المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القراءات الخاطئة للاتفاقية الامنية أرث يتجدد



علي الياسري
27-11-2008, 02:05 AM
تعاني منطقة الشرق الأوسط من مفاهيم خاطئة في قراءة الأحلاف الأجنبية والمعاهدات الدولية . ويصطدم الشرقي عادة بحساسية عالية اتجاه الاستعمار نظرا إلى ما تعرضت له المنطقة من ممارسات خاطئة للحكومات التي استغلت هذه المصطلحات باستخدام شعوبها كمانع صواعق من اجل الالحفاظ على سلطتهم التي استولوا عليها بالاعتماد على هذه النظريات التي أشبعت الشرقيين كرها وحقدا على كل ماهو أجنبي على مدى قرن تقريبا .فسياسة الاستعمار العثماني ( التتريك ) ترك أثرا سلبيا على الكتاب ورجال الدين والسياسيين والوطنيين وعامة الناس نظرا إلى سوء تصرفاتهم فقد اتبعوا التتريك في إدارة السلطة وفرض الضرائب القاسية والتجنيد ألقسري والإفقار بينما كان ينعم المستعمر بكل خيرات البلاد التي استعمروها .

بقينا نحن الشرقيون ندافع بكل قوة من اجل التخلص من الشراك الأجنبية وكذا الحال مع الاستعمار البريطاني آنذاك مع اختلاف كبير في السياسة المتبعة .هذه المعايير العميقة الجذور قد اثر وأدت دورا عكسيا في كثير من الأحيان . هذا الوضع يمكن قراءته بوضوح في الحالة العراقية اليوم إذ يسعى للتوقيع اليوم على اتفاقية انسحاب القوات وتنظيم عملها مع الولايات المتحدة الأميركية . وكثير من وسائل الإعلام بثت تقاريرها المتعلقة بالمخاوف من أن يفقد العراق استقلاله أو أن يكون تحت سيطرة قوة خارجية وتجوب عساكره المدن العراقية على طول الدهر على الرغم من إن الشواهد القوية على إن التعديل الأخير بمكن أن يعمل عكس النظرة القديمة وان يساعد على ضمان استقلال واستقرار العراق . فدراسة الواقع العراقي أثبتت لدينا إن الموافقون أو الرافضون للاتفاقية على نوعان لاثالث لهما . فإما رافض يرى عقد الاتفاقية يسيء إلى الوطنية العراقية والاستقلال التام وهذا الرأي محترم عند الجميع لكنه يقصر من باب إن القراءة الوطنية مبنية على الجدلية القديمة بخصوص المصطلحات التي استخدمت قبل قرن تجاه الاستعمار واستغلال الشعوب والرافض الآخر لا يبني على أية أفكار أو أيدلوجية سوى انه يقلد أو يتبع سياسات دول الجوار التي ترى إن الاتفاقية تعترض كثير من آمالهم في الحصول على موطئ قدم في العراق و تقف ضد طموحاتهم التوسعية والعدوانية ضد الآخرين وهنا رأي لا نعتقد انه نابع من آمال وطموحات أبناء البلد . أما الموافقون فاثنان . موافق واثق كل الثقة بالسياسة الأميركية بل ويفكر بالطريقة الأميركية وهذا عليه مآخذ فنية فهو لا يرى ويقرأ بصورة عراقية وقد يثير بعض حساسيات الفرق الأخرى التي تتهم البعض بالانجرار للأجنبي ويدقون على المناضد الهشة التي يجلسون عليها . أما وجهة النظر العراقية الموافقة لعقد الاتفاقية فنراهم يقرءون المشهد السياسي من وجهة النظر المستقلة بصورة تتطابق مع وجهة النظر الرافضة لعقد الاتفاقية مع تصحيح بسيط للوطنية والاستقلال لدى الرافضون وليست هناك مطالب من الرافضون بالتخلي عن نظرية الاستعمار والعمل مع أي قوة في العالم تخدم من خلال عقد الاتفاقيات معها مصالح شعوب العراق والمنطقة تاركين خلفهم تلك النظريات التي أوصلتنا إلى هذا الحال من التقوقع وعدم الانفتاح والتمسك بأيدلوجيات تشربت في دمائنا استسقيناها من منظرون فات أوانها واستهلكت مع الزمن .

المعارضون للاتفاقية الأمنية من السياسيين ورجال الدين يخشون من أميركا على استقلال العراق وسيادته على مياهه وأراضيه وأجواءه . لكن علينا إن نرجع قليلا إلى الوراء ونرى من الذي يجب أن يخشى منه . فإيران التي زودت ميلشيات جيش المهدي والجماعات الخاصة وبعض فصائل القاعدة التي دلت الأسلحة والأشخاص الذين ينتمون لهذه الجماعات من الذين القي القبض عليهم قد اعترفوا باستيفائهم أجور القتال من إيران من خلال ممولي الحرب الإيرانيين كما لابد من أن نجعل نصب أعيننا إن القوات العراقية التي أبدت عملا بطوليا لم يكن بمفردها وإنما اعتمد كثيرا على إسناد الجيش الأميركي ووقوفهم إلى جانب الشعب العراقي في تلك المحنة التي مرت بالعراق أيام كانت المدن العراقية يشتعل فيها القتال المؤجج من قبل دول الجوار كسوريا وإيران . وسوريا التي أوغلت بدماء العراقيين من خلال تدريب وإرسال المقاتلين وكانت محطة رئيسية لإرسال أفواج الموت الجماعي إلى العراق تكتب صحفها وبحزن شديد أسفا على أبناء العراق لما سيئول إليه وضع العراق بعد عقد الاتفاقية ؟؟؟؟عجبا لمن يدس السم لأخيه ثم يبكي عليه .

المعارضون أيضا بالأمس كانوا يعلنون من خلال أجهزة الإعلام ويطلعون علينا بتأكيداتهم التي لا يقطعها شك من ان قاسم سليماني مدير حركات قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني قد أسهم فعليا في إيقاف تمرد المسلحين من الفصائل التابعة له في البصرة ومدينة الصدر وأعطى دليلا من خلال ذبك على قوة التورط الإيراني في الشأن العراقي السياسي . اليوم نتساءل . لماذا يقف المعارضون للاتفاقية صفا واحدا مع إيران بينما كانوا بالأمس يتباكون على العراق وشعبه من خلال تلك التدخلات .

ان الفراغ الذي ستتركه القوات الأميركية يوحي بكارثة حقيقية نظرا لما نعرفه من تربص جهات عديدة كانت لها الأيادي ألاثمة في أحداث ما بعد 2003 . لذا فمن الضروري دراسة هذه القضية بجدية بعيدا عن المصالح الشخصية والحزبية والفئوية

ام فيصل
27-11-2008, 11:30 PM
ان الفراغ الذي ستتركه القوات الأميركية يوحي بكارثة حقيقية نظرا لما نعرفه من تربص جهات عديدة كانت لها الأيادي ألاثمة في أحداث ما بعد 2003 . لذا فمن الضروري دراسة هذه القضية بجدية بعيدا عن المصالح الشخصية والحزبية والفئوية


لــو نظرنا لمصلحة العراق وشعبه المظلوم

وابتعدنا عن مقولة ال ( انــا ومابعدي الطوفان )

لما بقي العراق على هذه الحالة لمدة 5سنوات عجاف

اكلت الأخضر واليابس

عزيزي الخلل دوما فينا -- نحن لانقيم الواقع الا من خلال نظرة

سطحية -- الله يصلح امور السياسيين والأحزاب

التي اصبحت اكثر من الهم على القلب

ووجودها كان ولا زال شعارات لاغير

لاتسمن ولاتغني من جوع

وكل ٌ يبحث عن مصالحه ومصالح فئته

وجعلوا العراق لقمة سائغة هو وشعبه في افواه لاتعرف الرحمة


اللهم رد كيد من اراد بالعراق سوءا ً الى نحره

واشغله بنفسه


واحفظ العراق وشعبه المظلوم


شكرا لك اخي على هذا الطرح

وتحياتي لك

علي الياسري
28-11-2008, 09:15 AM
الجليلة الفاضلة
ام فيصل
نعم ان النظرة السوداوية تلقي بضلالها على السلوك والتصرف والتفكير
نتيجة مايقرأه المواطن والانسان العادي من انعدام الثقة والامل بكل ماطرحته وتطرحه
الاحزاب الفئوية والمصالح الشخصية والاقليمية والطائفية . فلعبة جر الحبل جعلت الانسان العادي
يتمسك بما لديه خوفا من الانحدار في منزلق لانعرف له مستقرا .
الاستقرار النسبي لمدة طويلة يعني امكانية التقدم الى الامام ..
خالص امتناننا لفكركم النيير
دمتم بخير