بغداد- مصطفى نوري مسير
رغم انها لم تكمل ربيعها السابع عشر فانها تعد بحق اشراقة التايكواندو العراقية، ينتظرها مستقبل مشرق في هذه الرياضة التي تعبر عن القوة والثقة بالنفس ومدى الاستيعاب الذهني الذي تتمتع به، احبت لعبتها منذ نعومة اظافرها وحققت العديد من الاوسمة


تميزت عن قريناتها بادائها العالي وهيمنتها على البطولات المحلية، توجت بلقب بطولة العراق للسيدات وهي ضمن فئة الشباب، سالي سلام من افضل لاعبات التايكواندو المحلية حالياً ومن ابرز العناصر التي يعول عليها بحصد الانجازات الخارجية حاورناها عن ولعها الشديد بلعبة التايكواندو وطموحاتها المستقبلية من خلال هذا اللقاء.
* كيف دخلتي اللعبة وابرز محاطاتك معها؟
- بدايتي كانت ضمن براعم نادي النهضة وفي حينها كنت في السادسة من العمر ونمت موهبتي مع قريناتي حتى شاركت في اول بطولة وحققت المركز الاول وكرمت في حينها من قبل والدي الذي اندهش بمستواي الفني الذي قدمته في البطولة بالاضافة الى اشادة المتابعين وذوي الاختصاص بالاداء الحركي الذي ارتقيت له واشاروا الى انني سبقت قريناتي بعدة سنوات وانني استحق ان امثل فئة الناشئين وبعد تلك البطولة تأهلت الى المدرسة العالمية وانضمامي كان وفق طلب من الملاك الفني للمدرسة التي تحوي كفاءات تدريبية على مستوى عال بالاضافة الى الخبرات العلمية المتواجدة التي تدلي بنصائحها اللاعبين وكيفية التعامل في تطويرهم وتعد من المؤسسات المعتمدة دولياً بمنح الاحزمة ومن خلالها لعبت في المنتخبات الوطنية وشاركت في بطولة الحسن الثاني التي اقيمت في العاصمة الاردنية عمان ونلت الوسام النحاسي وفي العام نفسه تمكنت من الحصول على المركز الثالث في بطولة العالم الاسلامي لفئة المتقدمين فهناك امكانية على حصد الاوسمة المختلفة في البطولات المقبلة وعندي احساس بالتفوق وذلك التمسته من خلال المستوى المتصاعد الذي اتى من المواظبة على الوحدات التدريبية وانشغالي التام في اللعبة لكي اجني ما اصبو اليه فالقدرة على حصد الانجاز متوفرة ومؤهلاتي تمنحني ان انجح في المهمة المقبلة وساحقق مردوداً طيباً في المنافسة العربية لاسيما يشرف على تدريبي ملاك فني مميز.
* لماذا اخترت التايكواندو ولم تختاري رياضة اخرى؟
- المعروف عن الفتاة انها لا تتحمل المشقة ولا تملك الجرأة في المقارعة لانها كائن رقيق جداً وتصور بانها مغلوب على امرها. لكي اوضح الامر اكثر لا يمكن ان اتخلى عن انوثتي واهتمامي بالحلي، لكن لدي المقدرة على ممارسة الفنون القتالية واجيد الركل بالقدمين والقبضتين وهوايتي التي احببتها منذ الصغر حافظت عليها حتى اصبحت اتقن التايكواندو فهي التي منحتني الثقة العالية بالنفس وعلمتني الصبر وزادتني تمسكاً بالحياة فالمرأة تستطيع ان تؤدي ادوارها بكل تميز وشأنها لا يقل عن الرجل فهناك من لا يجيد القتال والبعض لا يهوى الرياضة التعبوية فمن يعشق السباحة يمارسها ومن يجيد الجمباز يؤدي حركاته وكذلك السلة والطائرة وكرة اليد فأنا اجيد التايكواندو ومستقبلي سيكون جيداً في اللعبة على المستوى القاري واطمح بالعالمية.
* هل تعرضت لأي موقف ما ودافعت عن نفسك؟
- بحكم العمر هناك بعض المضايقات من قبل الشباب وهي حالات فردية ما اجبرني ان ارد عليه بقسوة من خلال ركلة مؤثرة اطاحت به ارضاً فذلك موقف لم يتكرر لأنها لم تحدث بعد لكن مواقف الطفولة كانت كثيرة حيث كنت اتحمل على عاتقي بأخذ حق شقيقي عندما يتعرض الى اي مشكل مع اصدقائه فسرعان ما يتجه اليّ لأخذ حقه ما دفع والدي ان يزجني في اللعبة لكي اطور امكاناتي فالنظرة الفنية التي حركت والدي وضعها في ايدي امينة استطاعت ان توصلني الى اهم المحطات التي تطلعت لها فالتواجد في المنتخبات الوطنية كان املي لاحرز اوسمة مختلفة المعادن وانتشاراً يليق بسمعة العراق.
* موقف والديك من ممارستك لهذه اللعبة؟
- تنعمت بكل الدعم المادي والمعنوي من قبل عائلتي التي ساندتني في مسيرة حياتي الرياضية وبذلوا قصارى جهدهم بأن ينتقلوا بي الى هذه المرحلة فثقلهم كان موجهاً لي وهم الداعم الاساس فأخذت حقي ووالدتي كانت دائماً ترشدني وتحثني على المواصلة في التمرين وتأكد لي بأني عندما ادخل في المنافسات الخارجية، دعي طموحك وضعي بلدك امام تطلعاتك لأنكي ستمثلين العراق فذلك يؤثر كثيراً ما يجعلني ان اجتاز عدة مراحل لكي اكون عند الطموح فموقفهم ايجابي ومنحني القوة بأن ارتقي بمستواي الفني وانضمامي الى سيدات المنتخب الوطني اعطاني حافزاً معنوياً كبيراً للاصرار على تحقيق انجاز خارجي للعراق.
* ماذا عن تدريباتك الحالية؟
- بصراحة اتدرب في الاسبوع ثلاث وحدات تدريبية فهذا المنهاج تغير في المعسكر التدريبي الخارجي الذي اقيم في العاصمة المصرية القاهرة حيث توفر كل شيء من خلال تواجدنا في القرية الرياضية التي خصصت القاعات في كل الاوقات وتوفير الحديد بالاضافة الى التغذية فكان تواجدنا مفيداً جداً ما زاد الاعداد والتحضير وكانت وحدتان تدريبيتان في اليوم صباحية ومسائية فكان التواجد في القرية الرياضية مميزاً وبداية جيدة للتحضيرات المقبلة فهناك ثلاثة معسكرات ستكون في اربيل والسليمانية ومن بعدها سنتجه الى مصر لكي يبدأ الاعداد الفعلي لخوض منافسات البطولة العربية التي سيكون ختمها مسكاً عراقياً ان شاء الله.
* هل تنقلين اجواء هذه اللعبة للبيت؟
- ابذل مجهوداً وافراً في التدريبات ما يجعلني مقلة في تلقين الدروس لأشقائي ففي بعض الاحيان اشدد على بعض الحركات لكي اجيد التصرف بها او اواجه صعوبة في الوصول الى مقر المدرسة التي اتدرب فيها من خلال الظرف الراهن من حظر التجوال وازدحامات الطرق فامور كثيرة تترتب على عاتقي تفرض علي ان انقلها الى البيت بالاضافة الى حبي والتزامي بهذه اللعبة يدفعني ان اؤدي اوقات اطول في اكتساب اللياقة وتطوير المستوى الفني ولا اخفي سراً فذلك مدعوم من قبل عائلتي التي تستمتع عندما تشاهدني اتمرن وتبدأ اسئلتهم بشأن كيفية اداء هذه الحركة ومدى سرعة الدوران وكيف تكسبين النقاط فهذه مؤشرات ايجابية جعلتني ملتزمة ومتواصلة مع
اللعبة.