سمير الكرماني
11-09-2009, 09:41 AM
مليار دولار ولا يزعل الجار
ينبغي القول انه طالما كان لنا أمل اسمه سقوط نظام صدام، أمل أن تتم النعم ويزداد الخير وتكثر أيام الفرح وتشفى الحرية من عللها التي سمرتها على سرير العسف والقمع وكان ذلك الأمل وحده قد كفل لنا أن نعيش في بحبوحة فرح وان كان قليلا لكنه مشع إلى الحد الذي يغذي كل هواجسنا
في أن نستمر في الحياة ونجتاز كل عقباتها لأجل يوم الفرح الكبير.
هذا هو كلام الناس الذي اسمع رنين الندم يصدع بين حروفه كل يوم وقد أوردت في هذا المطلع خلاصته على وفق آخرين مثلهم او من مثقفين وصناع عبارات من مثلي، ليس سوى اليأس والتأفف مما هم فيه اعني مما فيها بلادهم ومواطنوهم من اذى وسوء شاع في كل مفصل من مفاصل حياتهم، لم يستطع شعب العراق ان يأخذ نفسا هادئا من شدة وكثرة المشاكل التي واجهته منذ سقوط صدام والى الآن وهو الخارج لتوه من نفق الظلمات، مشكلات ليس لها من صفة سوى انها ارهابية مهما بلغ بنحاتي اللغة الخروج بها من هذا المفهوم المرعب، انه ارهاب الموت وفتنته المقيتة الى ارهاب الفساد الاداري والمالي البشع الى ارهاب قمع الحريات باسم الكاثوليكية الاسلاموية وأزلامها الشرهين لكل ما يفضي للخراب والخرافة والتخلف.
ثم ارهاب مروع آخر دس الهلع في نفوس الناس وهو إرهاب شحة المياه، ارهاب العطش وهتك الزرع والضرع الذي افلح مهندسوه من جيراننا الاسلاميين ان يكون الورقة الاكثر فعالية في زيادة آلام شعبنا وبث اليأس وعدم الاستقرار في آفاق النفس والحياة.
الغريب في الامر ان دبلوماسيتنا يبدو انها قد اخفقت في الذهاب مع الدولتين الجارتين المسلمتين الى حل يقي العراقيين دمار شحة المياه التي بدت بوادره واضحة في عدد من مناطق العراق، مثلما حصل في محافظة البصرة مثلا بعد ان ازدادت ملوحة شط العرب مثلما ارتفعت هذه التراكيز الملحية في مياه نهري دجلة والفرات، حسنا اليس غريبا مثلا ان يعلن محافظ البصرة شلتاغ عبود عن موافقة رئيس الوزراء على المباشرة بتنفيذ مشاريع عاجلة بمبلغ مقداره مليار دولار لمعالجة مشكلة مياه البصرة المالحة ، وذلك بسبب قيام الجانب الايراني بتغيير مصب نهري الكارون والكرخة الى داخل ايران بعد ان كانا منذ بدأ الخليقة يصبان في شط العرب , ما اسفر عن ارتفاع نسبة الملوحة فيه؟ ومما اسفر ايضا عن اعلان المناطق المجاورة له مثل الفاو والسيبة وابو الخصيب على انها مناطق منكوبة ؟
اليس غريبا ان تبادر الحكومة الى صرف مبلغ كبير مثل هذا الذي خصصته لمعالجة ملوحة شط العرب دون ان تجد الحل الاسرع والاقل كلفة وهو ايجاد حلول مناسبة لوقف ايران عن فعلها غير المبرر هذا، لاسيما وان العراق يمر في الوقت الراهن بظروف قاهرة؟
ترى ما هي الاسباب التي اوقفت دبلوماسيتنا عن القيام بواجبها الملح ازاء هذه الازمة مع ايران او مع تركيا؟ واذا كان هناك حل يمكن فعله في شط العرب فما هي الحلول التي يمكن ان تنقذ نهري دجلة والفرات وهما بالكاد يتخلصان من منبع الموت؟
مشكلة انخفاض منسوب المياه وشحتها وآثارها المدمرة على جميع الصعد والتي بدأت بوادرها تظهر في عدد من مدن العراق هو موضوع ملفنا اليوم والذي أعلنا عنه من قبل ومازلنا نتطلع الى جميع الكتاب والمختصين للاسهام بارائهم حول هذا الموضوع لما يشكل من أهمية كبيرة لحياة العراقيين ومستقبل بلدهم.
الصباح العراقية
ينبغي القول انه طالما كان لنا أمل اسمه سقوط نظام صدام، أمل أن تتم النعم ويزداد الخير وتكثر أيام الفرح وتشفى الحرية من عللها التي سمرتها على سرير العسف والقمع وكان ذلك الأمل وحده قد كفل لنا أن نعيش في بحبوحة فرح وان كان قليلا لكنه مشع إلى الحد الذي يغذي كل هواجسنا
في أن نستمر في الحياة ونجتاز كل عقباتها لأجل يوم الفرح الكبير.
هذا هو كلام الناس الذي اسمع رنين الندم يصدع بين حروفه كل يوم وقد أوردت في هذا المطلع خلاصته على وفق آخرين مثلهم او من مثقفين وصناع عبارات من مثلي، ليس سوى اليأس والتأفف مما هم فيه اعني مما فيها بلادهم ومواطنوهم من اذى وسوء شاع في كل مفصل من مفاصل حياتهم، لم يستطع شعب العراق ان يأخذ نفسا هادئا من شدة وكثرة المشاكل التي واجهته منذ سقوط صدام والى الآن وهو الخارج لتوه من نفق الظلمات، مشكلات ليس لها من صفة سوى انها ارهابية مهما بلغ بنحاتي اللغة الخروج بها من هذا المفهوم المرعب، انه ارهاب الموت وفتنته المقيتة الى ارهاب الفساد الاداري والمالي البشع الى ارهاب قمع الحريات باسم الكاثوليكية الاسلاموية وأزلامها الشرهين لكل ما يفضي للخراب والخرافة والتخلف.
ثم ارهاب مروع آخر دس الهلع في نفوس الناس وهو إرهاب شحة المياه، ارهاب العطش وهتك الزرع والضرع الذي افلح مهندسوه من جيراننا الاسلاميين ان يكون الورقة الاكثر فعالية في زيادة آلام شعبنا وبث اليأس وعدم الاستقرار في آفاق النفس والحياة.
الغريب في الامر ان دبلوماسيتنا يبدو انها قد اخفقت في الذهاب مع الدولتين الجارتين المسلمتين الى حل يقي العراقيين دمار شحة المياه التي بدت بوادره واضحة في عدد من مناطق العراق، مثلما حصل في محافظة البصرة مثلا بعد ان ازدادت ملوحة شط العرب مثلما ارتفعت هذه التراكيز الملحية في مياه نهري دجلة والفرات، حسنا اليس غريبا مثلا ان يعلن محافظ البصرة شلتاغ عبود عن موافقة رئيس الوزراء على المباشرة بتنفيذ مشاريع عاجلة بمبلغ مقداره مليار دولار لمعالجة مشكلة مياه البصرة المالحة ، وذلك بسبب قيام الجانب الايراني بتغيير مصب نهري الكارون والكرخة الى داخل ايران بعد ان كانا منذ بدأ الخليقة يصبان في شط العرب , ما اسفر عن ارتفاع نسبة الملوحة فيه؟ ومما اسفر ايضا عن اعلان المناطق المجاورة له مثل الفاو والسيبة وابو الخصيب على انها مناطق منكوبة ؟
اليس غريبا ان تبادر الحكومة الى صرف مبلغ كبير مثل هذا الذي خصصته لمعالجة ملوحة شط العرب دون ان تجد الحل الاسرع والاقل كلفة وهو ايجاد حلول مناسبة لوقف ايران عن فعلها غير المبرر هذا، لاسيما وان العراق يمر في الوقت الراهن بظروف قاهرة؟
ترى ما هي الاسباب التي اوقفت دبلوماسيتنا عن القيام بواجبها الملح ازاء هذه الازمة مع ايران او مع تركيا؟ واذا كان هناك حل يمكن فعله في شط العرب فما هي الحلول التي يمكن ان تنقذ نهري دجلة والفرات وهما بالكاد يتخلصان من منبع الموت؟
مشكلة انخفاض منسوب المياه وشحتها وآثارها المدمرة على جميع الصعد والتي بدأت بوادرها تظهر في عدد من مدن العراق هو موضوع ملفنا اليوم والذي أعلنا عنه من قبل ومازلنا نتطلع الى جميع الكتاب والمختصين للاسهام بارائهم حول هذا الموضوع لما يشكل من أهمية كبيرة لحياة العراقيين ومستقبل بلدهم.
الصباح العراقية