قسورة
22-09-2009, 11:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
إن الذي يتذكر مصيره في القبر ويتصور أمامه حفرته التي سوف يرقد فيها يوما شاء أم أبى , ويتأمل في سفرته الطويلة إلى الآخرة حيث يتم فيها الحساب والكتاب والثواب والعقاب , ثم ينشر الله تعالى صحائف أعمال العباد : [ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ] إن مثل هذا الإنسان الذي يستحضر أمام نفسه سفرة الآخرة من القبر إلى الحشر ثم الجزاء , فإنه يصيغ نواياه وعمله في الدنيا وفق مايرضي الله تعالى بدقة ومراقبة ورصد ومحاسبة .
لذلك اتخذ العلماء الصلحاء أسلوب التذكر بالموت وما بعده وسيلة لترويض أنفسهم وتعميق التقوى في قلوبهم , عملا بقول الامام علي عليه السلام : ( اكثروا ذكر الموت فإنه هادم اللذات ) .
من هؤلاء العلماء الصلحاء كان المرجع الديني الورع المرحوم آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي الشيرازي ( أعلى الله مقامه ) . كان قد حفر لنفسه قبرا في ساحة منزله بكربلاء , وكفنه على سجادة صلاته دائما .
فعندما كان يقوم بعد منتصف الليل ليؤدي صلاة الليل يلبس الكفن أولا , فينزل داخل القبر ويحدث نفسه قائلا : ( يا ميرزا مهدي , إعتبر نفسك الآن ميتا , وهذه حفرتك التي يدفنونك فيها شئت أم أبيت . قل لي من يفيدك هنا غير عملك الصالح !؟ فلم لا تستزيد منه , ولماذا تغفل عن مصيرك هذا , ولم لاتمهد لرقدتك هذه ... ) يردد هكذا ويكرر ويبكي , ثم يتلو الآية الشريفة : [ حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب إرجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ] .
ثم يوبخ نفسه قائلا : اسكت , إنك لاتستحق العودة إلى الحياة فقد ضيعت الفرص التي منحها الله إياك , ولكنه يعود ويلتمس ويتعهد أن يعمل صالحا فيقول لنفسه : ( قم وأخرج , لقد سمحنا لك هذه المرة بالعودة ! وإياك أن تعود إلى حفرتك وأنت خالي اليدين من الباقيات الصالحات ) . وهكذا يقوم خارجا من القبر مؤتزا كفنه وهو يشكر الله على منحه فرصة الحياة ونعمة العودة لإكتساب الحسنات .
أجل مثل هذا الرجل هل يعص الله تعالى ؟! هيهات هيهات ..
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
من كتاب قصص وخواطر
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
إن الذي يتذكر مصيره في القبر ويتصور أمامه حفرته التي سوف يرقد فيها يوما شاء أم أبى , ويتأمل في سفرته الطويلة إلى الآخرة حيث يتم فيها الحساب والكتاب والثواب والعقاب , ثم ينشر الله تعالى صحائف أعمال العباد : [ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ] إن مثل هذا الإنسان الذي يستحضر أمام نفسه سفرة الآخرة من القبر إلى الحشر ثم الجزاء , فإنه يصيغ نواياه وعمله في الدنيا وفق مايرضي الله تعالى بدقة ومراقبة ورصد ومحاسبة .
لذلك اتخذ العلماء الصلحاء أسلوب التذكر بالموت وما بعده وسيلة لترويض أنفسهم وتعميق التقوى في قلوبهم , عملا بقول الامام علي عليه السلام : ( اكثروا ذكر الموت فإنه هادم اللذات ) .
من هؤلاء العلماء الصلحاء كان المرجع الديني الورع المرحوم آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي الشيرازي ( أعلى الله مقامه ) . كان قد حفر لنفسه قبرا في ساحة منزله بكربلاء , وكفنه على سجادة صلاته دائما .
فعندما كان يقوم بعد منتصف الليل ليؤدي صلاة الليل يلبس الكفن أولا , فينزل داخل القبر ويحدث نفسه قائلا : ( يا ميرزا مهدي , إعتبر نفسك الآن ميتا , وهذه حفرتك التي يدفنونك فيها شئت أم أبيت . قل لي من يفيدك هنا غير عملك الصالح !؟ فلم لا تستزيد منه , ولماذا تغفل عن مصيرك هذا , ولم لاتمهد لرقدتك هذه ... ) يردد هكذا ويكرر ويبكي , ثم يتلو الآية الشريفة : [ حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب إرجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ] .
ثم يوبخ نفسه قائلا : اسكت , إنك لاتستحق العودة إلى الحياة فقد ضيعت الفرص التي منحها الله إياك , ولكنه يعود ويلتمس ويتعهد أن يعمل صالحا فيقول لنفسه : ( قم وأخرج , لقد سمحنا لك هذه المرة بالعودة ! وإياك أن تعود إلى حفرتك وأنت خالي اليدين من الباقيات الصالحات ) . وهكذا يقوم خارجا من القبر مؤتزا كفنه وهو يشكر الله على منحه فرصة الحياة ونعمة العودة لإكتساب الحسنات .
أجل مثل هذا الرجل هل يعص الله تعالى ؟! هيهات هيهات ..
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
من كتاب قصص وخواطر