بســم الله الـرحمــن الرحيــم

الحمدلله رب العالمين

والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وآله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

أين نختبئ ؟ وهذا الإعلام كالسجّان الذي يعذب العقول بجعلها سطحية ومهمشة ؟

فمن السودان إلى مصر ، إلى لبنان ، إلى الحجاز ، وإلى تركيا ، مهما كان إسم البلد التي تسافر إليها في العالم ، تصطدم بنفس الأفكار الفاسدة . فالإعلام التابع لهذه الانظمة الفاسدة ، كائن مثل الدخان الملوث ، يملأ كل المساحات ويتلون بكل الألوان ويؤثرسلبا على المتلقي . ومن أكثرها الإذاعة والتلفزيون الذين يبث ذات السموم من نفس القنوات التي تقدم نفس البرامج فتكسرحواجز المسافات والأماكن ، ونلاحظ ذات التضليل والاكاذيب وذات التعتيم وذات التعبئة ، والإلهاء عن الواقع التعيس ، وتقليد الغرب في كل شئ ، والتركيزعلى الامورالسطحية ، والإقصاء المتعمد للإسلام كمبدأ له عقيدة وتنبثق منه أنظمة لكل مناحي الحياة .


والباحث في واقع المسلمين والظروف المعيشية اليوم يجده مشابه للغاية من بلد مسلم إلى أخر . فقطوعات الكهرباء منتشرة في كل البلاد والغلاء الفاحش أيضا ثم الجهل والأمراض والإهمال ومناهج التعليم المنهارة وسؤ الرعاية الواضحة من الحكومات للناس ، مسلمين وغير مسلمين ، وفساد الشباب والعرى والفحش وشرب الخمر والمخدرات والعنوسة والعزوف عن الزواج وإنتشار الزنا والإختلاط في ذلك البلد ومن ناحية أخرى ، التعطش للإسلام والشوق للعزة التي لا يبرزها التلفزيون ، و تجد الإعلام لا يذكر تلك الظروف ولا يقارنها بين هذه البلاد في البرامج الحية مثلا التي تناقش دائما قضايا الأمة الإسلامية من وجهة نظر غربية ، مع أن هذه الظروف ، وبسبب الأزمة الإقتصادية التي عمّت العالم ، باتت ذات طابع عالمي . ولكن يأبى الإعلام إلا أن يضلل البشر فتارة يدعي أنه محايد ( وهذا كذب ! ) وتارة يكون للترفيه – أى هدر الوقت - وتارة يكون موضوعي وهو في حقيقته منحاز للكفر وأفكاره وذلك واضح من تناوله للإسلام ومحاكمته كمتهم ومسؤول عن كل هذه المصائب التي سببتها الرأسمالية العفنة.

فلماذا لا نسأل أنفسنا عن هذه الظروف المتشابهة والإصرار من قبل الإعلام على التعامل معها بنمط واحد ؟

اليس ذلك دليل على وجود مؤامرة قذرة على عقل المتلقي ؟

فهو يدور بافكاره في إطار واحد رسمه له الإعلام ولا يخرج منه في كل بلاد العالم . إطار ياخذ بيده إلى الجحيم بكل معنى للكلمة .

فيجب على المسلمين أن يفكروا لماذا يغيّب الإعلام قضايا كبيرة ومهمة كهذه ؟ اليس واضحا أنها مؤامرة من الأنظمة الفاسدة على الشعوب المسلمة ؟

هل نصدق ونسلم عقولنا بعد ذلك لهكذا إعلام ؟

هل هى صدفة أن نعاني – البشر في كل العالم - من ضنك العيش وأن نعاني إحتلال مباشر وغير مباشر من الغرب والصهاينة ، وأن نعاني من جهل بالإسلام وحلوله لكل مشاكل هذه الحياة ؟

بالتأكيد ليس صدفة بل مؤامرة سياسية وإعلامية سيئة المذاق طعمها طعم الدم الذي يراق على الطرقات كل يوم بينما نحن نشاهد مسلسلة او برنامج موسيقي يتتبعنا من بلد إلى بلد ولا يفوتنا منه حلقة واحدة ، حتى إذا لم تشاهده يحتل أحاديث الناس اللاهية أو يكتب عنه في الجرائد والمجلات والإنترنت فتستنشق أنت هذا الهواء الملوث رغما عن أنفك !!

لن نستطيع الإختباء بل سنعمل لتغيير وقلع هذا الإعلام المأجور من جذوره ولن نرضى باوساط حلول تقول لنا إختاروا ما يناسبكم وأتركوا ما لا يناسبكم فنحن نهتم لأمر المسلمين، بل ولغير المسلمين أيضا، فالله تعالى قد كرّم الإنسان بالعقل فلا تتنازلوا عنه بهذه السهولة ، فأسوأ السجون هو سجن العقول يسلب من الإنسان ما أعطاه الله وكرمّه به.
ام حنين /منقول