محمدالفتلاوي
19-08-2009, 08:55 AM
تتخذ العولمة في نزاعها مع الاخر، على ثرواته ورزقه وارضه وتاريخه ومصيره، اكثر من ميدان واحد لمواجهته وبلوغ اهدافها من خلاله.
ولعل المواجهة الثقافية التي ستضطر العولمة الى خوضها مع الاخر، هي أخطر انواع مواجهاتها كلها وأشدها ضراوة.
ذلك لان للعولمة فكراً وثقافة خاصة بها لايمكن لها ابداً ان تنسجم او تتعايش بسلام مع الاصول الاخلاقية المكونة للثقافات الاخرى، موضع استهدافها.
من هنا، ينظر مفكرو العولمة الى ثقافتهم بوصفها احد الاسلحة المهمة في ستراتيجية التوسع التي تتبناها العولمة كعقيدة راسخة لها، وربما يكون هذا النوع الثقافي من الاسلحة المعنوية العديدة غير المنظورة للعولمة، هو الاشد خطراً والاكثر أذى من بين اسلحة العولمة المادية والبشرية كلها.
اما طبيعة الخطورة هذه، فليس تتمثل في ان هذا الفكر، وهذه الثقافة هما اللذان يرسمان مسبقا ويوجهان ويقودان نظرياً كل تلك الاسلحة المادية حسب، بل تتمثل الخطورة بالقول ايضاً،، ان قوى العولمة التي لابد لها من ان تخوض حربها الثقافية مع الاخر المختلف، ستضطر الى خوض هذه الحرب وهي مجردة عن أسباب قواها واداواتها المادية العسكرية المتفوقة، تلك التي لامكان لها ولانفع كبير في نوع صراع الثقافات هذا الامر الذي يجعل القوتين الثقافيتين موضع النزاع في حالة متكافئة تقريباً.
اما وجه الخطورة الاهم في حرب الثقافات هذه فهو مايتمثل بالقول، أن هزيمة شعب ما، ثقافياً وتاريخياً، هي أمرّ وأقسى هزيمة يمكن ان يمنى بها، بل واعظمها جميعاً، لا لأن الثقافة والتاريخ، هما آخر القلاع التي يدافع من خلالها شعب ما عن خصوصية وجوده فحسب،، بل لأن خسارة شعب ما لهذا النوع من المعارك، يعني بالضبط بأنه قد فقد بالفعل هويته الثقافية وانه قد اصبح شعباً آخر، لايمت بصلة الى ما كان عليه من هوية وثقافة.
النقطة الاخرى التي أود الاشارة اليها هنا في سياق عرضنا لحرب الثقافات هي مايتمثل بالقول،، ان الشعوب التي قبلت خيار العولمة واسلمت كل ممكناتها اليه، ليست هي الشعوب الاضعف، قوة او الاشد فقراً، انما هي الشعوب الاقل ارتباطاً بهويتها الحضارية وتاريخها.
بقي ان اضيف هنا بأن المثقفين هم القادة الحقيقيون في مواجهة قوى العولمة خلال غزوها لمجتمعاتهم، وهذا لايعني بالضبط، انهم الادرى بحقيقة العولمة وتحولاتها واساليبها وشعاراتها المضللة فحسب، بل يعني ايضاً انهم اصحاب المسؤولية في هذا الامر لانهم الاعرف بأساليب وامكانات النيل منها ايضاً.
لكن هل يبدو مثل هذا المطلب الاخير ممكناً مع واقع الحال العربي المرير الذي يخبر ـ في ما يخبر من احوال ترديه ـ بأن لفظة الاستعمار وهي الاسم القديم للعولمة كانت قبل نصف قرن، لفظة منبوذة تثير السخط والضحك من المثقف العربي في حال قبوله لها،، اما الان فان الذي اصبح يثير السخط والضحك هو رفض المثقف العربي ذاته لهذه اللفظة بأسمها الجديد او وقوفه بالضد منها! وليس من المبالغة ان اقول هنا ـ بأن هذا النوع من النجاح، يمثل الذروة من بين نجاحات العولمة كلها، في ذات الوقت الذي يمثل بالنسبة لنا نحن العرب الهزيمة الاشد قسوة والاكثر مراراً.
ولعل المواجهة الثقافية التي ستضطر العولمة الى خوضها مع الاخر، هي أخطر انواع مواجهاتها كلها وأشدها ضراوة.
ذلك لان للعولمة فكراً وثقافة خاصة بها لايمكن لها ابداً ان تنسجم او تتعايش بسلام مع الاصول الاخلاقية المكونة للثقافات الاخرى، موضع استهدافها.
من هنا، ينظر مفكرو العولمة الى ثقافتهم بوصفها احد الاسلحة المهمة في ستراتيجية التوسع التي تتبناها العولمة كعقيدة راسخة لها، وربما يكون هذا النوع الثقافي من الاسلحة المعنوية العديدة غير المنظورة للعولمة، هو الاشد خطراً والاكثر أذى من بين اسلحة العولمة المادية والبشرية كلها.
اما طبيعة الخطورة هذه، فليس تتمثل في ان هذا الفكر، وهذه الثقافة هما اللذان يرسمان مسبقا ويوجهان ويقودان نظرياً كل تلك الاسلحة المادية حسب، بل تتمثل الخطورة بالقول ايضاً،، ان قوى العولمة التي لابد لها من ان تخوض حربها الثقافية مع الاخر المختلف، ستضطر الى خوض هذه الحرب وهي مجردة عن أسباب قواها واداواتها المادية العسكرية المتفوقة، تلك التي لامكان لها ولانفع كبير في نوع صراع الثقافات هذا الامر الذي يجعل القوتين الثقافيتين موضع النزاع في حالة متكافئة تقريباً.
اما وجه الخطورة الاهم في حرب الثقافات هذه فهو مايتمثل بالقول، أن هزيمة شعب ما، ثقافياً وتاريخياً، هي أمرّ وأقسى هزيمة يمكن ان يمنى بها، بل واعظمها جميعاً، لا لأن الثقافة والتاريخ، هما آخر القلاع التي يدافع من خلالها شعب ما عن خصوصية وجوده فحسب،، بل لأن خسارة شعب ما لهذا النوع من المعارك، يعني بالضبط بأنه قد فقد بالفعل هويته الثقافية وانه قد اصبح شعباً آخر، لايمت بصلة الى ما كان عليه من هوية وثقافة.
النقطة الاخرى التي أود الاشارة اليها هنا في سياق عرضنا لحرب الثقافات هي مايتمثل بالقول،، ان الشعوب التي قبلت خيار العولمة واسلمت كل ممكناتها اليه، ليست هي الشعوب الاضعف، قوة او الاشد فقراً، انما هي الشعوب الاقل ارتباطاً بهويتها الحضارية وتاريخها.
بقي ان اضيف هنا بأن المثقفين هم القادة الحقيقيون في مواجهة قوى العولمة خلال غزوها لمجتمعاتهم، وهذا لايعني بالضبط، انهم الادرى بحقيقة العولمة وتحولاتها واساليبها وشعاراتها المضللة فحسب، بل يعني ايضاً انهم اصحاب المسؤولية في هذا الامر لانهم الاعرف بأساليب وامكانات النيل منها ايضاً.
لكن هل يبدو مثل هذا المطلب الاخير ممكناً مع واقع الحال العربي المرير الذي يخبر ـ في ما يخبر من احوال ترديه ـ بأن لفظة الاستعمار وهي الاسم القديم للعولمة كانت قبل نصف قرن، لفظة منبوذة تثير السخط والضحك من المثقف العربي في حال قبوله لها،، اما الان فان الذي اصبح يثير السخط والضحك هو رفض المثقف العربي ذاته لهذه اللفظة بأسمها الجديد او وقوفه بالضد منها! وليس من المبالغة ان اقول هنا ـ بأن هذا النوع من النجاح، يمثل الذروة من بين نجاحات العولمة كلها، في ذات الوقت الذي يمثل بالنسبة لنا نحن العرب الهزيمة الاشد قسوة والاكثر مراراً.