انجي العراقية
22-12-2008, 01:06 AM
النُّمُوُّ والتَّطَوُّرُ
إنَّ كلَّ طفلٍ سويٍّ قادرٌ على النّمو والتَّطوّر؛ ولكنْ كي يتمَّ هذا بالشَّكلِ الصَّحيحِ يحتاجُ الطِّفلُ إلى ظُروفٍ مُواتيَّةٍ ، وبدون هذه الظُّروفِ المُواتيةِ يُعَاقُ النّمو والتَّرعرع.
ويُمكنُ التَّعرُّفُ على ثَلاثةِ مَجالاتٍ للنّموِ والتَّطورِ هي:
• المَجالُ البَدنيُّ.
• المَجالُ العَقْليُّ.
• المَجالُ العَاطفيُّ والاجتماعيُّ.
1- النُّمُوُّ والتَّطَوُّرُ البَدَنِيُّ:
إنَّ الجِسْمَ الصَّحيحَ هو جِسمٌ خَالٍ من المَرضِ والعجزِ، ويَستطيعُ أدَاء وظائفه على الوجهِ الصَّحيحِ. ونحنُ نَحتاجُ إلى الجِسمِ الصَّحيحِ لكي نَعملَ ونلعبَ ونوفي بالتزامَاتنَا الاجتماعيَّةِ، ومن ناحيةٍ أخْرى فإنَّ العَملَ واللعبَ يُساعدان على النّمو والتَّطورِ لا بدنيًّا فحسب؛ بَلْ نفسيًّا وعاطفيًّا واجتماعيًّا أيضًا.
وإذَا كان لأجسامنَا أنْ تنمُو بدنيًّا على النَّحوِ الصَّحيحِ، فإنَّها تحتاج إلى ما يأتي:
أ- الغذاءُ الكَافي المحتوِي على مُختلفِ عناصرِ التَّغذيةِ.
ب- الرِّياضةُ.
ج- أشعةُ الشَّمسِ والهَواء النَّقيّ.
د- التَّطعيمُ (التمنيع) المُناسب.
وعلى الرَّغمٍِ منْ أنَّ قياسَ النّمو البَدنيّ أسهل كثيرًا من قياسِ نَواحِي النّمو الأخْرَى، فكثيرًا ما يَشعُر الأطفالُ بأنَّهم لا ينمُون على الإطلاقِ، أو أنَّهم لا ينمُونَ بالسُّرعةِ الكَافيةِ؛ ولكن لحُسنِ الحظِّ تُوجد طُرق كثيرة يمكن بها جعل الأطْفَالِ يَرونَ بأنفُسِهم كيف أنَّ أطْوَالَهُم وكذلك أوْزَانَهم وخَصائصهم البدنيَّةِ الأخْرَى لا تتوقفُ عن النّمو.
2- النَّمُوُّ والتَّطَوُّرُ العقلي:
إنَّ العقلَ السَّليمَ هو ذلكَ الذي تتطوَّرُ مَلَكَتَاه التَّفكيريَّة واللغويَّة تطوُّرًا سَويًّا، وتَشْمَلُ الْمَلَكَة الأولى: القُدْرةُ على التَّفكيرِ والرَّبطِ والتَّحليلِ والمحاكاة والاستذكار ... إلخ، أما الثَّانية: فهي مَلَكَةُ التَّعبيرِ الوَاضحِ الذي لا لَبْسَ فيه، وكما أنَّ النّمو البدنيّ تعززهُ التَّمرينات البَدنيَّة، كذلك النّمو والتَّطور العَقْلِيَّان يتعزَّزان بتمرينِ القُدراتِ العقليَّةِ.
والطِّفلُ بعدَ ولادتهِ بوقتٍ قَصيرٍ سَرعانَ ما ينْصَرفُ إلى استكْشَافِ ما يُحيطِ به، واكتشاف طبيعةِ الأشياءِ وإبصارهَا وسمعهَا وشمّها وتذوقهَا، وكلمَا زَادَ تَطوُّر قدراته البدنيَّةِ وزَادت خبرتهُ شُمولاً وتنوُّعًا، اتَّسعتْ آفاقهُ في الاستكشافِ والاكْتِشافِ، ونزعَ إلى أنْ يكونَ أقلَّ اعتمادًا على الغيرِ في حُصولهِ على الأجْوبةِ، وكلَّما زَادَ التَّشجيعُ الذي يتلقَّاهُ الطِّفل زَادَ احتمال مُواصلتهِ لأنشطتهِ العقليَّةِ واستمتاعهِ بها، واستمرَّ في تطويرهَا أثناء مُمارستهِ لها.
3- التَّطوُّر العاطفيُّ والاجتماعيُّ:
يشملُ هذا المَجالُ تطويرَ وضبطَ المَشاعرِ والسُّلوكِ وردود الأفعالِ في المَواقفِ المُختلفةِ، ولا بدَّ أنْ تكونَ لهُ صلةٌ - أيضًا - بعلاقاتِ الشَّخصِ بالآخرين، والعَلاقات بينه وبين نفسهِ كذلكَ. ويتضمَّنُ التَّطوّر الصِّحِّيّ في هذه النَّاحيةِ القُدرة على التَّعاملِ (والانسجام) بصورةٍ فعَّالةٍ مع الأقاربِ والأقْرَانِ وغيرِهم من أعْضَاءِ المُجْتمعِ في حُدودِ المَعَاييرِ الاجتماعيَّةِ المَقبولةِ، وربما يكونُ الأُسلوب الأمثل لتحسينِ تطوّر الطِّفل هو تَعريضهُ لِجميعِ أنْواعِ المَواقفِ؛ حيثُ يمكنهُ مُلاحظة سُلوك النَّاسِ الآخرين؛ خَاصَّة أولئكَ الذينَ يقدِّمون له القُدوةَ الحَسَنَةَ، ويمكنُ أنْ تكونَ هذه المَواقف بسيطة للغَايةِ في بادئ الأمرِ، ثمَّ تزدادُ تَعقيدًا وتنوّعًا كلَّمَا نَمَا الطِّفل. وعلى أيةِ حالٍ إذا أظهرَ الطِّفل - أثناءَ تعريضهِ لبعضِ المَواقفِ - بعضَ رُدُودِ الأفْعَالِ غيرِ المَرغُوبِ فيها كالخَوْفِ أو الارتباكِ، فيجبُ أنْ يُبادرَ الكبارُ إلى مُساعدتهِ.
ويجبُ أنْ لا يكونَ الطِّفل - على الإطلاقِ - مَوضوعًا للسُّخريةِ أو الاستخْفَافِ، وهذا ما يُمكنُ أنْ يتعرضَ له حقًّا إذا كانَ سمينًا أو معوَّقًا أو ذا سِمَةٍ بدنيَّةٍ أو سُلوكيَّةٍ غير مَألوفةٍ.
ومنَ المُهمِّ مُلاحظةُ أنَّ هذه المَجالات الثَّلاثة للنّمو والتَّطورِ مُرتبطة بعضهَا ببعضٍ، ويتوَقَّفُ بعضهَا على بعضٍ إلى حدٍّ بَعيدٍ؛ فسوء التَّغذيةِ الذي يَرتبطُ - بصفَةٍ رئيسيَّةٍ - بالنّمو البَدنِيّ يمكنهُ أنْ يُؤثِّرَ تأثِيرًا خَطيرًا في تَطوُّرِ الطِّفلِ العَقْلِي، وفي سُلُوكهِ العَاطفيّ والاجتمَاعيّ كذلك، فليسَ من الحِكْمَةِ إذن أنْ توجه رعاية الطِّفل إلى نَاحيةٍ واحِدَةٍ من نَواحي تَطوره وتهمل النَّواحي الأخرى.
والطِّفلُ التّعس أو المَكْرُوب لا يَستطيعُ التَّفكيرُ تَفْكيرًا سَليمًا ولا الالتزام بالسُّلوكِ الحَسَنِ، كما أنَّهُ لا يستطيعُ الاستفادةَ من غِذائهِ، ومنَ المُهمِّ - أيضًا - أنْ نَتذكَّرَ أنَّ مُعدلاتِ وأنْماط النّمو والتَّطوُّر ليستْ مُتماثلةً أبدًا لدى الأطْفَالِ، حتى لدَى أولئكَ الذين ينْتَمُونَ إلى العَائلةِ نفسهَا والبيئة نفسهَا، كما أنَّها لا تظل – بالضَّرورةِ - على وَتيرةٍ ثَابتةٍ في الطِّفلِ نفسهِ وهو يكبر سنًّا؛ فثمَّةَ مَجموعة مُتنوعة كَاملة من العَواملِ الدَّاخليَّةِ والخَارجيَّةِ كـ(الجِنْسِ، وتَاريخِ الأسْرَةِ، والظُّروف المُتغيرة، والمَلامح البيئية) تُؤثِّرُ في تَطوُّرِ الطِّفلِ، وتجعلُ كلّ طفلٍ (حالة) متميِّزة، وهذه الحقيقةُ على جَانبٍ عظيمٍ من الأهميَّةِ، خاصَّة للوالدين والمُدرسين، عليهم أنْ يتذكروهَا دائمًا عندما يتعَاملون مع الأطْفال.
2
ولكنْ يجب - أيضًا - أنْ نُدركَ أنَّهُ تُوجد مُعدلات تطوّر فرديَّةٍ ضمنَ أيَّة فئةٍ عُمْرِيَّة، وتتفاوتُ التغايراتُ على حَدِّ أنَّ الفتيان أو الفتيات في سنٍّ مُعينةٍ لا يهتمونَ جميعًا بنفسِ الأشياءِ دائمًا، فهم لا يَنمونَ بالمُعَدَّلِ نَفْسهِ، كما أنَّهم مُختلفون حَجْمًا ولهم شخصيات مُختلفة، والمُعلِّمُ الفَطِنُ يدرك أيضًا الاختلافات الفرديَّة في تطورِ واهتمَاماتِ تَلاميذهِ فردًا فردًا، وعلى المُعلِّمين أنْ يعدُّوا العُدَّة لمُواجهةِ هذه المشاكل، وقد يعني هذا إتاحة الفرصة للأطفالِ لاختيارِ الكيفيَّةِ التي يُريدونَ أنْ يُعَبِّرُوا بها عن أنفسِهم عندما يتعلَّمون دَرسًا صِحيًّا، أضِفْ إلى ذلك أنَّه عند مناقشة الصِّحَّةِ والجِسمِ يجب توخِّي الحذَر حين الحديث عن الطِّفلِ المُتوسط، وعدم الإساءةِ إلى مَشاعرِ الأطفالِ المُختلفين بدنيًّا أو عاطفيًّا أو فكريًّا أو ثقافيًّا.
إنَّ كلَّ طفلٍ سويٍّ قادرٌ على النّمو والتَّطوّر؛ ولكنْ كي يتمَّ هذا بالشَّكلِ الصَّحيحِ يحتاجُ الطِّفلُ إلى ظُروفٍ مُواتيَّةٍ ، وبدون هذه الظُّروفِ المُواتيةِ يُعَاقُ النّمو والتَّرعرع.
ويُمكنُ التَّعرُّفُ على ثَلاثةِ مَجالاتٍ للنّموِ والتَّطورِ هي:
• المَجالُ البَدنيُّ.
• المَجالُ العَقْليُّ.
• المَجالُ العَاطفيُّ والاجتماعيُّ.
1- النُّمُوُّ والتَّطَوُّرُ البَدَنِيُّ:
إنَّ الجِسْمَ الصَّحيحَ هو جِسمٌ خَالٍ من المَرضِ والعجزِ، ويَستطيعُ أدَاء وظائفه على الوجهِ الصَّحيحِ. ونحنُ نَحتاجُ إلى الجِسمِ الصَّحيحِ لكي نَعملَ ونلعبَ ونوفي بالتزامَاتنَا الاجتماعيَّةِ، ومن ناحيةٍ أخْرى فإنَّ العَملَ واللعبَ يُساعدان على النّمو والتَّطورِ لا بدنيًّا فحسب؛ بَلْ نفسيًّا وعاطفيًّا واجتماعيًّا أيضًا.
وإذَا كان لأجسامنَا أنْ تنمُو بدنيًّا على النَّحوِ الصَّحيحِ، فإنَّها تحتاج إلى ما يأتي:
أ- الغذاءُ الكَافي المحتوِي على مُختلفِ عناصرِ التَّغذيةِ.
ب- الرِّياضةُ.
ج- أشعةُ الشَّمسِ والهَواء النَّقيّ.
د- التَّطعيمُ (التمنيع) المُناسب.
وعلى الرَّغمٍِ منْ أنَّ قياسَ النّمو البَدنيّ أسهل كثيرًا من قياسِ نَواحِي النّمو الأخْرَى، فكثيرًا ما يَشعُر الأطفالُ بأنَّهم لا ينمُون على الإطلاقِ، أو أنَّهم لا ينمُونَ بالسُّرعةِ الكَافيةِ؛ ولكن لحُسنِ الحظِّ تُوجد طُرق كثيرة يمكن بها جعل الأطْفَالِ يَرونَ بأنفُسِهم كيف أنَّ أطْوَالَهُم وكذلك أوْزَانَهم وخَصائصهم البدنيَّةِ الأخْرَى لا تتوقفُ عن النّمو.
2- النَّمُوُّ والتَّطَوُّرُ العقلي:
إنَّ العقلَ السَّليمَ هو ذلكَ الذي تتطوَّرُ مَلَكَتَاه التَّفكيريَّة واللغويَّة تطوُّرًا سَويًّا، وتَشْمَلُ الْمَلَكَة الأولى: القُدْرةُ على التَّفكيرِ والرَّبطِ والتَّحليلِ والمحاكاة والاستذكار ... إلخ، أما الثَّانية: فهي مَلَكَةُ التَّعبيرِ الوَاضحِ الذي لا لَبْسَ فيه، وكما أنَّ النّمو البدنيّ تعززهُ التَّمرينات البَدنيَّة، كذلك النّمو والتَّطور العَقْلِيَّان يتعزَّزان بتمرينِ القُدراتِ العقليَّةِ.
والطِّفلُ بعدَ ولادتهِ بوقتٍ قَصيرٍ سَرعانَ ما ينْصَرفُ إلى استكْشَافِ ما يُحيطِ به، واكتشاف طبيعةِ الأشياءِ وإبصارهَا وسمعهَا وشمّها وتذوقهَا، وكلمَا زَادَ تَطوُّر قدراته البدنيَّةِ وزَادت خبرتهُ شُمولاً وتنوُّعًا، اتَّسعتْ آفاقهُ في الاستكشافِ والاكْتِشافِ، ونزعَ إلى أنْ يكونَ أقلَّ اعتمادًا على الغيرِ في حُصولهِ على الأجْوبةِ، وكلَّما زَادَ التَّشجيعُ الذي يتلقَّاهُ الطِّفل زَادَ احتمال مُواصلتهِ لأنشطتهِ العقليَّةِ واستمتاعهِ بها، واستمرَّ في تطويرهَا أثناء مُمارستهِ لها.
3- التَّطوُّر العاطفيُّ والاجتماعيُّ:
يشملُ هذا المَجالُ تطويرَ وضبطَ المَشاعرِ والسُّلوكِ وردود الأفعالِ في المَواقفِ المُختلفةِ، ولا بدَّ أنْ تكونَ لهُ صلةٌ - أيضًا - بعلاقاتِ الشَّخصِ بالآخرين، والعَلاقات بينه وبين نفسهِ كذلكَ. ويتضمَّنُ التَّطوّر الصِّحِّيّ في هذه النَّاحيةِ القُدرة على التَّعاملِ (والانسجام) بصورةٍ فعَّالةٍ مع الأقاربِ والأقْرَانِ وغيرِهم من أعْضَاءِ المُجْتمعِ في حُدودِ المَعَاييرِ الاجتماعيَّةِ المَقبولةِ، وربما يكونُ الأُسلوب الأمثل لتحسينِ تطوّر الطِّفل هو تَعريضهُ لِجميعِ أنْواعِ المَواقفِ؛ حيثُ يمكنهُ مُلاحظة سُلوك النَّاسِ الآخرين؛ خَاصَّة أولئكَ الذينَ يقدِّمون له القُدوةَ الحَسَنَةَ، ويمكنُ أنْ تكونَ هذه المَواقف بسيطة للغَايةِ في بادئ الأمرِ، ثمَّ تزدادُ تَعقيدًا وتنوّعًا كلَّمَا نَمَا الطِّفل. وعلى أيةِ حالٍ إذا أظهرَ الطِّفل - أثناءَ تعريضهِ لبعضِ المَواقفِ - بعضَ رُدُودِ الأفْعَالِ غيرِ المَرغُوبِ فيها كالخَوْفِ أو الارتباكِ، فيجبُ أنْ يُبادرَ الكبارُ إلى مُساعدتهِ.
ويجبُ أنْ لا يكونَ الطِّفل - على الإطلاقِ - مَوضوعًا للسُّخريةِ أو الاستخْفَافِ، وهذا ما يُمكنُ أنْ يتعرضَ له حقًّا إذا كانَ سمينًا أو معوَّقًا أو ذا سِمَةٍ بدنيَّةٍ أو سُلوكيَّةٍ غير مَألوفةٍ.
ومنَ المُهمِّ مُلاحظةُ أنَّ هذه المَجالات الثَّلاثة للنّمو والتَّطورِ مُرتبطة بعضهَا ببعضٍ، ويتوَقَّفُ بعضهَا على بعضٍ إلى حدٍّ بَعيدٍ؛ فسوء التَّغذيةِ الذي يَرتبطُ - بصفَةٍ رئيسيَّةٍ - بالنّمو البَدنِيّ يمكنهُ أنْ يُؤثِّرَ تأثِيرًا خَطيرًا في تَطوُّرِ الطِّفلِ العَقْلِي، وفي سُلُوكهِ العَاطفيّ والاجتمَاعيّ كذلك، فليسَ من الحِكْمَةِ إذن أنْ توجه رعاية الطِّفل إلى نَاحيةٍ واحِدَةٍ من نَواحي تَطوره وتهمل النَّواحي الأخرى.
والطِّفلُ التّعس أو المَكْرُوب لا يَستطيعُ التَّفكيرُ تَفْكيرًا سَليمًا ولا الالتزام بالسُّلوكِ الحَسَنِ، كما أنَّهُ لا يستطيعُ الاستفادةَ من غِذائهِ، ومنَ المُهمِّ - أيضًا - أنْ نَتذكَّرَ أنَّ مُعدلاتِ وأنْماط النّمو والتَّطوُّر ليستْ مُتماثلةً أبدًا لدى الأطْفَالِ، حتى لدَى أولئكَ الذين ينْتَمُونَ إلى العَائلةِ نفسهَا والبيئة نفسهَا، كما أنَّها لا تظل – بالضَّرورةِ - على وَتيرةٍ ثَابتةٍ في الطِّفلِ نفسهِ وهو يكبر سنًّا؛ فثمَّةَ مَجموعة مُتنوعة كَاملة من العَواملِ الدَّاخليَّةِ والخَارجيَّةِ كـ(الجِنْسِ، وتَاريخِ الأسْرَةِ، والظُّروف المُتغيرة، والمَلامح البيئية) تُؤثِّرُ في تَطوُّرِ الطِّفلِ، وتجعلُ كلّ طفلٍ (حالة) متميِّزة، وهذه الحقيقةُ على جَانبٍ عظيمٍ من الأهميَّةِ، خاصَّة للوالدين والمُدرسين، عليهم أنْ يتذكروهَا دائمًا عندما يتعَاملون مع الأطْفال.
2
ولكنْ يجب - أيضًا - أنْ نُدركَ أنَّهُ تُوجد مُعدلات تطوّر فرديَّةٍ ضمنَ أيَّة فئةٍ عُمْرِيَّة، وتتفاوتُ التغايراتُ على حَدِّ أنَّ الفتيان أو الفتيات في سنٍّ مُعينةٍ لا يهتمونَ جميعًا بنفسِ الأشياءِ دائمًا، فهم لا يَنمونَ بالمُعَدَّلِ نَفْسهِ، كما أنَّهم مُختلفون حَجْمًا ولهم شخصيات مُختلفة، والمُعلِّمُ الفَطِنُ يدرك أيضًا الاختلافات الفرديَّة في تطورِ واهتمَاماتِ تَلاميذهِ فردًا فردًا، وعلى المُعلِّمين أنْ يعدُّوا العُدَّة لمُواجهةِ هذه المشاكل، وقد يعني هذا إتاحة الفرصة للأطفالِ لاختيارِ الكيفيَّةِ التي يُريدونَ أنْ يُعَبِّرُوا بها عن أنفسِهم عندما يتعلَّمون دَرسًا صِحيًّا، أضِفْ إلى ذلك أنَّه عند مناقشة الصِّحَّةِ والجِسمِ يجب توخِّي الحذَر حين الحديث عن الطِّفلِ المُتوسط، وعدم الإساءةِ إلى مَشاعرِ الأطفالِ المُختلفين بدنيًّا أو عاطفيًّا أو فكريًّا أو ثقافيًّا.