حقائق إيمانية
06-06-2009, 11:16 AM
الديْن
http://www.r-alnoor.com/up/uploads/images/domain-a9d010c09a.png
من الأدب التركي
الاستاذ جنيد السعاوي
ترجمة اورخان محمد علي
كان هناك رجل عجوز قد أحنى الدهر ظهره جالساً تحت شجرة حدباء مثله قد انحنت أغصانها نحو الأرض، وكان يبكي، لأن شاباً ضخم الجثة طلب منه مبلغاً لشراء زجاجة خمر وعندما رفض العجوز لطمه ... وقع العجوز على الأرض من أثر الضربة. هرع بعضهم لمساعدته ... سألوه :
- حمداً لله على سلامتك .. ماذا كان يريد ذلك الشقي منك ؟
قال الرجل العجوز وهو يحاول تمالك نفسه وكأن شيئاً لم يحدث له :
- لقد كان علىّ ديْن سابق ... لقد طلب مني تسديد ذلك الديْن. .. لقد فعل ما كان يجب عليه أن يفعله.
بعد أن ساعدوه على النهوض من الأرض وأعطوه عكازته ذهب إلى عمله وشأنه.
بعد أن تفرق الجميع وذهب كل منهم إلى شأنه اقترب شاب كان يراقب الحادثة منذ بدايتها من الرجل العجوز وقال له وهو يساعده في المشي :
- لقد أصابك أذى كبير . .. ألا نجلس قليلاً في ظل هذه الشجرة ؟
http://up104.arabsh.com/my/e719d97.jpg
قال العجوز وهو يصوب بصره المتعب إلى فوق :
- لا . .. لا يحق لي الإستراحة في ظل هذه الشجرة . .. ولن يكون لي هذا الحق حتى آخر عمري.
لم يفهم الشاب معنى ما سمعه من العجوز، فبدأ يرمق العجوز الذي عاود البكاء بنظرات متسائلة.
قال العجوز بنبرة حزينه :
- قبل خمسين سنة تقريباً وبّخت والدي المرحوم تحت هذه الشجرة طالباً منه ثمن السجائر، أي في المكان الذي ضربني فيه ابني قبل قليل.
http://www.r-alnoor.com/up/uploads/images/domain-740e7d9f5e.png
لم يدر الشاب ماذا يقول ، ولكنه انتظر حتى هدأ العجوز ثم اقترح عليه أن يوصله بسيارته إلى بيته.
قال العجوز وهو يتوجه إلى بيته :
- أن بيتي بعيد يابني، ولكن علىّ أن أذهب إليه ماشياً مثلما ذهب والدي ماشياً وحزيناً بعد أن وبخته ذلك التوبيخ، ثم علىّ أن أمر على قبره في ضاحية المدينة لكي أدعو له.
http://www.r-alnoor.com/up/uploads/images/domain-28e874080d.png
http://www.rooosana.ps/upme_uploads/0708190400434@188.jpg
http://www.r-alnoor.com/up/uploads/images/domain-a9d010c09a.png
من الأدب التركي
الاستاذ جنيد السعاوي
ترجمة اورخان محمد علي
كان هناك رجل عجوز قد أحنى الدهر ظهره جالساً تحت شجرة حدباء مثله قد انحنت أغصانها نحو الأرض، وكان يبكي، لأن شاباً ضخم الجثة طلب منه مبلغاً لشراء زجاجة خمر وعندما رفض العجوز لطمه ... وقع العجوز على الأرض من أثر الضربة. هرع بعضهم لمساعدته ... سألوه :
- حمداً لله على سلامتك .. ماذا كان يريد ذلك الشقي منك ؟
قال الرجل العجوز وهو يحاول تمالك نفسه وكأن شيئاً لم يحدث له :
- لقد كان علىّ ديْن سابق ... لقد طلب مني تسديد ذلك الديْن. .. لقد فعل ما كان يجب عليه أن يفعله.
بعد أن ساعدوه على النهوض من الأرض وأعطوه عكازته ذهب إلى عمله وشأنه.
بعد أن تفرق الجميع وذهب كل منهم إلى شأنه اقترب شاب كان يراقب الحادثة منذ بدايتها من الرجل العجوز وقال له وهو يساعده في المشي :
- لقد أصابك أذى كبير . .. ألا نجلس قليلاً في ظل هذه الشجرة ؟
http://up104.arabsh.com/my/e719d97.jpg
قال العجوز وهو يصوب بصره المتعب إلى فوق :
- لا . .. لا يحق لي الإستراحة في ظل هذه الشجرة . .. ولن يكون لي هذا الحق حتى آخر عمري.
لم يفهم الشاب معنى ما سمعه من العجوز، فبدأ يرمق العجوز الذي عاود البكاء بنظرات متسائلة.
قال العجوز بنبرة حزينه :
- قبل خمسين سنة تقريباً وبّخت والدي المرحوم تحت هذه الشجرة طالباً منه ثمن السجائر، أي في المكان الذي ضربني فيه ابني قبل قليل.
http://www.r-alnoor.com/up/uploads/images/domain-740e7d9f5e.png
لم يدر الشاب ماذا يقول ، ولكنه انتظر حتى هدأ العجوز ثم اقترح عليه أن يوصله بسيارته إلى بيته.
قال العجوز وهو يتوجه إلى بيته :
- أن بيتي بعيد يابني، ولكن علىّ أن أذهب إليه ماشياً مثلما ذهب والدي ماشياً وحزيناً بعد أن وبخته ذلك التوبيخ، ثم علىّ أن أمر على قبره في ضاحية المدينة لكي أدعو له.
http://www.r-alnoor.com/up/uploads/images/domain-28e874080d.png
http://www.rooosana.ps/upme_uploads/0708190400434@188.jpg