المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصومال المنكوب



الزميل
22-06-2009, 08:03 PM
الصومال المنكوب


من منا كان يمكنه تصور ما يحدث اليوم في الصومال بعد أن استلمت السلطة قيادة لطالما حاربت الاحتلال الأجنبي، وهي حكومة شيخ شريف foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?، الذي انقلب عليه حلفاؤه، وتحول الصومال بعد مجيئه إلى ساحة لتصفية الحسابات بين الخصوم السياسيين ورجال القبائل والحركات الدينية المختلفة، كما تحول إلى شلال دماء راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الفارين من جحيم الحرب المستعرة هناك، وجهة معظمهم الأراضي اليمنية؟.
كان البعض يعتقد أن الصومال في طريقه إلى نوع من الهدوء بعد مجيء شيخ شريف foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?، بخاصة وأن الرجل كان يترأس ذات يوم مقاومة تحمل الصبغة الدينية ضد أركان الدولة السابقة، وكان أحد أقطاب الحوار الذي احتضنته العاصمة صنعاء أكثر من مرة، كما حصل على دعم عربي ودولي، والأهم دعم إفريقي لإعادة إرساء نظام حقيقي في الصومال.
كما جاء شريف إلى كرسي السلطة بعد أن انسحبت القوات الإثيوبية التي تم استدعاؤها في وقت سابق من قبل الحكومة التي سبقت مجيء شريف، والتي كانت الشماعة التي يعلق عليها البعض استمرار الأزمة في الصومال، إلا أن هذا العامل لم يكن عاملاً من عوامل الاستقرار، وكأن الصوماليين لا يريدون لأنفسهم ولبلدهم الاستقرار والأمان.
ما الذي يرضي الصوماليين إذاً؟ خاصة مع استمرار حالة التجاذب بين الفصائل السياسية؟ المشهد في الصومال يبعث على القتامة، والمؤشرات تشير إلى استمرار الصراع ليصل إلى منتهاه بسيطرة فريق معارض على الحكم، خاصة وأن المعارضين لا يبدو أنهم سيلقون السلاح ببساطة.
الخطورة أن كثيراً من الفصائل التي تتحارب في الصومال مرتبطة بمشاريع إقليمية ودولية، وتلقى كثيراً من الدعم من هذه الدول، على الرغم من أن ذلك يزيد من تفتيت الهوية الوطنية الصومالية، التي بدأت تتآكل مع استمرار الصراع بين أبنائه في الداخل، وهو ما سيتيح لدخول لاعبين جدد في الساحة الصومالية، وسيصبح من الصعب على الصوماليين أن يحلموا بدولة تعيد لهم كيانهم المفقود.
الصومال نموذج سيئ للخلافات التي تنشب بين فرقاء الحياة السياسية في أي بلد، ورأينا أن التشبث بالحكم -كما حصل مع الرئيس الصومالي السابق محمد سياد بري- هو الذي قاد البلاد إلى الوضع الذي يعيشه بلده اليوم، وأعتقد لو أن بري كان يعرف أن بلده يمكن أن تنزلق إلى الوضع الذي تعيشه اليوم لكان تصرف بطريقة غير الطريقة التي تصرف بها، والمرتكزة على امتلاك الحقيقة لوحده وتغييب مصالح الآخرين وحقهم في المشاركة في بناء البلد الذي يغرق يوماً بعد آخر في بحر الأزمات التي لا تنتهي