المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محاولة انتحار-------بقلمي---



prencipe_azul
26-10-2006, 05:14 PM
:66 (185): ماكان عليهم أن ينقذوني..:66 (75):

كنت أرى وجوههم وحركاتهم الفجائعية,واسمع صراخهم العنيف ,وأنا نصف غائب .وعندما أصبحت غائبا تماما كان بامكاني أيضا أن ألمح بعضا من خطوط الكارثة.

لقد كنت على حافة الموت, وعندما أراد ان يستقبلني ممتنا بمجيئي اليه طواعية قاموا بانقاذي وأعادوني الى من هي اسوأ من الموت.

لقد أنقذوني متوقعين أن أشكرهم على جميل لن أنساه..لكن في الواقع فهم لم ينقذوا الا غريزتهم وحبهم لي..الذي شككت فيه طيلة حياتي الأولى .

كنت قد بدأت بالتململ والشروذ الذهني..

وكي أكون صريحا فقد بدأت أحتقرنفسي أكثر من احتقار الأخرين لي..

تهت في سنوات عمري القليلة ..ولأن رأسي ملأ بالأفكارالثوريةالتي لم أجد أرضا لها ...جعلت حياتي الأرض وجسدي المحراب .

اخترت الوقت والمكان ..وكطقوس القرابين القديمة ,غسلت جسدي جيدا.وقمت بقطع شرايين يدي اليسرى..

بدأ الدم ينزف,أ حسسته باردا على غير العادة, وكأن حرارته التي أحسست بها في جسدي دائما كانت مني ,من فكري ووساوسي بالتحدييد.

لقد كانت لحظة رائعة أن ترى حل لوجودك العقيم..الدم في طريقه الى كتبي الشريدة وانجازاتي المحتشمة رسم خطا من الانسرابات المدهشة .

ارتخت يدي بدلال ..ورحت في رحلة الغيبوبة بكل طواعية..

وأنا وسط الطريق التقطت اذناي صراخ العودة الى الجحيم ..

كانت والدتي بسنينها الطويلة ..تضرب صدرهاالنحيل وكأنها اتمام لطقس القربان البشري..كنت أعلم أنها تحبني لكن كرهي لنفسي اقوى من حبها .

صورتها أمامي كانت واضحة..فلو استعدت الى مكاني لفذتني بروحها الطاهرة..لكن ماجدوى كل هذا..كنت مقتنعا بذهابي النهائي,لكن لأمر ما توقف نزيف الدم..ربما السكين لم تجز كل الشرايين,أو أن رغبة الحياة الخفية اختلست دون رقابة.

لأمر ما لم استطع الحراك ايضا..عيناي تتحركان كصقرفي فضاء متسع ..وفكري يجوب حدود المكان..لكني لاأستطيع أن أتمم مشروعي النهائي ..موتي

حاولت اخذ السكين من جديد .... لكن بماذا ؟؟؟

ربما هذه هي الموت ..وان كانت تماما كما أشعر بها..فلا تختلف عن الحياة,لأني سأرى عذابات من احبهم .

احسست نفسي محمولا بين الأدرع..والصراخ لايريد أن يتوقف..لكن بماذا يفيد بكاءهم .. لقد ترسخت اخطاءهم على جسدي ..كنت نصف غائب والقبل تنهال على خداي اللينتان..كانت يدي المسرب نحو الموت محمولة من احدهم ..أرجح أن يكون أخي الأقرب الي..والاخرى كانت بيد والدتي...احسست دفئها الغريب عني ..وكأنها يد ملائكية ..أهذه من النعم الموت؟؟؟؟.

أركبت سيارة الاسعاف..عربة تجرها احصنة مجنحة تطير بي عنان السماء, وأدخلت الجنة ..فلقد كان اعتقادي أن مكاني الجنة..لأني أنا الذي كنت أعرف نفسي جيدا .لاأدري بعدها مافعل بجسدي.. فقد كانت غائب تماما في صلاتي الاشراقية اللذيذة..دعوت فيها لنفسي بالغفران وخولت لنفسي حق حماية عائلتي..أيقنت أني قد ذهبت أخيرا ..فلم أشعر بجسدي أبدا ..كنت تاءها في فضاء من أختلاط النشوة والخوف ..ربما هذا هو البرزخ الذي عرفته في قراءاتي..لم يصفوه بهذا الشكل وان كان الاحساس واحد به ..خفة وامتلاء بالجديد والنقي..لم يتغير فكري أبدا فقد كنت كما في الأرض لكن مع احساس بصغر الدنيا.. كنت اعلم انها صغيرة وأنا فيها..لكن هذا الاحساس هنا غريب..بل أن عالمي الجديد جديد تماما..لم أدري لما بدأت اضحك؟؟؟

تذكرت ان شفتاي تتركتهما منفرجتين في جسدي على شكل ابتسامة ...كنت مزهوا بهذا العالم..كما كنت حقا قد ودعت الأرض..

فجأة عاد الجسم الي بطريقة مؤلمة..كان هناك من يخيط يدي اليسرى ويضع ضمادات وأمور مضحكة..أشرت الى هذه الجموع البيضاء فوق رأسي بأن لا فائدة..لكن على مايبدو صعوبة المهمة لم تترك لهم وقت لمبادلتي الحديث ..لقد كانوا جادين في ارجاعي.. وكنت جادا على الفرار..لن أقبل حكما بالموت أحيا بعده كل مرة ..هي موتة واحدة..كما الأن وسأذهب شهيد عند ربي..هذا ماحفزني على المغامرة ..فرغم الفتاوى والتحريم الواضح للأنتحارالا اني أولت واحكمت طيبتي..ومعاناتي..فذهابي الى الحضرة العلوية هو هروب من هذا الابتذال والفراغ الذي أعشه..هو امتناع عن النفاق العيش المرذول..

لقد أمنت اني شهيد.وما رأيته في البرزخ هو دليل صدقي..مجرد حالة انتشاء أما الخوف فطبيعي لتغيير المكان..

كنت حيا اذن دون أن ارتبط بجسدي..وما ارتباطي المفاجئ الا محاولة يائسة من من أجل ارجاعي الى عتمة الزنزانة ..انه حسد بكل بساطة .حسد من هؤلاء الذين يبعثرون جسدي ومن اولائك الذين ينوحون ...أو انهم يودون سؤالي عن الأجواء عندي.

افترق الجسد من جديد..نعم كنت أعلم انها محاولة يائسة ..ثم لماذا كانوا يريدون اعادتي الى الجحيم ..لقد كنت قبيحا فيه بشكل فضيع ..أكان يعجبهم قبحي...أم لكي أكون شاهدا على عذاباتهم وسذاجتهم التي تحسسني بالفراغ..عندهم لم اكن ذا جدوى..أما هنا فبمجرد ولوجي أحسست أن دوري بحجم ايماني الكبير..

لماذا انقدوني؟؟؟؟؟؟؟؟

حقا سيتبادلون التهاني بانقاذ نفس..سترى الكل يؤكد دوره العظيم...لقد حملني فلان والأخر فتح بابلسيارةالاسعاف ..وجارتنا الحصينة صرخت حتى سقطت أرضا..لكن كل هذا كان تدبيجا للحكم الصادرمن قديم..انهم يؤكدون الحكم..بدل الاستئناف لطلب العفو..العفو هنا هو مغادرةالعالم .

مغادرة نهائية والخلود في العالم الرباني..لقد كنت مؤمنا أن ماقمت به هو عين الحق...ومادونه باطل وبهتان..يكفي أني صادق مع نفسي.

غاب الجسد تماما هذه المرة..لم يعدوحلقت بروحي في الممر المؤدي الى الحساب..البرزخ كان طيفا شفافا ينعش خفتك..وعكس الاهوال والعذبات التي قرءتهاعن مثل هذا اليوم ..فلم يكن شيئ منها ابدا هنا..ربما لم يحن أوانها ..أو انني في حالة اخرى غيرالموت ..لكنها استهوتني...تماما مثلما حلمت أن احس رأسي فارغا مثل بالونات ألعاب..لم يكن فارغا تماما..بل احتفظ بما كان يسليني في الحياة ..أشعاروحكم ...وكتابة لذيذة عكس التي كنت اكتبها هناك..ولوهلة نسيت أني كنت بجسد يوما ما ..فكم احتقرته دائما واعتبرته عقبة كأداء أمام الطهرالبشري..نعم كان مجرد ستاريصبح أشلاء متقطعة ..وجثة محروقة..رأس مقطوع ..أصابع أعضاء...عندما تسقط عبثا احدى القنابل على هذا الذباب البشري عندما تسقط على نساء وشيوخ ..عندما يفجر المكلومون أنفسهم كي تأتي في اعتقادهم الحرية ..لقد كانت أجسادنا مظلومة نحن المستضعفين ..

كان جسدي بعيدا عن الأحداث..لهذا احتقرته ومجدت روحي وعاطفتي..لقد أخذتني روحي دون انذار الى عالم موت الأبرياء والدمار ..لم نكن نساوي شيئ بأجسادن االمريضة ...زوزنا فقط بارواحنا..زهونا دون توقف ..فعصف بأجسادنا بهذه الطرق البشعة ..أطفال ونساء شيوخ بلحي بيضاء..هناك من احب وكره...انتظروا موعدا محددا كي يأتي الموت..لكنهم لم يتوقعوه بهذا الشكل ..موت مجاني وبشع ..فهل أحسوا بألمه ؟ عندما سقطت القذيفة هل صرخوا ؟؟؟ أم انهم مثلي الأن في حالة البرزخ الجميلة..ربما رحمة الله التي أمنوا بها أكثر من ايمانهم بوجودهم انتشلتهم أياما قبل أن يصبح الجسد مجرد خرقة بالية ..انتشلت أرواحهم وتركت الجسد في الفراغ .

لقد بدأت اهلوس من جديد .. وصفائي الذهني لم يعد له وجود ..

ثم عاد الجسد بطريقة أكثر ايلاما ..صرخت . وغبت تماما عن الوعي ..عن كل شيئ .

لاشيئ غير السواد ..لابرزخ ولاجسد أو أفكارذات أجنحة تحلق بي في نصوص الوجود..ربما كل شيئ فكرت فيه كان حلما أو مس شيطانيا ..انها حالة غريبة تصاحب الانتحار ..وهم عوقبت عليه به لأني أخذت وظيفة الموت .

لقد أخذت وظيفة الموت ..

جمدت تماما..ربما هذا هو الموت ؟؟؟لكني أحس بالألم ..ربما أيضا هذا هو الموت ..ذهبت الى لامكان ..معلق بين أشياء لا استبينها .تقاذفني محتوياتها ولا املك لها حلا ..

عدت ..لكن الى قاعة لاتشبه غرف الجنة وبين اناس أعرفهم ..تركتهم للتو خلفي..ربما لحقوا بي..لكن على ما يبدوا لم اتمكن من مغادرتهم ..لقد أنقذوني...لماذا انقذتموني؟؟؟؟ لم تخرح الكلمات أبدا ..لقد فقدت النطق ..أو أني لن استطع قولها ..

كانت كل الوجوه حزينة وفرحةفي آن ..غبطة وألم ..ذهاب ورجوع بألف خير ..لكنكم اقمتم جنازاتي التي لن تنتهي.. فمن فشل في موت يخاف الموت دائما ...ستجدونني أخر غير الذي عرفتموه..لقد أعدتم الجسد ..سينتن الجسد..لأن الروح خرجت..أتلفت بحياتكم وبهذه الرحلة ..سأكون أخر مريض دوائي ضائع برغبتكم الموسوسة في انقاذ غرائزكم وعطفكم ..

حتما لقد جننت ...وكي أظهر اشياء أخرى ...بكيت في حضن والدتي..بكيت وانا خارج من الموت ..وصحت ..

أنتم أحبابي