عبدالله الرفاعي
04-04-2009, 12:36 PM
السلام على أعضاء ومبدعي الفرات جميعاً
اقدم لكم لقائي مع الشاعر الشاب صهيب السامر الذي اجريته معه لصالح الجريدة التي اعمل بها كمحرر لصفحة الادب الشعبي وصفحات اخرى
وارتأيت ان انشره بالفرات للاطلاع اكثر
لقاء مع الشاعر صهيب السامر
حاوره: عبدالله الرفاعي
صهيب السامرائي المعروف بـ(صهيب السامر) من مواليد بغداد 1986 أكمل دراسته الإعدادية في بغداد ودخل كلية علوم الحاسبات بجامعة الرافدين، حتى وصل الى المرحلة الثانية، وبسبب عدم تفوقه بدراسة الحاسبات انتقل الى كلية الفنون الجميلة وقبل مباشرته بالدوام بالكلية اضطره سوء الأوضاع الأمنية لترك الدراسة وترك بغداد والانتقال الى سامراء مدينة أسرته.
بدأت موهبته تظهر بكتابة الشعر الفصيح حين كان في المرحلة المتوسطة ولم يكن لديه الاطلاع الكافي عن الشعر الشعبي، وبعد انتقاله الى سامراء بدأ بقراءة الشعر الشعبي والاهتمام به من خلال المواقع الالكترونية والمنتديات والصحف وازداد اهتمامه بهذا النوع من الشعر.
بدأت موهبته تتفجر في الشعر الشعبي أكثر من الشعر الفصيح ولاحظ عليه الكثير من الشعراء هذا وشجعوه على الاستمرار في كتابة الشعر الشعبي، الذي يتميز بسرعة وصوله للشارع وسهولة فهمه من العامة.
التقت (المنارة) بالشاعر الشاب صهيب السامر هذا الشاعر الذي بدأ يشق طريقه بنجاح، وبدأ اسمه يلمع في عالم الشعر الشعبي.
- هل الشعر موهبة أم اكتساب؟
*لو كان الشعر اكتسابا لرأيت جميع الناس شعراء، هو موهبة من الله وتتطور بالقراءة والمتابعة، ويخطئ من يقول انه اكتساب.
- متى بدأت تقتنع بأنك شاعر ترنو الأنظار إليه؟، ومن أول من أثنى عليكِ؟ وبأي قصيدة تميز السامر؟
*بالبداية كنت كل ما كتبت قصيدة انشرها بمنتديات (لعيونكم) وكما تعلم هذه المنتديات هي اكبر تواجد لشعراء العراق وتابعة لاتحاد الأدباء الشعبيين وكانت في كل مرة يوجه لي النقد اللاذع من قبل الشعراء المعروفين وأتقبله برحابة صدر وهذا هو سر نجاحي. اما القصيدة التي اعتبرها القفزة في حياتي الشعرية من مرحلة الى أخرى هي قصيدة (أبابيل)، وكانت من نوع (الملمع) وكان من أوائل من اثنى على هذه القصيدة شعرائنا الاكارم الذين أكن لهم كل التقدير والاحترام مثل (يحيى العلاق) و(برهان العراقي) و(عمار الجبوري) و(رائد النعيمي) و(ليث النعيمي) حيث رفعوا معنوياتي وحفزوني وجعلوني أصر على مواصلة الطريق، ويعود الفضل لكل شعراء (لعيونكم).
ومن خلال قراءاتي المتكررة (لميثاق الهلالي) و(رائد النعيمي) وغيرهم، بدأت اتعلم الأوزان الشعرية شيا فشيئا ولحد الان اعتبر نفسي ما زلت تلميذا بمدرسة الشعر الشعبي التي منحتني الكثير وما زالت تمنحني.
- ما معنى أن تكون شاعراً؟
*الشاعر يعبر عما بداخله وبما في محيطه، مثلاً عندما اكتب قصيدة وطنية ليس بالضرورة اعبر عما بداخلي فقط، فهي تعبر عن واقع حال الوطن والشعب، واعرف الشاعر بأنه الإنسان الذي يتكلم بلغة لا يستطيع التكلم بها اي شخص آخر فمثلا الصورة الشعرية التي يجسد الشاعر فيها شيء ما لا يمتلكها او يستطيع التعبير عنها الا الشاعر.
- بمن تأثرتِ من الشعراء؟، ومن منهم مثلك الأعلى؟
انا من أشد المعجبين بالشاعر عريان السيد خلف والشاعر مظفر النواب والشاعر كاظم إسماعيل الكاطع، وجميع الاسماء الكبيرة وهم مثلي الأعلى.
- هل اقترح عليك احد لقب السامر ام انت من اختاره؟
*السامر هو اختصار للقبي الحقيقي (السامرائي) وانا من اختاره وبسبب الخطورة التي كنت أواجهها بسبب هذا اللقب بعيد الغزو الأمريكي وتدهور الأوضاع الأمنية واشتعال الفتنة الطائفية، قررت ان اتخذ لقب السامر بدلاً من السامرائي لاسلم من العنف الذي اجتاح العراق بأكمله.
- كيف ترى مستقبل الشعر الشعبي العراقي؟
*أنا احد المتفائلين بمستقبل الشعر الشعبي، لأسباب عديدة، بروز الشعراء الشباب على الساحة اليوم بات واضحاً، واليوم نحن بعالم الفضائيات والانترنت حيث لن يستطيع احد ان يظلم الشعر الشعبي او يقتله او يحجبه كما كان في السابق، إضافة الى ان الشعر الشعبي بات اليوم من الوسائل سريعة الوصول الى الناس وخصوصاً القصائد التي تحمل الانتقاد للأوضاع.
- ماذا يعني لك الشعر الشعبي؟
*هو الهواء الذي أتنفسه وحين أباشر في كتابة قصيدة اشعر وكأني في عالم اخر والشعر مستحوذ على الجزء الأكبر من حياتي.
- عند الكتابة عن قضية ساخنة بأية عين تنظرون إليها...أبعين الشاعر أم بعين المواطن، أم بكلتيهما معاً؟
*الشاعر هو مواطن وعندما يكتب قصيدة للوطن فهو من إحساسه بوطنيته، او عندما يكتب قصيدة ينتقد فيها الوضع فهو من إحساسه كمواطن اولا وليعبر عن آلام الناس لانه صاحب رسالة وواجب مقدس يجب ان يؤديه بكل أمانة.
- تحدث عن واقع الشعر الشعبي بالعراق بشكل عام، وفي سامراء بشكل خاص؟
*الشعر الشعبي في العراق في تطور مستمر وتحديدا في بغداد وفي جنوب العراق والمنطقة الغربية وتقام أمسيات ومهرجانات عديدة، حيث ان في بغداد تقام في الأسبوع ثلاث أمسيات او اكثر، وهذا من الايجابيات ويبشر بمستقبل زاهر للشعر والشعراء.
اما في سامراء فالشعر الشعبي بتراجع مستمر وللأسف فان شعراء سامراء الشعبيين جيدين ومتميزين، لكن قلة او انعدام المهرجانات والأمسيات في سامراء تسبب احباط لدى الشعراء الشباب والسبب من وجهة نظري هو من جمعية الشعراء الشعبيين في سامراء، وبصراحة اكثر الاستاذ (علي بدر) رئيس جمعية الشعراء الشعبيين في صلاح الدين الذي يمنح هوية شاعر لكائن من يكون، الى ان وصل به الأمر الى منح هويات شعراء لأناس ليس لديهم اية معلومات عن الشعر، واذكر لك حادثة حدثت أمامي، سأرويها لك، (ذهبنا انا واحد أصدقائي الى الجمعية لتسلم الهوية، فالتقيت بالأستاذ علي بدر رئيس الجمعية وطلب مني ان القي له قصيدة، فألقيت له قصيدة (بس انت التشبهك) اعجب بالقصيدة واثنى عليها وقرر منحي الهوية، بعدها اخبره صديقي الذي رافقني بأنه هو ايضاً شاعر (وأنا اعلم بأن رفيقي لا تربطه بالشعر اية صلة) فطلب منه علي بدر ان يلقي له قصيدة، فأسمعه كلمات خالية من الوزن والقافية والصورة الشعرية، فرد عليه علي بدر قائلاً (انت قصيدتك ليست بالقوة الكافية أريدك ان تلقي لي شيئا آخر) فرد عليه صاحبنا قائلا (انا أحفظ قصيدة لعريان السيد خلف بعنوان (ردي ردي)) فطلب منه ان يسمعها، وبعد ان اكمل قراءتها قرر منحه الهوية، دهشت لما حصل ورفضت تسلم الهوية وندمت لذهابي الى الجمعية.
- كم مرة شاركت بأمسيات شعرية؟ واين؟
*شاركت بأمسيات شعرية في سامراء، وفي بغداد وتحديداً بالكاظمية، وبلد، وحصلت على جوائز تقديرية عبارة عن مبلغ مالي بسيط كان جميع الشعراء قد حصلوا على مثله تقديراً لحضورهم.
- ماهي ابرز القصائد التي تميز بها صهيب السامر؟، واي قصيدة اقرب لقلبك؟
*اعتقد اني تميزت ببعض قصائد الغزل (بس انت التشبهك) و(روبن هود) و(مساماتك مدارس) و(اذا عينك نبع) اما القصائد التي اشعر بأنها قريبة لي هي قصائد الحزن (ناعور الوكت) و(اول صبح) وجميع قصائدي اعتبرهم كأبنائي لا افرق بينهم فمعزتهم واحدة، وكل قصيدة كتبتها كان لي موقف فيها.
- قرأت لك قبل فترة قصيدة تحكي عن دخول قوات امريكية الى بيتك، ما قصة هذه القصيدة؟
*قصة هذه القصيدة حقيقية ففي ليلة 15/12/2007 دخلت علينا قوات أمريكية وكانت تقريبا اقوى مداهمة اميركيه في سامراء في ذلك الوقت، والسبب هو بلاغ كاذب من احد الوشاة (العلاسة)، وكان المستهدف هو والدي ولحسن الحظ كان حينها في بغداد فاعتقل أخي الأكبر لحين تأكدهم من البلاغ، بعد تخريبهم البيت بشكل كامل وصادروا كتاباتي وأشعاري وجواز سفري وهويتي وكل ورقة موجودة بالبيت، وبعد فترة أطلق سراح اخي بعد تأكدهم من ان البلاغ كاذب، فكتبت على غرار ما حصل قصيدة (بلاغ كاذب) والتي صورت بها كل ما جرى في ذلك اليوم.
- هل أحسست يوما بأن حياتك معرضة للخطر بسبب قصيدة؟
*انتابني هذا الشعور بإحدى الأمسيات الشعرية التي أقيمت في قاعة المتعصم في كلية التربية في سامراء بسبب قصيدة (سياسينا البطل) التي ألقيتها بذلك اليوم وكانت تحمل انتقادات لاذعة للسياسيين والقائمين على الحكم، وكان بعض الحضور من السياسيين القائمين في سامراء، لكنها انتهت بسلام.
- ما أهم أهدافك حين تكتب قصيدة نقدية سواء كانت نقد لحالة الوطن المتعثرة او نقدك لتصرفات الحبيبة او غير ذلك؟
*الهدف الرئيس هو إيصال صوتي لمن يهمه الأمر، وانا أرى ان الشعر الشعبي بدأ يشغل حيزاً ويحرك السياسيين والقائمين على البلد فالاعمار في بغداد وبعض المحافظات العراقية ملموس وان كان بشكل بسيط والأمان الذي بات ملموساً أيضا، ومن وجهة نظري فأن الشعر كان احد الأسباب لدفع الحكومة لاتخاذ مثل هكذا إجراءات، ولسان الشاعر أمضى من السيف أحيانا.
- هناك من يؤكد دائماً: إن المرأة ملهمة الشعراء فما هو دور المرأة في حياة السامر؟
*لولا المرأة لما استطعت كتابة حرف واحد، فأنا متأثر بالقصائد الغزلية والعاطفية الحزينة بشكل كبير وأحب كتابة هذا النوع اكثر من القصائد الدينية، او القصائد الوطنية، وللعلم انا لم اكتب قصيدة دينية على الاطلاق.
- هل تكتب النصوص الغنائية؟، من غنى نصوصك؟
*كتبت نصوص غنائية كثيرة، وسجلت لحد الآن أغنيتين من كلماتي موال عراقي بعنوان (العتب) وأغنية كتبتها باللهجة الإماراتية بعنوان (ياجمالك) بالبوم الفنان سلام حسن وقريبا جدا ستطرح مع ألبومه، وكذلك كتبت دويتو للفنان علي بدر ومحمد كمال اسمه (رحلت) واعتقد انهم بدأوا العمل به، ونص اخر للمطرب محمد الفارس (جوبي) بعنوان (بنت الجزيرة)، وكذلك الملحن الرائع علي صابر اخذ مني نص (وانت يمي)، والملحن الشاب ايهاب محمد اخذ مني عدة نصوص ايضا قيد التنفيذ.
- أين تضع نفسك بين شعراء العراق الشباب؟
*لن اقارن، كل شاعر يبدأ من الصفر لم تنجبنا أمهاتنا شعراء لكن الموهبة من رب العالمين لأشخاص معينين، كالشاعر موهبته من الله وأنا اطمح ان أصل الى القمة لكن هذا يستوجب الدقة بالاختيار والتعب قليلا لأصل الى ما ارمي اليه، اضافةً الى انه كل شاعر يمتلك أسلوب خاص بالكتابة، وانا ارى نفسي في تقدم مستمر والحمد لله.
- بالختام، ما الرسالة التي يود صهيب السامر إيصالها بسرعة الى جهة ما أو شخص ما؟
*بالحقيقة هي رسالتان: الأولى الى جميع أصدقائي وأساتذتي الشعراء، اود ان اشكرهم جزيل الشكر لأنهم نقدوا قصائدي وقوموني لأظهر بما انا عليه اليوم، ورسالتي الثانية الى جميع المسؤولين عن الشعر في سامراء، أتمنى عليهم ان يلحقوا الشعر بسامراء، لان كل العراق سبقنا ونحن لازلنا نراوح.
- شكرا لك صهيب السامر لسعة صدرك ولأجابتك عن كل الأسئلة وأتمنى لك التألق الدائم ومواصلة مسيرتك الشعرية بنجاح.
*شكري لكم لإتاحتكم هذه الفرصة التي عبرت بها عن كل ما بداخلي وشكري الخاص لك ولـ(المنارة) السباقة دائما لمتابعة الشعر والشعراء.
رابط اللقاء في صحيفة المنارة (للاطلاع)
http://www.almannarah.com/NewsDetail...=9621&CatID=12
اقدم لكم لقائي مع الشاعر الشاب صهيب السامر الذي اجريته معه لصالح الجريدة التي اعمل بها كمحرر لصفحة الادب الشعبي وصفحات اخرى
وارتأيت ان انشره بالفرات للاطلاع اكثر
لقاء مع الشاعر صهيب السامر
حاوره: عبدالله الرفاعي
صهيب السامرائي المعروف بـ(صهيب السامر) من مواليد بغداد 1986 أكمل دراسته الإعدادية في بغداد ودخل كلية علوم الحاسبات بجامعة الرافدين، حتى وصل الى المرحلة الثانية، وبسبب عدم تفوقه بدراسة الحاسبات انتقل الى كلية الفنون الجميلة وقبل مباشرته بالدوام بالكلية اضطره سوء الأوضاع الأمنية لترك الدراسة وترك بغداد والانتقال الى سامراء مدينة أسرته.
بدأت موهبته تظهر بكتابة الشعر الفصيح حين كان في المرحلة المتوسطة ولم يكن لديه الاطلاع الكافي عن الشعر الشعبي، وبعد انتقاله الى سامراء بدأ بقراءة الشعر الشعبي والاهتمام به من خلال المواقع الالكترونية والمنتديات والصحف وازداد اهتمامه بهذا النوع من الشعر.
بدأت موهبته تتفجر في الشعر الشعبي أكثر من الشعر الفصيح ولاحظ عليه الكثير من الشعراء هذا وشجعوه على الاستمرار في كتابة الشعر الشعبي، الذي يتميز بسرعة وصوله للشارع وسهولة فهمه من العامة.
التقت (المنارة) بالشاعر الشاب صهيب السامر هذا الشاعر الذي بدأ يشق طريقه بنجاح، وبدأ اسمه يلمع في عالم الشعر الشعبي.
- هل الشعر موهبة أم اكتساب؟
*لو كان الشعر اكتسابا لرأيت جميع الناس شعراء، هو موهبة من الله وتتطور بالقراءة والمتابعة، ويخطئ من يقول انه اكتساب.
- متى بدأت تقتنع بأنك شاعر ترنو الأنظار إليه؟، ومن أول من أثنى عليكِ؟ وبأي قصيدة تميز السامر؟
*بالبداية كنت كل ما كتبت قصيدة انشرها بمنتديات (لعيونكم) وكما تعلم هذه المنتديات هي اكبر تواجد لشعراء العراق وتابعة لاتحاد الأدباء الشعبيين وكانت في كل مرة يوجه لي النقد اللاذع من قبل الشعراء المعروفين وأتقبله برحابة صدر وهذا هو سر نجاحي. اما القصيدة التي اعتبرها القفزة في حياتي الشعرية من مرحلة الى أخرى هي قصيدة (أبابيل)، وكانت من نوع (الملمع) وكان من أوائل من اثنى على هذه القصيدة شعرائنا الاكارم الذين أكن لهم كل التقدير والاحترام مثل (يحيى العلاق) و(برهان العراقي) و(عمار الجبوري) و(رائد النعيمي) و(ليث النعيمي) حيث رفعوا معنوياتي وحفزوني وجعلوني أصر على مواصلة الطريق، ويعود الفضل لكل شعراء (لعيونكم).
ومن خلال قراءاتي المتكررة (لميثاق الهلالي) و(رائد النعيمي) وغيرهم، بدأت اتعلم الأوزان الشعرية شيا فشيئا ولحد الان اعتبر نفسي ما زلت تلميذا بمدرسة الشعر الشعبي التي منحتني الكثير وما زالت تمنحني.
- ما معنى أن تكون شاعراً؟
*الشاعر يعبر عما بداخله وبما في محيطه، مثلاً عندما اكتب قصيدة وطنية ليس بالضرورة اعبر عما بداخلي فقط، فهي تعبر عن واقع حال الوطن والشعب، واعرف الشاعر بأنه الإنسان الذي يتكلم بلغة لا يستطيع التكلم بها اي شخص آخر فمثلا الصورة الشعرية التي يجسد الشاعر فيها شيء ما لا يمتلكها او يستطيع التعبير عنها الا الشاعر.
- بمن تأثرتِ من الشعراء؟، ومن منهم مثلك الأعلى؟
انا من أشد المعجبين بالشاعر عريان السيد خلف والشاعر مظفر النواب والشاعر كاظم إسماعيل الكاطع، وجميع الاسماء الكبيرة وهم مثلي الأعلى.
- هل اقترح عليك احد لقب السامر ام انت من اختاره؟
*السامر هو اختصار للقبي الحقيقي (السامرائي) وانا من اختاره وبسبب الخطورة التي كنت أواجهها بسبب هذا اللقب بعيد الغزو الأمريكي وتدهور الأوضاع الأمنية واشتعال الفتنة الطائفية، قررت ان اتخذ لقب السامر بدلاً من السامرائي لاسلم من العنف الذي اجتاح العراق بأكمله.
- كيف ترى مستقبل الشعر الشعبي العراقي؟
*أنا احد المتفائلين بمستقبل الشعر الشعبي، لأسباب عديدة، بروز الشعراء الشباب على الساحة اليوم بات واضحاً، واليوم نحن بعالم الفضائيات والانترنت حيث لن يستطيع احد ان يظلم الشعر الشعبي او يقتله او يحجبه كما كان في السابق، إضافة الى ان الشعر الشعبي بات اليوم من الوسائل سريعة الوصول الى الناس وخصوصاً القصائد التي تحمل الانتقاد للأوضاع.
- ماذا يعني لك الشعر الشعبي؟
*هو الهواء الذي أتنفسه وحين أباشر في كتابة قصيدة اشعر وكأني في عالم اخر والشعر مستحوذ على الجزء الأكبر من حياتي.
- عند الكتابة عن قضية ساخنة بأية عين تنظرون إليها...أبعين الشاعر أم بعين المواطن، أم بكلتيهما معاً؟
*الشاعر هو مواطن وعندما يكتب قصيدة للوطن فهو من إحساسه بوطنيته، او عندما يكتب قصيدة ينتقد فيها الوضع فهو من إحساسه كمواطن اولا وليعبر عن آلام الناس لانه صاحب رسالة وواجب مقدس يجب ان يؤديه بكل أمانة.
- تحدث عن واقع الشعر الشعبي بالعراق بشكل عام، وفي سامراء بشكل خاص؟
*الشعر الشعبي في العراق في تطور مستمر وتحديدا في بغداد وفي جنوب العراق والمنطقة الغربية وتقام أمسيات ومهرجانات عديدة، حيث ان في بغداد تقام في الأسبوع ثلاث أمسيات او اكثر، وهذا من الايجابيات ويبشر بمستقبل زاهر للشعر والشعراء.
اما في سامراء فالشعر الشعبي بتراجع مستمر وللأسف فان شعراء سامراء الشعبيين جيدين ومتميزين، لكن قلة او انعدام المهرجانات والأمسيات في سامراء تسبب احباط لدى الشعراء الشباب والسبب من وجهة نظري هو من جمعية الشعراء الشعبيين في سامراء، وبصراحة اكثر الاستاذ (علي بدر) رئيس جمعية الشعراء الشعبيين في صلاح الدين الذي يمنح هوية شاعر لكائن من يكون، الى ان وصل به الأمر الى منح هويات شعراء لأناس ليس لديهم اية معلومات عن الشعر، واذكر لك حادثة حدثت أمامي، سأرويها لك، (ذهبنا انا واحد أصدقائي الى الجمعية لتسلم الهوية، فالتقيت بالأستاذ علي بدر رئيس الجمعية وطلب مني ان القي له قصيدة، فألقيت له قصيدة (بس انت التشبهك) اعجب بالقصيدة واثنى عليها وقرر منحي الهوية، بعدها اخبره صديقي الذي رافقني بأنه هو ايضاً شاعر (وأنا اعلم بأن رفيقي لا تربطه بالشعر اية صلة) فطلب منه علي بدر ان يلقي له قصيدة، فأسمعه كلمات خالية من الوزن والقافية والصورة الشعرية، فرد عليه علي بدر قائلاً (انت قصيدتك ليست بالقوة الكافية أريدك ان تلقي لي شيئا آخر) فرد عليه صاحبنا قائلا (انا أحفظ قصيدة لعريان السيد خلف بعنوان (ردي ردي)) فطلب منه ان يسمعها، وبعد ان اكمل قراءتها قرر منحه الهوية، دهشت لما حصل ورفضت تسلم الهوية وندمت لذهابي الى الجمعية.
- كم مرة شاركت بأمسيات شعرية؟ واين؟
*شاركت بأمسيات شعرية في سامراء، وفي بغداد وتحديداً بالكاظمية، وبلد، وحصلت على جوائز تقديرية عبارة عن مبلغ مالي بسيط كان جميع الشعراء قد حصلوا على مثله تقديراً لحضورهم.
- ماهي ابرز القصائد التي تميز بها صهيب السامر؟، واي قصيدة اقرب لقلبك؟
*اعتقد اني تميزت ببعض قصائد الغزل (بس انت التشبهك) و(روبن هود) و(مساماتك مدارس) و(اذا عينك نبع) اما القصائد التي اشعر بأنها قريبة لي هي قصائد الحزن (ناعور الوكت) و(اول صبح) وجميع قصائدي اعتبرهم كأبنائي لا افرق بينهم فمعزتهم واحدة، وكل قصيدة كتبتها كان لي موقف فيها.
- قرأت لك قبل فترة قصيدة تحكي عن دخول قوات امريكية الى بيتك، ما قصة هذه القصيدة؟
*قصة هذه القصيدة حقيقية ففي ليلة 15/12/2007 دخلت علينا قوات أمريكية وكانت تقريبا اقوى مداهمة اميركيه في سامراء في ذلك الوقت، والسبب هو بلاغ كاذب من احد الوشاة (العلاسة)، وكان المستهدف هو والدي ولحسن الحظ كان حينها في بغداد فاعتقل أخي الأكبر لحين تأكدهم من البلاغ، بعد تخريبهم البيت بشكل كامل وصادروا كتاباتي وأشعاري وجواز سفري وهويتي وكل ورقة موجودة بالبيت، وبعد فترة أطلق سراح اخي بعد تأكدهم من ان البلاغ كاذب، فكتبت على غرار ما حصل قصيدة (بلاغ كاذب) والتي صورت بها كل ما جرى في ذلك اليوم.
- هل أحسست يوما بأن حياتك معرضة للخطر بسبب قصيدة؟
*انتابني هذا الشعور بإحدى الأمسيات الشعرية التي أقيمت في قاعة المتعصم في كلية التربية في سامراء بسبب قصيدة (سياسينا البطل) التي ألقيتها بذلك اليوم وكانت تحمل انتقادات لاذعة للسياسيين والقائمين على الحكم، وكان بعض الحضور من السياسيين القائمين في سامراء، لكنها انتهت بسلام.
- ما أهم أهدافك حين تكتب قصيدة نقدية سواء كانت نقد لحالة الوطن المتعثرة او نقدك لتصرفات الحبيبة او غير ذلك؟
*الهدف الرئيس هو إيصال صوتي لمن يهمه الأمر، وانا أرى ان الشعر الشعبي بدأ يشغل حيزاً ويحرك السياسيين والقائمين على البلد فالاعمار في بغداد وبعض المحافظات العراقية ملموس وان كان بشكل بسيط والأمان الذي بات ملموساً أيضا، ومن وجهة نظري فأن الشعر كان احد الأسباب لدفع الحكومة لاتخاذ مثل هكذا إجراءات، ولسان الشاعر أمضى من السيف أحيانا.
- هناك من يؤكد دائماً: إن المرأة ملهمة الشعراء فما هو دور المرأة في حياة السامر؟
*لولا المرأة لما استطعت كتابة حرف واحد، فأنا متأثر بالقصائد الغزلية والعاطفية الحزينة بشكل كبير وأحب كتابة هذا النوع اكثر من القصائد الدينية، او القصائد الوطنية، وللعلم انا لم اكتب قصيدة دينية على الاطلاق.
- هل تكتب النصوص الغنائية؟، من غنى نصوصك؟
*كتبت نصوص غنائية كثيرة، وسجلت لحد الآن أغنيتين من كلماتي موال عراقي بعنوان (العتب) وأغنية كتبتها باللهجة الإماراتية بعنوان (ياجمالك) بالبوم الفنان سلام حسن وقريبا جدا ستطرح مع ألبومه، وكذلك كتبت دويتو للفنان علي بدر ومحمد كمال اسمه (رحلت) واعتقد انهم بدأوا العمل به، ونص اخر للمطرب محمد الفارس (جوبي) بعنوان (بنت الجزيرة)، وكذلك الملحن الرائع علي صابر اخذ مني نص (وانت يمي)، والملحن الشاب ايهاب محمد اخذ مني عدة نصوص ايضا قيد التنفيذ.
- أين تضع نفسك بين شعراء العراق الشباب؟
*لن اقارن، كل شاعر يبدأ من الصفر لم تنجبنا أمهاتنا شعراء لكن الموهبة من رب العالمين لأشخاص معينين، كالشاعر موهبته من الله وأنا اطمح ان أصل الى القمة لكن هذا يستوجب الدقة بالاختيار والتعب قليلا لأصل الى ما ارمي اليه، اضافةً الى انه كل شاعر يمتلك أسلوب خاص بالكتابة، وانا ارى نفسي في تقدم مستمر والحمد لله.
- بالختام، ما الرسالة التي يود صهيب السامر إيصالها بسرعة الى جهة ما أو شخص ما؟
*بالحقيقة هي رسالتان: الأولى الى جميع أصدقائي وأساتذتي الشعراء، اود ان اشكرهم جزيل الشكر لأنهم نقدوا قصائدي وقوموني لأظهر بما انا عليه اليوم، ورسالتي الثانية الى جميع المسؤولين عن الشعر في سامراء، أتمنى عليهم ان يلحقوا الشعر بسامراء، لان كل العراق سبقنا ونحن لازلنا نراوح.
- شكرا لك صهيب السامر لسعة صدرك ولأجابتك عن كل الأسئلة وأتمنى لك التألق الدائم ومواصلة مسيرتك الشعرية بنجاح.
*شكري لكم لإتاحتكم هذه الفرصة التي عبرت بها عن كل ما بداخلي وشكري الخاص لك ولـ(المنارة) السباقة دائما لمتابعة الشعر والشعراء.
رابط اللقاء في صحيفة المنارة (للاطلاع)
http://www.almannarah.com/NewsDetail...=9621&CatID=12