المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا عبدي ماتت التي نرزقها لأجلك



النورس الجريح
16-02-2009, 09:16 AM
كانت لأمي عين واحدة .... وقد كرهتها ......... لأنها كانت تسبب لي .... الإحراج
وكانت تعمل طاهية في المدرسة التي أتعلم فيها لتعيل العائلة .
ذات يوم ........ في المرحلة الابتدائية جاْءت لتطمئن علي .
أحسست بالإحراج فعلاً .... كيف فعلت هذا بي ؟؟!!
تجاهلتها *** ورميتها بنظرة مليئة بالكره .
وفي اليوم التالي ... قال أحد التلامذة ... أمك بعين واحدة .. أووووه .
وحينها تمنيت أن أدفن نفسي وتختفي أمي من حياتي .
وفي اليوم التالي واجهتها :
لقد جعلت مني أضحوكة *** ولم لا تموتين !!!؟؟؟
ولكنها لم تجب !!!
لم أكن متردداً فيما قلت ولم أفكر بكلامي أبدا لأني كنت غاضباً جداً .
ولم أبالي لمشاعرها.......
وأردت مغادرة المكان ....
درست بجد وحصلت على منحة للدراسة في سنغافورة.
وفعلاً ... ذهبت ... ودرست ... ثم تزوجت ... واشتريت منزل ... وأنجبت أولاد وكنت سعيداً ومرتاحاً في حياتي .
وفي يوم من الأيام .. أتت أمي لزيارتي ولم تكن قد رأتني منذ سنوات ولم ترى أحفادها أبداً!!
وقفت على الباب وأخذ أولادي يضحكون !!!
صرخت : كيف تجرأت وأتيت لتخيفي أطفالي ؟ ...
أخرجي حالاً ....
أجابت بكل هدوء : (( آسفة .. أخطأت العنوان ... على ما يبدو )) .. واختفت .
وذات يوم وصلتني رسالة من المدرسة تدعوني لجمع الشمل العائلي ....
فكذبت على زوجتي وأخبرتها أنني سأذهب في رحلة عمل ...
فبعد الاجتماع ذهبت إلى بيتنا القديم الذي كنت أعيش فيه *** للفضول فقط !!!.
أخبروني الجيران ... بأن أمي ... توفيت !!!
لم أذرف ولا دمعة واحدة !!!
قاموا بتسليمي رسالة من أمي ....
أبني الحبيب ... لطالما فكرت بك ....
آسفة لمجيئي إلى سنغافورة وإخافة أولادك .
كنت سعيدة جداً عندما سمعت أنك سوف تأتي للاجتماع .
ولكني قد لا أستطيع مغادرة السرير لرؤيتك .
آسفة لأنني سببت لك الإحراج مرات ومرات في حياتك .
هل تعلم ... لقد تعرضت لحادث عندما كنت صغيراً وقد فقدت عينك ***
وكأي أم .. لم أستطع أن أتركك تكبر بعين واحدة .
ولذا .. أعطيتك عيني .
وكنت سعيدة وفخورة جداً لأن أبني يستطيع رؤية العالم بعينتين .
مع حبي
أمـــــــــــــــك





يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه :
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
((( إن لله مئة رحمة قسم منها رحمة بين جميع الخلائق بها يترحمون وبها يتعاطفون وبها تعطف الوحش على أولادها وأخر تسع وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة (((



يا عبدي ماتت التي نرزقها لأجلك