al.hudalillah
30-08-2008, 05:12 AM
المقاومة وعقيدة التوحيد
التوحيدقاعدة الإسلام الأولى، أسس أمة، وأقام حضارة، وغير خارطة العالم، ومع ضعف المسلميناليوم وعجزهم عن الانسجام مع متطلبات التوحيد الكبيرة، إلا أن هذه العقيدة ما زالتقادرة على تحريك الموات وصنع المعجزات، وما يحدث اليوم في ميادين الشرف على أرضفلسطين والعراق دليل شاخص على هذه الحقيقة الكبيرة. حيث اتضح لكل مراقب أن هنالكعقيدة دافعة تقف وراء هذا الصمود الأسطوري الذي لا يأبه بفارق عسكري ولا يلتفتلضجيج إعلامي!
وبقيت كل مدارس التحليل النفسي في المؤسسات الغربية عاجزة عن فهمالمحرك الحقيقي لطوابير الاستشهاديين الذين يقدمون على الموت بقلب مطمئن وثغر باسم!كما أن هنالك حيرة حقيقية لدى علماء السياسة والاجتماع كيف تسقط دول كبيرة وتستسلملعدوها دون مقاومة بعد أول ضربة قاسية تتعرض لها ثم تستمرئ التبعية لعدوها لعقودطويلة، وهذه حال اليابان بعد هوريشيما، وألمانيا بعد هتلر، ولكن بالمقابل نرى شعوباجريحة ومحاصرة تنتفض لكرامتها وتدوس تحت قدمها تلك الآلات الجبارة التي أرهبتالعالم.إن هناك -لا بد - شيئا ما لدى هذه الشعوب تفتقر إليه اليابان وألمانيا،وليس ذاك إلا عقيدة التوحيد!!
وهذه العقيدة لا بد أن يتنادى كل الغيارى في هذهالأمة لحمايتها وتفعيلها لتؤدي دورها الحقيقي في نهوض الأمة وتفجير طاقاتها.وبالمقابل لا بد من أن ننتبه إلى أن العدو - وقد رأى فاعلية هذه العقيدة - أنهسيحاول تفكيكها و إفراغها من محتواها!!وإذا أردنا أن نخطو الخطوة الأولى فيهذا المجال فلننظر في المعاني الرئيسة التي صاغها القرآن كمعالم واضحة في عقيدةالتوحيد:
1- توحيد الله في الخلق، بمعنى أن الله هو الخالق الوحيد لهذا الخلق،وقد أصّل القرآن هذا المعنى من خلال دعوة الإنسان للنظر في وحدة الخلق المتجلية فيانسجام مكونات هذا الكون في خارطة هندسية وظيفية في غاية الدقة والجمال! «أمّن خلقالسماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أنتنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون»(النمل:60)
2- توحيد الله فيالملك، وهذا المعنى مبني على المعنى الأول اذ من العدل والمنطق أن الذي خلق الخلقمن العدم هو الذي يملك هذا الخلق «تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير. الذيخلق الموت والحياة»(تبارك:1)
)) ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق مايشاء))(المائدة: 17) وهكذا يتضح الربط بين الخلق والملك فإذا كان الله هو الخالقالوحيد فهو إذن المالك الوحيد.
3- توحيد الله في الحكم والتشريع، وهذه نتيجةطبيعية للمقدمتين الأوليين فإذا كان الخلق لله والملك لله فمن المنطقي أن المالك هوالذي يتصرف في ملكه كيف يشاء! ولذلك ندد القرآن بمن يفصل بين هذه النتيجة ومقدماتهافقال «ألا له الخلق والأمر»(الأعراف:54) ومن ثم «إنْ الحكم إلا لله أمر أن لاتعبدوا إلا إياه»(يوسف:40).
4- توحيد الله في الطاعة والعبادة، وهذه هي الثمرةالعملية لما قبلها فمن له الأمر له الطاعة، والعباد المخلوقون والمملوكون لله ماعليهم إلا الخضوع والاستسلام لله الواحد، وهذا هو المعنى الحقيقي للإسلام!! «أفغيردين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها واليه يرجعون»(آلعمران:83).
5- توحيد الله في أسمائه وصفاته، فالله الذي خلق الخلق بقدرتهوملكهم بإرادته وأخضعهم لحكمه وألزمهم بطاعته لا بد أنه كامل في صفاته لا ندّ لهولا شبيه فهو على كل شيء قدير وبكل شيء عليم.
إن كل هذه المعاني العظيمة جمعهاالإسلام في جملة واحدة ( لا اله إلا الله) بمعنى لا شريك لله في خلقه، ولا شريك للهفي ملكه، ولا شريك لله في حكمه، ولا شريك لله في صفاته، وكل من نازع الله في واحدةمن خصائصه هذه فهو طاغوت ينبغي أن نكفر به «فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقداستمسك بالعروة الوثقى»(البقرة:256).
وبهذا يكون التوحيد في حقيقته رفض ومقاومةلكل طاغوت على وجه الأرض أيا كان شكله وحجمه، وهذه العقيدة بدورها هي التي تمدالمقاومين بروح الصمود والاستمرار، وبهذا نفهم كيف تجرأ إبراهيم -عليه السلام- وهوالفتى الوحيد أن يجعل أصنام قومه جذاذاً! وكيف صرخ السحرة بعد إسلامهم بوجه فرعون «فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا إنا آمنا بربنا»(طه:72)، ومحمد -عليهالصلاة والسلام- وصحبه «الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهمإيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل»(آل عمران:173)، وهكذا إلى صلاح الدينوالملك المظفر وعمر المختار وعز الدين القسام وإلى آخر موحّد سيقاوم الدجال.
لكن هذا التوحيد الحي والقادر على نفخ الحياة في الموات يتعرض اليوم لمحاولاتترويضية أو تهجينية لعزله عن دوره الحقيقي ولصنع توحيد جديد لا يعارض ولا يقاوم ولاشأن له بمجرى الحياة! ومن ملامح هذا التوحيد الجديد:
1- محاولة لحصر معانيالتوحيد في شعائر معينة لا تشكل إلا جزءا يسيرا من المعاني الكبيرة التي أكدهاالقران الكريم -كما مر- فالتوحيد هنا ليس سوى إفراد الله بالذكر والدعاء والقرابينوالنذور وما إلى ذلك!! وهذا كما ترى توحيد مهادن مسالم لا يتطلب تضحية ولا مواجهةفهذه الأعمال كلها يمكن أن تؤدى بالزوايا والخلوات بعيدا عن الحياة وتحدياتها، ولكنيشكل على هؤلاء أن كل دعاة التوحيد الأوائل من الأنبياء والمرسلين قد قدموا صورةللتوحيد تختلف عن هذه الصورة، وقد سجل القرآن الكريم من قصصهم ومواقفهم في هذاالشأن الشيء الكثير مما لا مجال للتواري أو التغاضي عنه.
2- محاولة لإثباتالتوحيد من خلال الكفر بطواغيت وهمية أو هامشية لا وجود لها ولا تأثير، إنها محاولةلترحيل المواجهة إلى زمان أو مكان آخر هروبا من الامتحان الحق الذي لا يتجلىالتوحيد إلا به، فمنهم من يتحدث اليوم عن الأصنام والقبور متجاهلا شرك القانونوالدستور، ومنهم من تفطن الآن للحديث عن الملحدين والشيوعيين والماركسيين!! متغافلاعن الصهاينة والصليبيين، ورأينا اليوم في بغداد من إذا حدثته عن موقف المسلم منالاحتلال ذكرك بجرائم النظام السابق والمقابر الجماعية!!
ونحن هنا نتساءل ماذالو أن السحرة كفروا بكل الأصنام والقبور والتمائم لكنهم لم يجرؤوا أن يقولوالفرعون: لا؟ هل سيخلد القرآن ذكرهم؟ وماذا لو أن الصحابة الكرام تركوا ما لكسرىلكسرى وما لقيصر لقيصر وانصرفوا يتحدثون عن جرائم فرعون وملئه.. من سيذكرهم؟ إنهاقضية في غاية الخطورة، لكن الله لن يترك هؤلاء الهاربين حتى يقحمهم في قاعةالامتحان الحق «أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا مندون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون»(التوبة:16).
إنلكل زمن طاغوتاً يبتلي الله به إيمان المؤمنين وتوحيد الموحدين من فرعون إلى الدجالوبينهما آلاف الفراعين والدجالين، ولا تتجلى حقيقة التوحيد إلا بأن تكفر بالطاغوتالذي امتحنك الله به أنت، آنذاك فقط يظهر إن كنت تخاف من الله أم تخاف من الطاغوت!وان كنت ترجو ما عند الله أو ترجو ما عند الطاغوت.
3- محاولة إقناع الأمة أنركوعها للطاغوت واصطفافها معه لا يتعارض بحال مع حقيقة التوحيد!! فإنما الأعمالبالنيات، وان الشريعة قائمة على تحقيق مصالح العباد، وأن الضرورات تبيح المحظورات -وهذا ما سنناقشه إن شاء الله في حلقات قادمة- ويكفينا هنا أن نقول : إن الضرورةوالمصلحة تتطلب تعبئة الأمة للاحتفاظ بهويتها وانتزاع حقها وتحرير أراضيهاومقدساتها، وأن الفتات الذي يتساقط من موائد الغاصبين مما يسمى مصالح ومكاسب ما هوإلا تخدير لجسد الأمة وفت في عضدها وتمييع لقضيتها و إعطاء الفرصة لإنجاح المشروعالغازي وفتح المجال لكل خوّان أثيم أن يعتذر بمثل هذه الأعذار حتى لا تعرف الأمةأصدقاءها من أعدائها، و أخيراً فأين الله الخالق المالك الحكم العدل من كل هذا «ولويشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضلأعمالهم» (محمد:4).
التوحيدقاعدة الإسلام الأولى، أسس أمة، وأقام حضارة، وغير خارطة العالم، ومع ضعف المسلميناليوم وعجزهم عن الانسجام مع متطلبات التوحيد الكبيرة، إلا أن هذه العقيدة ما زالتقادرة على تحريك الموات وصنع المعجزات، وما يحدث اليوم في ميادين الشرف على أرضفلسطين والعراق دليل شاخص على هذه الحقيقة الكبيرة. حيث اتضح لكل مراقب أن هنالكعقيدة دافعة تقف وراء هذا الصمود الأسطوري الذي لا يأبه بفارق عسكري ولا يلتفتلضجيج إعلامي!
وبقيت كل مدارس التحليل النفسي في المؤسسات الغربية عاجزة عن فهمالمحرك الحقيقي لطوابير الاستشهاديين الذين يقدمون على الموت بقلب مطمئن وثغر باسم!كما أن هنالك حيرة حقيقية لدى علماء السياسة والاجتماع كيف تسقط دول كبيرة وتستسلملعدوها دون مقاومة بعد أول ضربة قاسية تتعرض لها ثم تستمرئ التبعية لعدوها لعقودطويلة، وهذه حال اليابان بعد هوريشيما، وألمانيا بعد هتلر، ولكن بالمقابل نرى شعوباجريحة ومحاصرة تنتفض لكرامتها وتدوس تحت قدمها تلك الآلات الجبارة التي أرهبتالعالم.إن هناك -لا بد - شيئا ما لدى هذه الشعوب تفتقر إليه اليابان وألمانيا،وليس ذاك إلا عقيدة التوحيد!!
وهذه العقيدة لا بد أن يتنادى كل الغيارى في هذهالأمة لحمايتها وتفعيلها لتؤدي دورها الحقيقي في نهوض الأمة وتفجير طاقاتها.وبالمقابل لا بد من أن ننتبه إلى أن العدو - وقد رأى فاعلية هذه العقيدة - أنهسيحاول تفكيكها و إفراغها من محتواها!!وإذا أردنا أن نخطو الخطوة الأولى فيهذا المجال فلننظر في المعاني الرئيسة التي صاغها القرآن كمعالم واضحة في عقيدةالتوحيد:
1- توحيد الله في الخلق، بمعنى أن الله هو الخالق الوحيد لهذا الخلق،وقد أصّل القرآن هذا المعنى من خلال دعوة الإنسان للنظر في وحدة الخلق المتجلية فيانسجام مكونات هذا الكون في خارطة هندسية وظيفية في غاية الدقة والجمال! «أمّن خلقالسماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أنتنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون»(النمل:60)
2- توحيد الله فيالملك، وهذا المعنى مبني على المعنى الأول اذ من العدل والمنطق أن الذي خلق الخلقمن العدم هو الذي يملك هذا الخلق «تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير. الذيخلق الموت والحياة»(تبارك:1)
)) ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق مايشاء))(المائدة: 17) وهكذا يتضح الربط بين الخلق والملك فإذا كان الله هو الخالقالوحيد فهو إذن المالك الوحيد.
3- توحيد الله في الحكم والتشريع، وهذه نتيجةطبيعية للمقدمتين الأوليين فإذا كان الخلق لله والملك لله فمن المنطقي أن المالك هوالذي يتصرف في ملكه كيف يشاء! ولذلك ندد القرآن بمن يفصل بين هذه النتيجة ومقدماتهافقال «ألا له الخلق والأمر»(الأعراف:54) ومن ثم «إنْ الحكم إلا لله أمر أن لاتعبدوا إلا إياه»(يوسف:40).
4- توحيد الله في الطاعة والعبادة، وهذه هي الثمرةالعملية لما قبلها فمن له الأمر له الطاعة، والعباد المخلوقون والمملوكون لله ماعليهم إلا الخضوع والاستسلام لله الواحد، وهذا هو المعنى الحقيقي للإسلام!! «أفغيردين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها واليه يرجعون»(آلعمران:83).
5- توحيد الله في أسمائه وصفاته، فالله الذي خلق الخلق بقدرتهوملكهم بإرادته وأخضعهم لحكمه وألزمهم بطاعته لا بد أنه كامل في صفاته لا ندّ لهولا شبيه فهو على كل شيء قدير وبكل شيء عليم.
إن كل هذه المعاني العظيمة جمعهاالإسلام في جملة واحدة ( لا اله إلا الله) بمعنى لا شريك لله في خلقه، ولا شريك للهفي ملكه، ولا شريك لله في حكمه، ولا شريك لله في صفاته، وكل من نازع الله في واحدةمن خصائصه هذه فهو طاغوت ينبغي أن نكفر به «فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقداستمسك بالعروة الوثقى»(البقرة:256).
وبهذا يكون التوحيد في حقيقته رفض ومقاومةلكل طاغوت على وجه الأرض أيا كان شكله وحجمه، وهذه العقيدة بدورها هي التي تمدالمقاومين بروح الصمود والاستمرار، وبهذا نفهم كيف تجرأ إبراهيم -عليه السلام- وهوالفتى الوحيد أن يجعل أصنام قومه جذاذاً! وكيف صرخ السحرة بعد إسلامهم بوجه فرعون «فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا إنا آمنا بربنا»(طه:72)، ومحمد -عليهالصلاة والسلام- وصحبه «الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهمإيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل»(آل عمران:173)، وهكذا إلى صلاح الدينوالملك المظفر وعمر المختار وعز الدين القسام وإلى آخر موحّد سيقاوم الدجال.
لكن هذا التوحيد الحي والقادر على نفخ الحياة في الموات يتعرض اليوم لمحاولاتترويضية أو تهجينية لعزله عن دوره الحقيقي ولصنع توحيد جديد لا يعارض ولا يقاوم ولاشأن له بمجرى الحياة! ومن ملامح هذا التوحيد الجديد:
1- محاولة لحصر معانيالتوحيد في شعائر معينة لا تشكل إلا جزءا يسيرا من المعاني الكبيرة التي أكدهاالقران الكريم -كما مر- فالتوحيد هنا ليس سوى إفراد الله بالذكر والدعاء والقرابينوالنذور وما إلى ذلك!! وهذا كما ترى توحيد مهادن مسالم لا يتطلب تضحية ولا مواجهةفهذه الأعمال كلها يمكن أن تؤدى بالزوايا والخلوات بعيدا عن الحياة وتحدياتها، ولكنيشكل على هؤلاء أن كل دعاة التوحيد الأوائل من الأنبياء والمرسلين قد قدموا صورةللتوحيد تختلف عن هذه الصورة، وقد سجل القرآن الكريم من قصصهم ومواقفهم في هذاالشأن الشيء الكثير مما لا مجال للتواري أو التغاضي عنه.
2- محاولة لإثباتالتوحيد من خلال الكفر بطواغيت وهمية أو هامشية لا وجود لها ولا تأثير، إنها محاولةلترحيل المواجهة إلى زمان أو مكان آخر هروبا من الامتحان الحق الذي لا يتجلىالتوحيد إلا به، فمنهم من يتحدث اليوم عن الأصنام والقبور متجاهلا شرك القانونوالدستور، ومنهم من تفطن الآن للحديث عن الملحدين والشيوعيين والماركسيين!! متغافلاعن الصهاينة والصليبيين، ورأينا اليوم في بغداد من إذا حدثته عن موقف المسلم منالاحتلال ذكرك بجرائم النظام السابق والمقابر الجماعية!!
ونحن هنا نتساءل ماذالو أن السحرة كفروا بكل الأصنام والقبور والتمائم لكنهم لم يجرؤوا أن يقولوالفرعون: لا؟ هل سيخلد القرآن ذكرهم؟ وماذا لو أن الصحابة الكرام تركوا ما لكسرىلكسرى وما لقيصر لقيصر وانصرفوا يتحدثون عن جرائم فرعون وملئه.. من سيذكرهم؟ إنهاقضية في غاية الخطورة، لكن الله لن يترك هؤلاء الهاربين حتى يقحمهم في قاعةالامتحان الحق «أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا مندون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون»(التوبة:16).
إنلكل زمن طاغوتاً يبتلي الله به إيمان المؤمنين وتوحيد الموحدين من فرعون إلى الدجالوبينهما آلاف الفراعين والدجالين، ولا تتجلى حقيقة التوحيد إلا بأن تكفر بالطاغوتالذي امتحنك الله به أنت، آنذاك فقط يظهر إن كنت تخاف من الله أم تخاف من الطاغوت!وان كنت ترجو ما عند الله أو ترجو ما عند الطاغوت.
3- محاولة إقناع الأمة أنركوعها للطاغوت واصطفافها معه لا يتعارض بحال مع حقيقة التوحيد!! فإنما الأعمالبالنيات، وان الشريعة قائمة على تحقيق مصالح العباد، وأن الضرورات تبيح المحظورات -وهذا ما سنناقشه إن شاء الله في حلقات قادمة- ويكفينا هنا أن نقول : إن الضرورةوالمصلحة تتطلب تعبئة الأمة للاحتفاظ بهويتها وانتزاع حقها وتحرير أراضيهاومقدساتها، وأن الفتات الذي يتساقط من موائد الغاصبين مما يسمى مصالح ومكاسب ما هوإلا تخدير لجسد الأمة وفت في عضدها وتمييع لقضيتها و إعطاء الفرصة لإنجاح المشروعالغازي وفتح المجال لكل خوّان أثيم أن يعتذر بمثل هذه الأعذار حتى لا تعرف الأمةأصدقاءها من أعدائها، و أخيراً فأين الله الخالق المالك الحكم العدل من كل هذا «ولويشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضلأعمالهم» (محمد:4).