رونق الحياة
27-01-2009, 12:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ
((اَعْظَمَ اللَّهُ اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلام وَجَعَلَنا وَاِيّاكُمْ مِنَ الطّالِبينَ بِثارِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الاِْمامِ الْمَهْدِىِّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان المشروع الأموي كما أوضحنا في المجلد الثاني مشروعاً مادياً يهودياً يهدد وجود الإسلام كدين ، ويهدد أهل البيت النبوي عليهم السلام بالإبادة ! لهذا كان للإمام زين العابدين عليه السلام هدفان واضحان في حياته الشريفة:
الأول، تثبيت الإسلام وترسيخه كدين ، في نفوس المسلمين وشعوب البلاد المفتوحة . ولذلك كانت حياته عليه السلام ثورة فكرية وروحية على الفكر المادي الجاهلي ، وعلى روحية الطاغوت الأموي اليهودي .
كان هدفه عليه السلام أن يعمل وينشر كل ما يُثَبِّتُ أصول الإسلام وعقائده ، ابتداءً من وجود الله تعالى وعلمه وقدرته وعدله المطلق ، وبقية أسمائه وصفاته الحسنى ، الى نبوة نبينا صلى الله عليه وآله ومقامه عند ربه ، الى الآخرة وعدلها ، الى أركان الإسلام العملية من الصلاة والصوم والحج والزكاة ، فكلها تتعرض لخطط التحريف الأموي وتأثير الثقافة اليهودية !
والهدف الثاني، نشر ظلامة أبيه الحسين وأهل البيت عليهم السلام وربط الأمة بهم ، ومقاومة خطة معاوية في تربية أجيال الأمة على أن علي بن أبي طالب عليه السلام سفاكٌ للدماء ، قتل صناديد قريش ، وأن النبي صلى الله عليه وآله كان يكرهه لأنه عصاه وكفر به ، فيجب فصله عن النبي صلى الله عليه وآله ولعنه على المنابر ، هو وأبناؤه !
أما الثورة السياسية العسكرية على الأمويين فكان الإمام زين العابدين عليه السلام يبعد نفسه عنها ، لكنه لم يقف ضدها عندما كانت طلباً بثأر الإمام الحسين عليه السلام .
وبسبب ذلك كان عليه السلام رقماً صعباً على السلطة ، فلا هو ثائر يعطي على نفسه الحجة لقتله ، ولا هو مطيع للسلطة كعلماء البلاط !
عندما يكتب الحجاج السفاك الى عبد الملك بن مروان: (إن أردت أن يثبت ملكك فاقتل علي بن الحسين) ! (الصراط المستقيم:2/180).
فمعناه أن حاكم العراق والحجاز المعتمد بامتياز عند الخليفة الأموي ، يرى أن المرجع الروحي لكل تحركات الهاشميين والشيعة ضد بني أمية ومنها حركة التوابين والمختار ، هو علي بن الحسين الذي يمثل أمجاد أبيه وعترة النبي صلى الله عليه وآله ، وأنه مادام حياً فستنشأ الحركات بشعار يالثارات الحسين ، وتكون بتبريكه مع سلب مسؤوليته عنها !
وعندما يبادر عبد الملك فيكتب سراً الى الحجاج: (جنبني دماء آل أبي طالب فإني رأيت بني حرب لما قتلوا الحسين نزع الله ملكهم) . (محاسن البيهقي/39) فمعناه أن عبد الملك قرر من أجل الإبقاء على ملكه أن يفصل حساب الإمام زين العابدين عليه السلام ومحمد بن الحنفية وعبدالله بن عباس وأبنائهم ، عن حساب التوابين والمختار ، وبقية الثائرين بإسمهم .
وقد استفاد الإمام زين العابدين عليه السلام من هذا الهامش الأموي الجديد فنشط في تحقيق هدفيه الأساسيين ، في الخطوط التالية التي تنتظم كل حياته وفعالياته:
الأول: سلوك التأله والتعبد ، وتعميقه في المسلمين وتعليمه للجادين منهم .
الثاني: مواجهة خطط معاوية ضد علي وأهل البيت عليهم السلام وخطة يزيد لإبادتهم وتوعية الأمة على مكانتهم في الإسلام وقرآنه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله .
الثالث: الديبلوماسية مع النظام الأموي ، بعد أن انتقل من آل أبي سفيان الى آل مروان ، ولمِّ شمل الهاشميين ورعايتهم وتقوية روحياتهم ، والإبتعاد بنفسه وبهم عن الإنخراط في الثورات العاطفية المتأرجحة ، أو تلك الطامعة في السلطة باسم أهل البيت عليهم السلام .
نساءلكم الدعاء
اللهم صل على محمد وال محمد
اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ
((اَعْظَمَ اللَّهُ اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلام وَجَعَلَنا وَاِيّاكُمْ مِنَ الطّالِبينَ بِثارِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الاِْمامِ الْمَهْدِىِّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان المشروع الأموي كما أوضحنا في المجلد الثاني مشروعاً مادياً يهودياً يهدد وجود الإسلام كدين ، ويهدد أهل البيت النبوي عليهم السلام بالإبادة ! لهذا كان للإمام زين العابدين عليه السلام هدفان واضحان في حياته الشريفة:
الأول، تثبيت الإسلام وترسيخه كدين ، في نفوس المسلمين وشعوب البلاد المفتوحة . ولذلك كانت حياته عليه السلام ثورة فكرية وروحية على الفكر المادي الجاهلي ، وعلى روحية الطاغوت الأموي اليهودي .
كان هدفه عليه السلام أن يعمل وينشر كل ما يُثَبِّتُ أصول الإسلام وعقائده ، ابتداءً من وجود الله تعالى وعلمه وقدرته وعدله المطلق ، وبقية أسمائه وصفاته الحسنى ، الى نبوة نبينا صلى الله عليه وآله ومقامه عند ربه ، الى الآخرة وعدلها ، الى أركان الإسلام العملية من الصلاة والصوم والحج والزكاة ، فكلها تتعرض لخطط التحريف الأموي وتأثير الثقافة اليهودية !
والهدف الثاني، نشر ظلامة أبيه الحسين وأهل البيت عليهم السلام وربط الأمة بهم ، ومقاومة خطة معاوية في تربية أجيال الأمة على أن علي بن أبي طالب عليه السلام سفاكٌ للدماء ، قتل صناديد قريش ، وأن النبي صلى الله عليه وآله كان يكرهه لأنه عصاه وكفر به ، فيجب فصله عن النبي صلى الله عليه وآله ولعنه على المنابر ، هو وأبناؤه !
أما الثورة السياسية العسكرية على الأمويين فكان الإمام زين العابدين عليه السلام يبعد نفسه عنها ، لكنه لم يقف ضدها عندما كانت طلباً بثأر الإمام الحسين عليه السلام .
وبسبب ذلك كان عليه السلام رقماً صعباً على السلطة ، فلا هو ثائر يعطي على نفسه الحجة لقتله ، ولا هو مطيع للسلطة كعلماء البلاط !
عندما يكتب الحجاج السفاك الى عبد الملك بن مروان: (إن أردت أن يثبت ملكك فاقتل علي بن الحسين) ! (الصراط المستقيم:2/180).
فمعناه أن حاكم العراق والحجاز المعتمد بامتياز عند الخليفة الأموي ، يرى أن المرجع الروحي لكل تحركات الهاشميين والشيعة ضد بني أمية ومنها حركة التوابين والمختار ، هو علي بن الحسين الذي يمثل أمجاد أبيه وعترة النبي صلى الله عليه وآله ، وأنه مادام حياً فستنشأ الحركات بشعار يالثارات الحسين ، وتكون بتبريكه مع سلب مسؤوليته عنها !
وعندما يبادر عبد الملك فيكتب سراً الى الحجاج: (جنبني دماء آل أبي طالب فإني رأيت بني حرب لما قتلوا الحسين نزع الله ملكهم) . (محاسن البيهقي/39) فمعناه أن عبد الملك قرر من أجل الإبقاء على ملكه أن يفصل حساب الإمام زين العابدين عليه السلام ومحمد بن الحنفية وعبدالله بن عباس وأبنائهم ، عن حساب التوابين والمختار ، وبقية الثائرين بإسمهم .
وقد استفاد الإمام زين العابدين عليه السلام من هذا الهامش الأموي الجديد فنشط في تحقيق هدفيه الأساسيين ، في الخطوط التالية التي تنتظم كل حياته وفعالياته:
الأول: سلوك التأله والتعبد ، وتعميقه في المسلمين وتعليمه للجادين منهم .
الثاني: مواجهة خطط معاوية ضد علي وأهل البيت عليهم السلام وخطة يزيد لإبادتهم وتوعية الأمة على مكانتهم في الإسلام وقرآنه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله .
الثالث: الديبلوماسية مع النظام الأموي ، بعد أن انتقل من آل أبي سفيان الى آل مروان ، ولمِّ شمل الهاشميين ورعايتهم وتقوية روحياتهم ، والإبتعاد بنفسه وبهم عن الإنخراط في الثورات العاطفية المتأرجحة ، أو تلك الطامعة في السلطة باسم أهل البيت عليهم السلام .
نساءلكم الدعاء