تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة في رثاء مولاتنا الكريمة السيِّدة فاطمة الزَّهراء (عليها السَّلام)



مهند البكري
03-11-2008, 03:54 PM
السيِّد قتادة بن إدريس الحسني
[ ت:617هـ ]
قال في رثاء مولاتنا الكريمة السيِّدة فاطمة الزَّهراء (عليها السَّلام)

*
**
***
**
*

ما لعيني قد غاب عنها كراها *** وعَراها من عبرة ما عـراها
ألــــدارٍ نعمــتُ فيهــا زمـانـــا *** ثـم فــارقتهــا فـلا أغشـاهــا؟
أم لـحـيٍّ بـانــوا بـأقـمــارَ ثــمّ *** يتجلَّى الدّجى بضوء سـناهـا؟
أم لِخَودٍ غريرة الطرف تهـوا *** ني بصدق الوداد أو أهـواها؟
أم لصافي المدام من مزَّةِ الطعـ*** ـم عُــقــارٍ مشمولةٍ أُسـقـاها؟
حـاش لله لـستُ أطـمِع نفـسي *** آخر العمرِ في اتِّبـاع هـواهـا
بل بكائي لذكر من خصَّها اللَّـ *** ـــه تعالى بلـطـفه واجـتـبـاهـا
خـتـــم الله رســلــه بـأبـيــهـا *** واصطـفـاه لوحيه واصطفاها
وحـبـاهـا بالسـيِّـدين الزكيَّيــــ *** ــــن الإمامين منه حين حباها
ولِفكري في الصَّاحبين اللَّذيـن *** استحسنا ظلمها وما راعياهـا
منعــا بعلهـا من العهـد والعقــ *** ـــد وكـان المنيــب والأواهـا
واستبـــــدَّا بإمـرة دبَّراهـــــــا *** قبـل دفـن النبـيِّ وانتهــزاهــا
وأتــت فـــاطــمُ تطــالبُ بـالإر *** ث من المصطفى فما ورَّثاهـا
ليت شعري لمَ خولفت سنن الـ *** قــرآن فيها والله قـد أبداهـا!!
رضي الناس إذ تلـوهـا بما لـم *** يرضَ فيها النبي حين تلاهـا؟
نُسخت آيــة المواريــث منهــا *** أم همـا بعد فـرضهـا بدَّلاهـا؟
أم تـرى آيــة المــودَّة لــم تـــأ *** تِ بــودِّ الزهـراء في قرباها؟
ثــمَّ قــالا: أبــوكِ جــاء بـهــذا *** حجَّـة من عنـادهم نـصبــاهــا
قــال: لـلأنبيــاء حكــمٌ بــأن لا *** يـورثـوا في القديم وانتهراهـا
أفبنــت النبـيِّ لــم تـدر إن كــا *** ن نبـيّ الهـدى بـذلـك فـاهـا!!
بضعـة من محمَّد خــالفـت مـا *** قـال؟! حـاشـا مولاتنا حاشاها
سمعتــه يقــول ذاك وجـــاءت *** تطلب الإرثَ ضِلَّة وسفاهـا؟!
هـي كــانـت لله أتـقى وكـانـت *** أفضــل الخـلـق عفَّة ونــزاهــا
أو تقـول: النبيّ قد خالف القـر *** آن ويح الأخبـار ممَّن رواهــا
سلْ بإبطال قولهم سورة النَّمـ *** ــل وسلْ مريم التي قبل طاهـا
فهُمــا ينبـآن عـن إرث يحيـى *** وسليمــان مـن أراد انتِبـــاهــا
فدعت واشتكت إلى الله من ذا *** ك وفـاضـت بدمعهـا مقلتـاهــا
ثـمَّ قـالـت: فنِحلــة لـي مِـن وا *** لدي المصطفـى فلم يَنـحَلاهــا
فـأقامـت بهـا شهــودا فقـالـوا: *** بعلهــا شـاهد لهــا وابنـاهـــا
لم يجيزوا شهادة ابني رسول *** الله هادي الأنــام إذ ناصبـاهــا
لم يكــن صـادقــا عليّ ولا فــا *** طمـــة عنــدهــم ولا ولـداهـا!
كــان أتقـى لله منهــم عتيـــق *** قبُـحَ القـائـلُ المُحــالَ وشـاهــا
جرَّعاها من بعد والدها الغيـــ *** ـــظ مرارا فبئس مـا جرَّعاهــا
أهلُ بيتٍ لمْ يعرفوا سُننَ الجَو *** ر التباسـا عليهم واشتباهــا!!
ليتَ شعري ما كان ضرَّهما الـ *** ـحِفظ لعهد النبيِّ لو حفظاهــا؟
كـان إكـرامُ خاتم الرّسـل الهـا *** دي البشير النذير لو أكرماهــا
إنَّ فعــل الجميــل لــمْ يأتيــــاه *** وحِسانَ الأخلاق ما اعتمداهـا
ولو ابتيـع ذاك بالثمـــن الغـــا *** لي لما ضاع في اتباع هواهـا
ولكـان الجميــلُ أن يُقطِعاهـــا *** فــدكــا لا الجميلُ أن يَقطعاهــا
أترى المسلمينَ كانـوا يلـومو *** نهما في العطاء لو أعطياها!!
كانَ تحتَ الخضراءِ بنتُ نبيّ *** صادق ناطــق أميــن سواهــا!
بنتُ مَنْ! أمّ مَنْ! حليلة مَنْ! *** ويلٌ لِمَنْ سنَّ ظلمهــا وأذاهــا
ذاكَ يُنبيكَ عن حُقـودِ صـدورٍ *** فاعتبرها بالفِكْـر حيـنَ تراهــا
قـلْ لنا أيّها المجادلُ في القــو *** ل عن الغـاصِبَين إذ غصباهــا
أهُمـا مـا تعمَّداهــا كمــا قلــــ *** ــتَ بظلم كلاَّ ولا اهتضمـاهــا؟
فلِماذا إذ جُهِّــزَتْ للقــاءِ الـــ *** ــلّـهِ عندَ المماتِ لمْ يحضُراها؟
شيَّعَت نعشها ملائكـة الرَّحـــ *** ــمن رفقـا بهــا ومـا شيَّعــاهــا
كان زهدا في أجرها أمْ عنادا *** لأبيهـــا النبــيِّ لـمْ يَتبعـــاهــا؟
أمْ لأنَّ البتولَ أوصـتْ بـأن لا *** يَشهَدا دفنهــا فمــا شَهِــدَاهــا؟
أمْ أبــوهــا أســرَّ ذاك إليهـــا *** فأطاعـتْ بنـتُ النبـيِّ أبــاهـــا؟
كيف ما شئت قل كفاكَ فهذي *** فِريــة قــدْ بلغتْ أقصى مداهــا
أغضباهـا وأغضبـا عنـد ذاك *** الله ربَّ السَّمـاء إذ أغضبـاهــا
وكـــــذا أخبــر النبيّ بأنَّ الـــ *** ــلَّـهَ يَرْضى سبحانـه لرضاهــا
لا نبيّ الهـدى أطِيـعَ ولا فــــا *** طمــة أكـــرِمَتْ ولا حَسَنــاهــا
وحقوقُ الوَصِيِّ ضُيِّـعَ منهــا *** ما تسـامى في فضلـه وتناهـى
تلكَ كـانت حَـزازة ليـسَ تبـرا *** حينَ رُدَّا عنهـا وقــد خطباهــا
وَغَـداً يلتقـــونَ والله يجــزي *** كــلَّ نفــسٍ بِغيِّـهـا وهُــــداهـــا
فعَلى ذلك الأسـاسِ بَنَت صَــا *** حِبَــة الهَودَج المشـوم بنــاهــا
وبــذاكَ اقتــــدَتْ أميَّـــة لمَّــا *** أظهَــرت حقدهــا على مولاهــا
لَعَنتـه بالشَّـــام سبعيـن عامـا *** لعَـــنَ الله كهْـلهـــا وفتـــاهــــا
ذكروا مصرع المشايخ في بد *** ر وقد ضمَّخَ الوصيّ لحــاهـــا
وبــأحدٍ مِن بعدِ بَـدر وقدْ أتـــ *** ــعَسَ فيهـــا مَعَاطِسا وجباهـــا
فـاستجادتْ له السّيوفُ بصِفِّيـ *** ــنَ وجَرَّتْ يومَ الطفوفِ قناهـا
لو تمَكَّنتُ بالطفـوفِ مدى الدَّ *** هـــر لقبَّلـتُ تـرْبَهــا وثــراهــا
أدرَكَت ثارهــا أميَّــة بالنــــــا *** ر غدا فـي معادهــا تصـلاهـــا
أشكــــرُ الله أنـَّـنــي أتــوالــى *** عِترة المصطفى وأشنا عِداهـا
ناطقا بالصواب لا أرهبُ الأعـ *** ـــداءَ في حُبِّهــم ولا أخشاهـــا
نـُـحْ بهـا أيّها الجُذوعِيّ واعلم *** أنَّ إنشـــادك الــذي أنشــاهـــا
لكَ معنى في النوح ليسَ يُضاهى** وهي تاج للشِّعـر في معنـاهــا
قلتهــا للثـواب والله يعطـي الـ *** أجـرَ فيهـا من قالهـا ورواهــا
مُظهـرا فضلهـم بعَزمـةِ نفـسٍ *** بلَغَـتْ في ودادهـم منتهــاهـــا
فاستَمِعهـا من شاعـر عَلــويٍّ *** حَسَنيٍّ في فضلِهـا لا يُضاهـى
سـادَة الخلـق قومُـه غيرُ شَـكٍّ *** ثـَـمَّ بـطحـــاءُ مكَّــة مـأواهـــا**
***
**

ملكة الاحساس
07-11-2008, 07:24 AM
الله تسلم ايدك على القصيدة الرائعة