أنثى شرقية
17-06-2009, 08:59 AM
قال لي قلمي : مرحبا يا صديقي ما سر غيابك عني في الأيام السابقة
فقلتُ له : لكم أعشق المساء الربيعي ، لقد أشتقتُ كي أتحدث معك ، ولكن دعني اطلب قهوتي المعتادة الأسبريسو لتطيب لنا الجلسة
فدعني أحدثك عن سر الغياب : كُنتُ أراقبها من بعيد حتى تسنى لي الوقوف بالقرب من حدود جسدها أتلمسها بهدوء لتشعر بي وأشعر بحرارة جسدها ، فأتنفس أنفاسها ليتهيأ لي إسناد رأسي على صدرها لأصغي لهمس النداء بداخلها .
سألتني : هل تُسدي إليّ معروفاً ؟
قلت ُ : ماهو ؟
أبتسمت و قالت : أريد منك أن تحفر حفرة وتدفن فيها جسد الأمل ؟
فأبتسمتُ كي لا يبطل العجب ..!
فالتزمت الصمت بدورها .. و همست :
متى ستزول أثار تلك الكدمات من جسدي ؟
قلتُ أيتها الحسناء : لقد ضعتي بين أيادي رجل جاهل يبحث عن السلطة و أيادي شبة عاقل يبحث عن المال ، وكل حُلمكِ أن تعودي متلألأه الغرة متدثرة الخمار .
قالت : أتعلم لقد عدّت علي بعض القرون مابين بيضاء و سوداء ولكنها لم تستطيع أن تحولني لبيضاء المسائح لأنني سرعان ما أعود تلك الغيداء التي يتمنى الكل أن يخطفها من مكانها لتكون له سيدة مطيعة و لكنني بعنادي أزدادُ قوة ويزداد لدى الجميع الشغفُ بي .
شردت قليلاً عني ثم قالت :
ليالِ الأنس التي لا تنسى ، كم كنت أرقص على بعض أنغام الموسيقى الرافدينية الممزوجة ببعض لمسات الشرق و كم كانوا فحول الشعر يتغزلون بي شعراً حتى صدقتُ بأنهم يعشقونني حد الموت ومع ذلك تكبرتُ على الجميع .
أما الأن ..
فأن هذا الجسد يفتقد الضياء الذي أظلم و النور الذي خمد و البهاء الذي رحل و ضحكات الأطفال الرُضع و ركض الصبيان في أطراف السكك و خطى الصبايا القافزة و نقر عصى الكهلة على جسدي و صوت المذياع و رائحة قهوة الزعفران ان سُكبت من المخمرة وطعم شاهي البابونج ان اندلق بالخطأ على جسدي كي أزدادُ تألقاً وجمالاً إني أفتقدُ الكثير و الكثير .
فدارت وجهها عني لتخفي بكائها .. وقالت :
أن حُزني يغلي بداخلي فتارة يحمرُ جسدي في لحظات و في أخرى يصّفرُ حتى شعرتُ بأن الأحتضار يقرع الأبواب باحثاً عني ، بعدما تفنن الجميع بتدنيس جسدي حتى أيقنتُ أن شمس الأمل لا تزهو الا في الاحلام الوردية .
فمازحتُها كي تبتسم :
قلتُ لها : هل نحنُ نحتاج لمثل جيمس بوند أو روبن هود او سوبرمان او الرجل الوطواط
أبتسمت بصمت
ففرحتُ لأنها أبتسمت برغم مافيها من حُزن
قالت : كل ما أريده أنا أن اعود تلك الغيداء ؟
قاطعتها قائلاً :
أن الأمل الذي تندبين حظك عليه وتبحثين عنه في نظرات كل الوجوه التي تمرُ لتدوس على جسدك ، ولازلتِ تنتظرين و تحلمين به ، فدعيني أبثُ لكِ هذا الخبر ( أن الفتيل أنطفئ و بقي الطريق بلا راعي ) .
ولكن لا تقلقي فهنا الكثير من الرجال يدافعون عنكِ و لكنهم نسوا بعض كلمات سيدنا محمداً رسول الله ( عليه الصلاة و السلام ) حتى أصبحنا لا نرددها سوى في المجالس وأن رأينا بعض الصور بكينا و بكينا وفي صباح الغد بحثنا في أجندة المال عن علامتي ( + ، - ) و عُدنا إلى حياتنا الاجتماعية و نسينا أننا كنا نبكي بالأمس القريب ، فتباً للمال الذي يغير الكلمات و تباً للسلطة التي تُذكر في كُتب التاريخ وتباً لمن يقفون خلف كل هذا و ذاك .
ولكن أعلمي أن شمس الأمل لا تغيب الا أن غيبناها نحنُ وصدقنا كذبتنا نحنُ ، فأن عُدنا عادت معنا بإذن الله سبحانه و تعالى ، و لكن سيأتي يوم و تلمع زهرتك من جديد ، عندها سنكون قتلنا بداخلنا قلة الوعي وعرفنا هويتنا المفقودة ، التي تبدأ في صفوف صلاة الفجر و تنتهي بصفوف صلاة العشاء ، و ستكون أول خطواتنا التلبية أن سمعنا كلمة .. وا معتصماه فكلنا سنكون عنئذن المعتصم .
سألتها من جديد ما تريدينني أن أفعل بهذه الحفرة ؟
قالت لي : أعد اليها تربتها ، فبعض الأجساد لازالت بحاجة لمن يغطيها .
منقووول بالم حاد
فقلتُ له : لكم أعشق المساء الربيعي ، لقد أشتقتُ كي أتحدث معك ، ولكن دعني اطلب قهوتي المعتادة الأسبريسو لتطيب لنا الجلسة
فدعني أحدثك عن سر الغياب : كُنتُ أراقبها من بعيد حتى تسنى لي الوقوف بالقرب من حدود جسدها أتلمسها بهدوء لتشعر بي وأشعر بحرارة جسدها ، فأتنفس أنفاسها ليتهيأ لي إسناد رأسي على صدرها لأصغي لهمس النداء بداخلها .
سألتني : هل تُسدي إليّ معروفاً ؟
قلت ُ : ماهو ؟
أبتسمت و قالت : أريد منك أن تحفر حفرة وتدفن فيها جسد الأمل ؟
فأبتسمتُ كي لا يبطل العجب ..!
فالتزمت الصمت بدورها .. و همست :
متى ستزول أثار تلك الكدمات من جسدي ؟
قلتُ أيتها الحسناء : لقد ضعتي بين أيادي رجل جاهل يبحث عن السلطة و أيادي شبة عاقل يبحث عن المال ، وكل حُلمكِ أن تعودي متلألأه الغرة متدثرة الخمار .
قالت : أتعلم لقد عدّت علي بعض القرون مابين بيضاء و سوداء ولكنها لم تستطيع أن تحولني لبيضاء المسائح لأنني سرعان ما أعود تلك الغيداء التي يتمنى الكل أن يخطفها من مكانها لتكون له سيدة مطيعة و لكنني بعنادي أزدادُ قوة ويزداد لدى الجميع الشغفُ بي .
شردت قليلاً عني ثم قالت :
ليالِ الأنس التي لا تنسى ، كم كنت أرقص على بعض أنغام الموسيقى الرافدينية الممزوجة ببعض لمسات الشرق و كم كانوا فحول الشعر يتغزلون بي شعراً حتى صدقتُ بأنهم يعشقونني حد الموت ومع ذلك تكبرتُ على الجميع .
أما الأن ..
فأن هذا الجسد يفتقد الضياء الذي أظلم و النور الذي خمد و البهاء الذي رحل و ضحكات الأطفال الرُضع و ركض الصبيان في أطراف السكك و خطى الصبايا القافزة و نقر عصى الكهلة على جسدي و صوت المذياع و رائحة قهوة الزعفران ان سُكبت من المخمرة وطعم شاهي البابونج ان اندلق بالخطأ على جسدي كي أزدادُ تألقاً وجمالاً إني أفتقدُ الكثير و الكثير .
فدارت وجهها عني لتخفي بكائها .. وقالت :
أن حُزني يغلي بداخلي فتارة يحمرُ جسدي في لحظات و في أخرى يصّفرُ حتى شعرتُ بأن الأحتضار يقرع الأبواب باحثاً عني ، بعدما تفنن الجميع بتدنيس جسدي حتى أيقنتُ أن شمس الأمل لا تزهو الا في الاحلام الوردية .
فمازحتُها كي تبتسم :
قلتُ لها : هل نحنُ نحتاج لمثل جيمس بوند أو روبن هود او سوبرمان او الرجل الوطواط
أبتسمت بصمت
ففرحتُ لأنها أبتسمت برغم مافيها من حُزن
قالت : كل ما أريده أنا أن اعود تلك الغيداء ؟
قاطعتها قائلاً :
أن الأمل الذي تندبين حظك عليه وتبحثين عنه في نظرات كل الوجوه التي تمرُ لتدوس على جسدك ، ولازلتِ تنتظرين و تحلمين به ، فدعيني أبثُ لكِ هذا الخبر ( أن الفتيل أنطفئ و بقي الطريق بلا راعي ) .
ولكن لا تقلقي فهنا الكثير من الرجال يدافعون عنكِ و لكنهم نسوا بعض كلمات سيدنا محمداً رسول الله ( عليه الصلاة و السلام ) حتى أصبحنا لا نرددها سوى في المجالس وأن رأينا بعض الصور بكينا و بكينا وفي صباح الغد بحثنا في أجندة المال عن علامتي ( + ، - ) و عُدنا إلى حياتنا الاجتماعية و نسينا أننا كنا نبكي بالأمس القريب ، فتباً للمال الذي يغير الكلمات و تباً للسلطة التي تُذكر في كُتب التاريخ وتباً لمن يقفون خلف كل هذا و ذاك .
ولكن أعلمي أن شمس الأمل لا تغيب الا أن غيبناها نحنُ وصدقنا كذبتنا نحنُ ، فأن عُدنا عادت معنا بإذن الله سبحانه و تعالى ، و لكن سيأتي يوم و تلمع زهرتك من جديد ، عندها سنكون قتلنا بداخلنا قلة الوعي وعرفنا هويتنا المفقودة ، التي تبدأ في صفوف صلاة الفجر و تنتهي بصفوف صلاة العشاء ، و ستكون أول خطواتنا التلبية أن سمعنا كلمة .. وا معتصماه فكلنا سنكون عنئذن المعتصم .
سألتها من جديد ما تريدينني أن أفعل بهذه الحفرة ؟
قالت لي : أعد اليها تربتها ، فبعض الأجساد لازالت بحاجة لمن يغطيها .
منقووول بالم حاد