المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أراد لها القدر أن تنتهي ؟؟؟



الزير سالم
25-12-2008, 11:26 AM
هناك بين الحقول الخضراء

إنطلقت أركض....لم يكن ركضاً عادياً

كان شيئاً

أشبه بالجنون كانت تمشى

ثم تجلس

تغمضُ عينيها ثم تفتحهما

لتحدق بعينين زائغتينِ فى الأشجارِ والحجارة

لتنحنى فوق النهر حيناً

ثم تغسل التربة بدموعها حيناً آخر

كانت أشبه بالإعصار لا تستقرُ على حال

فمن قرب شجرة إلى رأس تلة

ثم إلى بطن منحدر..أو وادى

وهى فى ذلك كله وحيدة إلا من ضحكات مجنونة

لم تتجاوز الثامنة عشرة بوجهها الطفولى

إلا أنها كانت كالبحرِ الهائجِ ... لا تعرف لنفسها مقراً

وبين حين وآخر كانت تنحنى فوق ورقة صفراء حزينة

وكان الألم يلويها ... فترتمى فوق العشب الندى

تلثمه بعذاب ..ثم تهمس لوردة بريئة

برية وحيدة تنقب بين الأعشاب

" وأنت أيضا وحيدة ؟ ! "

وبجنان مرير تقطف الوردة لتضمها بحنو وأسى وهى تهمس

أتذكرين يوم كنا أنشودتين منطلقتين

طليقتين بين هذه البرارى

أتذكرين يوم صنع لى إكليلاً من الورد البرى والبنفسج

وتوج رأسى به .. كان يحلم بالحياة والحب

لكن الموت القاسى إختطفه منى .. لينتقل

إكليل الورد من رأسى .. إلى لحده

وها أنا هنا مجروحة القلب .. عارية الرأس

وحيدة .. مات ولن أسمع بعد اليوم همسه

لن يقترب منى .. لن ألمسه .. كلا .. لا أصدق


إنه لم يمت .. إنه فى قلبى يعيش ..... يعيش

وصدى الصرخات المعذبة يعلو

ونشيج مرير يرتفع وسط سكون ... الطبيعة الخالدة

والوردة تذبل رويداًَ... رويداً

فى حضن حبيبة حزينة ... لتموت مع قصة حب

أراد لها القدر أن تنتهى


مع تحياتي

ام فيصل
25-12-2008, 02:52 PM
الله الله عزيزي الزير

خاطرة رائعة ودافئة

وحنين ٌ لبعيد تنتظره ُ روحٌ معذبة

وامنيات ضاعت -- تذرفها الهمسات بين السطور

احسنت -- فقد اتقنت رسم الصورة يافنان

تحياتي لك

الزير سالم
25-12-2008, 08:15 PM
ياامي تشرفت بتواجدك في صفحتي
شكرا لمرورك العطر

هاشم نجم
25-12-2008, 09:50 PM
الله الله يا اخي الزير
على هذه الخاطرة الرائعه
تقبل مروري ودمت بالف خير

الزير سالم
26-12-2008, 11:12 AM
هاشم نجم
شكرا لك اخي على المرور العطر

مع تحياتي

ابو علي الصكر
27-12-2008, 12:46 AM
تكاد تهبّ من حرفك شرارة
تبعث الوجد في صدر الريح الرؤوم
علّها تأتي بغيّابك
و يصطلي من بعد شوق
وجدك ...
ما كان لها أن تتوارى خلف شفق الغياب
وتذره وحيداً يعالج حنينه على طريقته
عميق ومؤثر حرفك يا زير الكلمات....
لك حبي
صكر