان يسع ابدا للسجود او الركوع ولا ماء للوضوء
بل التيمم بالحائط
اخوكم ابو الحق
والبقية آتيه ..
موفقين لكل خير