المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رمضان المبارك... بين الدوافع الروحية والمواريث الشعبية



جقجوق الرومانسي
08-09-2008, 01:50 AM
رمضان شهر التقوى والجهاد والتكامل أم شهر السهر واللهو والتهام الحلوى ومتابعة المسلسلات الماجنة!! ربما يكون لقلب المرء إقبال وإدبار بيد أنه توجد ثمة محطات إلهية للتزود بالتقوى وتهذيب النفس من الأدران والموبقات ومن أهمها رمضان الكريم، الذي جعله الله تعالى ليضخ الإنسان فيه بحزم نورية من الإيمان والورع كيما يشق طريقه وهو على بصيرة من أمره ينتخب المفيد المنجي ويقذف بالترهات وحبائل الشياطين وما أكثرها في زمن الانترنيت والفضائيات وراء ظهره، أنا لا أقول أن يقتصر عمله بالطاعة وقراءة القرآن والأدعية فحسب، ولو أنها مهمة ومنجية وهي تزدهر بربيعها رمضان، بيد أن المؤمن ولكي يوائم بين العبادات والمباحات، لا بأس بمشاهدة بعض المسلسلات الاجتماعية الهادفة والمناظرات الدينية النافعة، وكذلك زيارات الأهل والأقرباء لاسيما بعد الإفطار فإنها من صميم الدين الذي أكد مرارا على صلة الرحم وما يترتب عليه من نزول الرحمة في شهر الرحمة والغفران، وهذه الأمور تصب جميعها في خانة التقوى التي هي ثمرة الصيام الأولى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183)
فالمؤمن الحقيقي يكون عامه كلـّه تقوى وإيمانا، وحبّا وطاعة للرحمن، تراه صائما في النـّهار وقارئا للقرآن، وذاكرا للرّحمن، ومحاربا للشيطان، وإذا جنّ عليه الليل فهو ما بين راكع وساجد، ولله خاشع وخاضع.
أما بعض الأشخاص تراهم عكس ذلك تماما فهو يفرط في هذه الفرصة الثمينة التي وهبها الرحمن له، إذ أن الشياطين مصفدة وأبواب الجنان مفتحة، وأنفاس الصائم فيه تسبيح ونومه عبادة فحري به أن يستغل هذه الفرصة الذهبية للاستزادة من التقوى والعلم والمعرفة والتكامل الروحي لينجو من مرديات الدهر التي تقضي على روح الإيمان في الكثير منا خصوصا إذا غفل عنها وتساهل إزاء التعامل معها، تراه وبدلا من التزود بالتقوى في شهر التقوى، فإنه يفرط في جنب الله ورمضان عنده شهر المحيبس والغيبة والنميمة، شهر السّهر والأفلام ، شهر الجلوس أمام القنوات ، شهر الراقصات والمغنـّيات ، شهر فوازير رمضان مع المذيعات الكاسيات العاريات،
شهر يكثر فيه التـّرف وأكل الحلويـّات، شهر يصاب البعض منا بالتـّخمة ويأخذ إلى المستشفيات.
فرمضان بالنسبة إلى أولئك المغفلين هو شهر المعاصي للواحد الديـّان، فتراهم يصومون عن الأكل والشراب ولا يصومون عن الكذب والغش والنـّميمة والغيبة والسبّ واللعنّ والطعن والهمز، بل ــ عياذا بالله تعالى ــ لم ينجُ من ألسنتهم حتـّى العلماء والمؤمنون في رمضان ولا في غيره، بل انتشر فينا قول الزور وشهادة الزور حتـّى في رمضان، وهذا هو الشقاء بعينه حيث أن الشقي من حرم الغفران في أجواء الرحمة الرمضانية الإلهية المتاحة لجميع العباد ولا يتلقاها إلا ذو حظ عظيم.
إن كثير منهم وللأسف لم يفهموا منه إلا الإمساك عن الطعام والشراب والنكاح، لكنهم عن كثير من الشهوات لم يمسكوا!! فإنه يؤدي الصلاة ويمسك عن الطعام بيد أنه لا يتورع عن ارتكاب المعاصي كخوضه في أحاديث الغيبة والتهم والافتراء، وتبديد وقته في مجالس اللهو واللعب أو مشاهدة البرامج المخلة بالشرف والمخدشة للفضيلة، فمثل هكذا صائم لا يجني من صيامه إلا الجوع والعطش ولا يكون الصيام بالنسبة إليه محطة للعروج والسمو الروحي للحصول على مراتب الكمال والفوز بالدارين كما هو المؤمل والمرجو من فلسفة تشريعه في الإسلام.

تحياتي
جقجوق الرومانسي
:8::66::8:
:1:

^.{{المحـــاميـــــة}}.^
08-09-2008, 03:30 AM
بارك الله فيك اخي
وجزاك الله خيرا
تقبل مروري

جقجوق الرومانسي
08-09-2008, 04:27 AM
يا رب يدوملي مرورج على طول تحياتي وتقبلي مني اعز التحايا

egyptiantito
08-09-2008, 06:52 AM
مشكور اخي الفاضل على الموضوع
جزاك الله عنه وعنا كل الخير
تقبل مروري
ومت بكل الخير