المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من قصص الواقع في لغة أخرى



الإنسان
12-11-2006, 07:56 AM
" كان وجهه يعتصر مرارة غامضة يحاول استنباطها ولا يريد أن يشغل نفسه بأي هواجس تحاول السيطرة على ذهنه , فلاذ ببضع كلمات ..."<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>


عباس خلف علي ؛ تخطيطات الرجل الساعاتي<o:p></o:p>

<o:p> </o:p>

آخر رجال المطر<o:p></o:p>

<o:p> </o:p>

<o:p> </o:p>


كان يعدو ناظراٌ خلفه , عيناه مسمرتان إلى الوراء , أنفه والحب الممزوج بشفتيه يتلمسان الدرب أمامه . توقف .. اتسعت أحداقه متساقطة على الجدران وملتهمة النوافذ البعيدة والرصيف الحجري . أجبرها المطر عدة مرات أن تغمض ؛ كيف سيغمض في لحظة يرى فيها الأشياء بوضوح أكثر من ذي قبل . تفتق فيه الورد الربيعي وفاحت رائحته تنسج المكان كوتر في سلم موسيقى المطر ... انبثق ضوء فوق رأسه , أطل عليه وجه مقوس الحاجبين قادما من عمق التاريخ بنوره المتكور في ذاته والتي ربما هي من خلق هذا الوجه . أضاء الشارع وتسرب نحو الأزقة الفرعية المجهولة في عمق ذاكرته عن الطفولة . نفذ إلى أعماقه مخترقاٌ إياه كالآلة الحادة , لعله الوجع الذي يأتينا في الغربة .. أحس بشيء يخرج من فيه ينفذ إلى ذا العالم منه , وهذا الضوء مازال يسري نحو هواجسه ودواخله دون هوادة . !<o:p></o:p>

أنساب الشيء منه على يديه غطى الأرض تحته ومن حوله تسلل إلى أمتار أخرى أبعد من دائرة قدميه . نفذ الشيء منه أحس بالتصاق فمه بشفتين تيبستا ثم أنفرجتا عن قطرات مبهمة امتزجت بماء المطر في فمه أشعرته بنشوة عارمة . :<o:p></o:p>

" وطن .. الحب ... حب ... الوطن "<o:p></o:p>

أراد أن يصرخ , ظل جامداٌ لم يستطع الحراك . الليل مازال يبتلع الكون بعتمة أزلية والغربة تبتلع الليل بحزن سرمدي ,. ظل الشارع والليل والمطر أغان قديمة يرددها بين الحين والحين في نفسه ...<o:p></o:p>

ظل محدقاٌ بالوجه الأبيض كالثلج وأضحى الوجه ملتصقاٌ يدنو منه .. رويداٌ تلاشت معالمه وظل النور قابعاٌ في ذاته . آنها غاب الشارع عنه والليل والمطر فتح ذراعيه أحتضن الوجه وغاب في الضوء المتناثر . سمع ترتيلا من خلله يسبر أفق العتمة هذه . أرتفع الصوت بوتر أرهق أذنيه فجثا على ركبتيه .<o:p></o:p>

أطرق للحظات ... أفاق بعدها لقد كان تحت الأمطار وهذا الليل كابوس آخر سيحمله في شوارع رعبه المجهولة دونما وطن ..<o:p></o:p>

<o:p> </o:p>في اللوحة الثانية أفاق تحت زخ المدافع والرشاشات ؛ كان يقف بالأمس بين الدبابات والمدرعات يزرع أكباد الأطفال الذين سحقتهم القذائف لينبت أبطال آخرين منهم ؛<o:p></o:p>

وينثر أكاليل العرس المرتقب على الغزاة من القنابل والعبوات الناسفة .. في اللوحة الثانية كان يقف على قدميه المبللتان بماء دجلة غير راكع في المجارير الغربية .. <o:p></o:p>

يحترق بدمائه نوعا من شجاعة أجداده ويهب إلى بقية شعوب الأرض دروس الثوار .. واحتراف الثورة .. فالثورة عنوانا لما كان يحيون لأجله ورمز أمجادهم ..<o:p></o:p>

ودروس عن الجنوب ... الجنوب المدمر بين الكرة البشرية واللعبة الصهيونية الجنوب الذي لم يعرف هو أو غيره لماذا هو ؟ ولماذا لم يكن غيره ؟... هل لأنه جنوب فقط ..؟ <o:p></o:p>

أوسمته قطع من تراب أرض أبيه ؛ وأفراح أعياده دماء أخوته على أغصان قريته المنسية بين القواميس السياسية . لم يعرف الساسة قريته .. لكنهم عرفوا وطنه ووطنه قريته . <o:p></o:p>

الليلة هذه قد تكون آخر مواطئ أقدامك فلا تجزع .. وقد تكون آخر مرافئ أحلامك فلا تجزع .. الليلة هذه فرقا آخر يزيد البعد ما بين السافل والنجمة , وعمقا آخر ما بين الغربة والعتمة .. قريتك بين النهرين تناديك وقرى في الشرق الواسع تناديك قرى في أحلامك وصلوا إليها ولم يبقى غيرك لبساتينك وللنخل المنكفئ وحقول البرتقال المحترقة والخريف الذي لف أغصانك وذاك النهير الصغير الذي ينتظر من يفتح عنه الطريق ويبعد الطين .. لم يبقى غيرك .... <o:p></o:p>

أنك يا آخر الرجال .. تتحداهم هذه الليلة أيضا .. تحت الأمطار ..<o:p></o:p>

عراقي أصيل
13-11-2006, 01:40 PM
" وطن .. الحب ... حب ... الوطن "
الليلة هذه قد تكون آخر مواطئ أقدامك فلا تجزع .. وقد تكون آخر مرافئ أحلامك فلا تجزع .. الليلة هذه فرقا آخر يزيد البعد ما بين السافل والنجمة , وعمقا آخر ما بين الغربة والعتمة .. قريتك بين النهرين تناديك وقرى في الشرق الواسع تناديك قرى في أحلامك وصلوا إليها ولم يبقى غيرك لبساتينك وللنخل المنكفئ وحقول البرتقال المحترقة والخريف الذي لف أغصانك وذاك النهير الصغير الذي ينتظر من يفتح عنه الطريق ويبعد الطين .. لم يبقى غيرك .... <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>

أنك يا آخر الرجال .. تتحداهم هذه الليلة أيضا .. تحت الأمطار ..<o:p></o:p>




قصة محزنة أخي الأنسان وأن شاء الله
كل غريب وكل مغترب يعود إلى بلاد الرافدين
مشكور اخي الكريم بأنتظار المزيد
بأنتظار المزيد



تحياتي


عراقي أصيل