تمرد الحروف

كيف لنا أن نحيا وقد اخمدت داخلنا كل مقومات

الحياة

عندما يرق القلب من شدة الحب

وتحال أجسادنا إلى رماد بإحتراق الأشواق

ماذا بأيدينا غير أن نواري هزيمتنا

ونلجأ إلى الإنسحاب

ولا يبقى منا إلا جسداً بلا روح

عيناً بلا بريق

حضن بلا أمان

رسم بلا ألوان

شجرة بلا جذور

ولهيب بلا دخان

أنفاس بلا اكسجين

أرض بلا ماء

قلب بلا نبض

بداية بلا نهاية

حب مستحيل فيه اللقاء

وقلبا نازف يحترق من القهر وليالي الإنتظار

أوجه كثيرة تمر فلا أراها

كل الوجوه أصبحت عندي سواء

الأصوات كلها مختلطة

وكأنها مطارق تطرق في رأسي فتفقدني الصواب

أبحث عن السكون في نفسي

فأجد ضجيج حبك يؤرقني

أحاول الهروب من نفسي

أملأ رأسي بأفكار لا يهم صحتها من خطئها

إن كانت هي السبيل للنسيان

علني أجد سلوتي

وأستطيع إستئصال هذا الحب من الأعماق

وعندما يهبط الليل أعود إلى موعدي معك

فلا النوم يأتيني

ولا الفكر يسلوني

وكأن كل قطعة مني هي ملك لتصرفك



تحركها كيفما تشاء

القلب لا يخفق إلا باسمك

والعين لا ترى سوى رسمك

والأنفاس تركض للقياك

والجسد يرتعش عند ذكراك

حتى أناملي تمردت

وأعلنت علي العصيان

فلا تكتب إلا لك وإليك

منغرس أنت في كل ذراتي

تسير في مجرى الدماء في العروق

إن بعدت جفت وهزلت

وإن اقتربت أرتوت ونبضت

كلما وقعت عيناي على قلمي

أجده يحثني أن اخط لك الكلمات

وكأنه يخبرني أنني في نسيانه أضرب ضربا

من المستحيلات

أغمضت عيني في لحظة أرتجي النسيان

فناداني القلم هيا اليه أكتبي وأفرغي أعماقك

حبر وسطري