تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قرأت لك.... هل فكرت بماضيك الى الأن



ahmed007630
30-01-2009, 09:06 PM
يمكنك أن تستعيد في ذهنك أعمالك السابقة، وتتذكر خواطرها. إنك بتذكرك بعض أعمالك تفرح وتسر، كما يمكنك أن تحزن وتغتم وتنزعج عند تذكرك لبعض الأعمال.
إن جميع أعمالنا ومعلوماتنا السابقة منقوشة في لوح ضميرنا ونفسنا هكذا. ونحن وإن كان من الممكن أن ننسى بعضها في الظاهر، ولكن جميعها ثابتة وباقية في أعماق نفوسنا وبواطننا.
إن أعماق روحنا ونفسنا تشبه فيلما تصويريا حساسا. بل هي أدق وأكثر حساسية وانفعالا.
إنها تصور صورا من العالم مثل ما تفعل آلة التصوير، وتحتفظ بها.. إن أنفسنا تتأثر بأعمالنا وأخلاقنا أيضا، وتحتفظ بحقائقها في ذاتها، وبسببها تسلك طريق التكامل والصعود، أو طريق الهبوط والسقوط.
إن الأخلاق الحسنة تمنح البشرية صفاء ونورا وسرورا.
بل إن للأعمال الحسنة والأخلاق النبيلة آثارا جميلة، ومسرة للنفس البشرية خالدة وثابتة.
إن الانسان المحسن الذي يعمل ويسعى إلى اكتساب رضا الله، ومحبته، ويذكر الله دائما ويأنس به، ويحبه، يربي بالأخلاق الحسنة، والعمل الصالح نفسه، ويتقرب إلى الله مركز الكمال والقدرة، ومنبع كل جمال وسرور.
وبالإيمان بالله والتوجه ينور قلبه، ويمنحه الصفاء، ويخطو باستمرار في طريق التكامل والصعود، وينمي جوهرة إنسانيته الغالية.
إن نفس كل إنسان كلوحة نظيفة بيضاء، تنميها الأعمال الحسنة، وتضفي عليها مزيدا من الصفاء والجمال، والبهاء والكمال، وعلى العكس من ذلك تفعل الأعمال السيئة والذنوب والمعاصي، فإنها توجد في النفس بقعا سوداء مظلمة، وتلوث صفحتها وتجعلها شريرة. فاذا اصر الإنسان على الذنب والمعصية، غطت هذه البقع السوداء لوحة النفس الطاهرة البيضاء برمتها، وأوجبت، ظلمة القلب بسبب المعاصي والقبائح التي ارتكبها هو، فأحرقته في الدنيا في نار الحسرة والغم، وفي الآخرة في نار جهنم الحارقة التي هي حصيلة افعاله، ونتيجة اعماله.
والخلاصة أن جميع أعمال الإنسان حسنة كانت أو سيئة تسجل في أعماق وجوده في صحيفة عمله، ويكتب ملائكة ربنا، الذين يراقبون الانسان ليل نهار جميع أعمالنا وتصرفاتنا، والله من فوقهم ناظر وشهيد لأعمالنا، فلا يضيع أي شيء من أعمالنا ولا ينسى بل يبقى جيمعها ثابا محفوظا للحساب والجزاء.
يقول الله تعالى: (وكل إنسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا) [الأسراء/ 13]
(يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره). [الزلزال/ 6/8]
إن أعمالنا في هذه الدنيا لا تفنى، إنما تضبط وتسجل في سجل أعمالنا، وهي ترافقنا دائما، ولكننا غافلون عنها، وعندما تنكشف حجب الغفلة بعد الموت والإنتقال إلى عالم الآخرة، ويظهر للأنسان باطنه، وأعماق وجوده... تفتح أمام عيوننا صحيفة عملنا المدهشة، وحينئذ نشاهد جميع أعمالنا بالعيان، ونراها حاضرة أمامنا وكأننا نمارسها في ذلك الوقت، وفي القرآن الكريم:
(يوم تبلى السرائر) [الطارق/ 9].
(ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجودا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا) [الكهف/ 59].
إن الإنسان بعد انتقاله من هذا العالم إلى عالم الآخرة حسب هذه الآيات ينظر إلى صحيفة عمله يوم القيامة، ويشاهدها جميعا بعينيه ثم يخاطب من قبل الله تعالى:
(لقد كنت في غفلة عن هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) [ق/ 22].
في يوم القيامة الذي يحشر فيه الإنسان للحساب، تظهر له حقيقته وينكشف له عمق وجوده، وتفتح امامه صحيفة عمله، وينظر فيها بدقة وإمعان ويجد جميع أعماله حضارة دفعة واحدة، وفي مكان واحد.
ولقد جاء في القرآن الكريم بيان حول تلقي الإنسان لصحيفة عمله:
(فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه. إني ظننت أني ملاق حسابيه. فهو في عيشة راضية. في جنة عالية. قطوفها دانية. كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفت
وأمامن أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه، ولم أدر ما حسابيه. ياليتها كانت القاضية. ما أغنى عني ما ليه هلك عني سلطانيه. خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه) [الحاقة/ 19/ 31

الزير سالم
31-01-2009, 08:38 AM
موضوع جميل

ومعلومات رائعه


مع تحياتي