المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اداب السير وعلاقتها بالواقع العراقي



عراقي هواي وميزة فينا الهوى
21-11-2006, 01:10 AM
الكلمة الرئيسية لعمليات السير هناك هي «الخطف»، وبالطبع تفادي الخطف، العراق بلد معروف تاريخيا بالهوس بالموت. ولكنهم الآن اصبحوا مهووسين بالخطف بعد ان اكتشفوا ان الخطف اسوأ من الموت.

ترتبت على ذلك اساليب وآداب وتقاليد مرعية. منها ان على السيدة المحترمة الا تأخذ اولادها للمدرسة بدون ان تشدهم بحبل وتربط الحبل ربطا محكما بحزامها. شاع هذا التقليد أخيرا واخذ يرسخ في العرف العراقي بما يجعلني اعتقد انه بعد مرور مئات السنين واختفاء عمليات الخطف ونسيانها كليا، فسيستمر الناس على ربط اطفالهم بالحبال والسلاسل كتقليد اجتماعي .

تجلى ذلك مما سمعته عن ارتفاع كمية حبال القنب المستوردة من الهند. ففي العهد الصدامي كانوا يستوردون هذه الحبال للشنق فقط. ولكنهم الآن يستوردونها بمئات الاطنان لشد الاطفال بها خوفا عليهم من الخطف.

ظهرت ايضا تقاليد جديدة ترتبط بالسير على ارصفة الشوارع كان المتبع اجتماعيا ان يمشي الرجل الى الامام وتمشي امرأته وراءه. ولكنهم بفضل شيوع عمليات الاختطاف، اخذوا يصاحبونها ويجعلونها تمشي بجوارهم ولكن على حافة الرصيف في حين يمشي هو في الداخل بجوار المخازن والدكاكين. يفعل كثير من العرب ذلك تحاشيا لمشاهدة المرأة فستانا او حذاء ثمينا في الفاترينة فتلح على شرائه. في العراق يفعلون ذلك بفعل عمليات الاختطاف. فعندما يهجم الخاطفون بسياراتهم السريعة لا يحظون بغير المرأة من حافة الرصيف. وهي في هذه الايام بضاعة بائرة، عشرة بفلس، فيندمون على ما فعلوا. يستطيعون ان يحتفظوا بها طويلا. ويكون هو اثناء ذلك قد تزوج بامرأة اخرى.

لقد لاحظت ان بعض الفتيات العراقيات ما زلن يخرجن من بيوتهن سافرات وهذا خطأ شنيع بالنسبة لمخاطر الخطف. فالمعتاد من الخطاف ان يختطف المرأة من شعرها. فاذا كانت قد وضعت الحجاب على رأسها فانه لن يحظى منها بغير قطعة المنديل التي يجدها بين يديه وهو يلوذ بسيارته فينقم على كل من دعا للبس الحجاب.

هناك ناحية تتعلق بمحفظة الفلوس. الفلوس هي الغرض الاول والاخير للخطافين المحترفين. هناك بعض الخطافين الهواة الذين يزجون بأمور سياسية في الموضوع. وهذا عيب يأباه الخطاف المحترف. فليس من الصواب خلط البزنس بالسياسة والمبادئ. اعتقد ان على المواطن العاقل ان يعبئ محفظة واسعة بدفاتر الدولار يضعها في جيبه الايسر. وحالما يواجه الخطاف يمد يده اليمنى الى جيبه الايسر ويسلم المحفظة مع تحياته واعتذاره عن اي نقص او تقصير في المبلغ. ان كل ما يروى عن التعذيب الذي تعرض له المخطوفون يعود لجهلهم لاخلاقيات المجتمع الخطافي، وهو ان على الاغنياء ان يحملوا في جيبهم الايسر محفظة سمينة بالدولار.