الذيب1
10-07-2008, 09:22 AM
بغداد بين جرحين
ما أشبه اليوم بالأمس البعيد!
لم تسقط بغداد ولكن تم احتلالها، وستبقى دائماً عصية على الأعداء، ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه، فقد احتل المغول (التتار) حاضرة الخلافة الإسلامية قديماً يوم 8 أبريل، وكذلك يؤكد أهل العاصمة العراقية أن الاحتلال الأمريكي لبغداد وتسليمها حدث يوم 8 أبريل عام 2003م، وليس في يوم 9 أبريل كما هو معروف للجميع.
ونحن اليوم إذ نطرح أوجه التشابه بين ما حدث لبغداد على يد المغول وما حدث لها من قِبَل الأمريكان، نريد بذلك أن نؤكد أموراً منها:
عدو الأمة تختلف مسمياته لكنه واحد؛ فهو يمقت الإسلام ويريد القضاء عليه، ولكن بصور مختلفة.
أعداء الأمة درسوا تاريخنا بعمق، وأخذوا كل ما يمكن أن يحقق أهدافهم؛ في حين تركنا نحن تاريخنا وتمسكنا بالقشور.
ليس من المعقول أن يصل التشابه إلى أن سقوط بغداد يكون في اليوم نفسه وهو 8 أبريل، ولابد أن هناك أموراً تجعل المحتل يريد أن يقول لبغداد: "كما تم استباحتك في الماضي، فأنت اليوم أيضا تُستباحين".
كلما نأت الأمة عن دينها وقعت فريسة سهلة للأعداء، وتكالبت عليها الطعنات من كل حدب وصوب.
غدر وخيانة: من أوجه التشابه بين الماضي والحاضر أن "هولاكو" عندما اتخذ قراره بغزو العاصمة "بغداد" كان قلقاً من أي مفاجآت، لاسيما من الأمراء المسلمين الذين انضموا إلى جيشه، ولذلك وضع على الفرق الإسلامية التي معه مراقبة شديدة، ولكن مخاوفه لم تمنعه من التقدم، كما أنها لم تكن حقيقية؛ لأن الأمراء المسلمين الذين انضموا إليه لم يكن في نيتهم أبداً الغدر به، ولكنهم عزموا على أن يغدروا بعاصمة الخلافة..
هذه الخيانة فتحت الأبواب لجيش التتار، ولم يحدث أي نوع من المقاومة، وسار الجيش التتري في هدوء وكأنه في نزهة، وبالطبع لم يرتكب في طريقه مذابح لكي لا يلفت أنظار الخلافة في بغداد، ورضي الناس منه بتجنب شره، وخافوا أن يدلوا عليه لكي لا ينتقم منهم بعد ذلك..
خيانة عظمى من "كيكاوس الثاني" و"قلج أرسلان الرابع" أحد أمراء الأناضول، وخيانة أعظم من "بدر الدين لؤلؤ" أمير الموصل؛ الذي لم يكتفِ بتسهيل مهمة التتار والسماح لهم باستخدام أراضيه للانتقال والعبور، بل أرسل مع التتار فرقة مساعدة تعينهم على عملية "تحرير العراق" من حكم الخلافة العباسية (!!) قام بهذه الخيانة وهو يبلغ من العمر ثمانين عاماً! وقيل: مائة!! وجدير بالذكر أيضاً أنه مات بعد هذه الخيانة بشهور معدودات، أي أن الأمر حدث بتواطؤ وغدر كما حدث في الاحتلال الحالي للعراق، فمن بين عوامل سقوط بغداد اليوم الخيانات التي حدثت من قِبَل بعض المسؤولين في الدولة والجيش.
انهزام داخلي
الهزيمة الداخلية وعدم الثقة بالنفس من أسباب الهزيمة؛ فالشعب كان يشعر بعدم إمكانية مجاراة قدرات العدو الفائقة، وتذكر المصادر التاريخية أن الناس كانوا يتحاكون بقدرات المغول وتفوقهم العسكري.. والمشهد نفسه تكرر تقريباً؛ إذ شنت وسائل الإعلام الغربية حملات إعلامية دعائية تتحدث عن القدرات الأسطورية والأساطيل والصواريخ عابرة القارات وغيرها من العُدد العسكرية الأمريكية.
جرائم وحشية
ومن أوجه التشابه كذلك، الوحشية وما ارتُكِب من جرائم بحق البشر مما يندى له جبين الإنسانية، فعندما احتل "هولاكو" بغداد أمر قادة جيشه بقتل الناس لكي تكون بغداد عبرة لكل العالم، كيف لا وهي أكبر مدينة في العالم آنذاك، لقد قتل هناك ألف ألف مسلم(!!) ما بين رجال ونساء وأطفال.. أمة فقدت من شعبها مليوناً من البشر في غضون أربعين يوماً فقط! ولم يستثن من القتل في بغداد إلا الجالية النصرانية فقط، ولم يكتفِ التتار بقتل الرجال إنما كانوا يقتلون الشيوخ والنساء والأطفال الرضع.
واليوم أيضاً قتْل العراقيين مستمر، وقد تم ضرب بغداد بشتى أنواع الأسلحة المحظورة دولياً ما بين يورانيوم منضَّب وقنابل عنقودية، حتى إن علماء البيولوجيا يؤكدون أن تأثير ذلك على الجينات العراقية سيبقى لأكثر من خمسمائة عام، أما التربة فقد تشبعت باليورانيوم المنضب وأنواع كثيرة من العوامل المشوهة للجينات ولكل شيء.
نهب وتدمير الحضارة
ومن أوجه التشابه ما لحق بدور العلم والمكتبات من نهب وحرق؛ فبينما كان فريق من التتار يعمل على قتل المسلمين وسفك الدماء اتجه فريق آخر منهم لعمل إجرامي آخر لا مبرر له غير أن التتار قد أكل الحقد قلوبهم عندما شعروا بالفجوة الحضارية الهائلة بينهم وبين المسلمين الذين كان لهم باع طويل في العلم والدراسة والأخلاق، ولديهم عشرات الآلاف من العلماء الأجلاء في كافة فروع العلم، وأثروا الحضارة الإنسانية بملايين المصنفات؛ بينما التتار لا حضارة لهم ولا تاريخ، فهم أمة لقيطة نشأت في صحراء شمال الصين، واعتمدت على شريعة الغاب في نشأتها، وقاتلت كما تقاتل الحيوانات، ولم ترغب مطلقاً في إعمار الأرض أو إصلاح الدنيا، إنما حياتهم التخريب والتدمير والإبادة.. دمر التتار مكتبة بغداد أعظم مكتبة على وجه الأرض في ذلك الزمن، حيث جُمِعت فيها كل العلوم الشرعية والآداب والفنون وكذلك العلوم الدنيوية كالطب والفلك والكيمياء والفيزياء والجغرافيا والتاريخ وغير ذلك، مكتبة جمعت كل علوم الأرض في زمانها ولم يقترب منها في العظمة إلا مكتبة قرطبة في الأندلس.
واليوم أُحرِقت مكتبات بغداد التي تضم الكثير من المخطوطات الإسلامية النادرة، وسُرِقت متاحفها التي تضم آثاراً تعود إلى خمسة آلاف سنة، وأُحرِقت الوزارات إلا وزارة النفط لأن المحتل كان حريصا على كل شيء في هذه الوزارة لكي يتسنى له بعد ذلك سرقة نفط العراق.. وسائل الإعلام سلطت الضوء على اللصوص الصغار ضعاف النفوس الذين سرقوا ممتلكات الدولة لتموه عن السرقات الكبرى التي يقوم بها المحتل ويرمي بالفتات لأعوانه.
وكما زعم "هولاكو" أنه جاء لينقذ بغداد من العباسيين تكررت المزاعم نفسها اليوم، فمن أكاذيب المحتلين أنهم جاءوا ليجعلوا العراق أنموذجاً للديمقراطية ومثالاً للتحضر والتقدم، فإذا بهم يجعلون من العراق عبرة لهمجيتهم وتسلطهم على رقاب الشعوب، ويجعلون من المواطن العراقي الذي يملك بلده ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم لاجئاً يستجدي عوناً من الدول المانحة ومفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
تُرى أين النعيم المزعوم، والوعود الكاذبة التي وعدوا بها العراقيين؟!
مصير الخونة
أما مصير الخونة ومن باع العراق فليس مستبعداً أن يتكرر ما حدث لمن خان بغداد في السابق، فمصير الوزير الخائن "ابن العلقمي" الذي باع بغداد، ووضعه المهين وقد رأته امرأة مسلمة يركب على دابته وأحد الجنود التتار ينتهره ليسرع بدابته ويضرب دابته بالعصا؛ فقالت له: أهكذا كان بنو العباس يعاملونك؟! لقد لفتت نظر الخائن إلى ما فعله بنفسه وشعبه، لقد كان للوزير مكانته في حكومة بني العباس، وكان مقدَّماً على غيره، وكان مسموع الكلمة من كل إنسان في بغداد حتى الخليفة نفسه، أما الآن فهو يُهان من جندي تتري بسيط لا يعرف أحد اسمه، بل لعل "هولاكو" نفسه لا يعرفه.. وقد وقعت كلمات المرأة المسلمة الفطنة في نفس ابن العلقمي فانطلق إلى بيته مهموماً مفضوحاً، واعتكف فيه، وركبه الهَمُّ والغَمُّ والضيق، لقد كان من أوائل الذين خسروا بدخول التتار.. نَعَمْ، هو الآن حاكم بغداد لكنه حاكم بلا سلطة، إنه حاكم لمدينة مدمَّرة، ولم يستطع أن يتحمل الوضع الجديد، وبعد أيام من الضيق والكمد مات في بيته! مات بعد شهور قليلة من دخول التتار بغداد سنة656ه، ولم يستمتع بحُكمٍ ولا مُلْكٍ ولا خيانة!! ليكون عبرة بعد ذلك لكل خائن..
وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى" وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد (102) (هود)
فهل يتعظ أحفاد "ابن العلقمي" في العراق الآن، ويعلنون أن مصلحة العراق وشعبه هي همهم الوحيد ولكن أفعالهم تنأى بهم عن ذلك المطلب؟ هل يتعظون بعد أن تخلصوا من حاكم العراق الطاغية القديم؛ ليصبحوا هم الطغاة الجدد؟ إن في التاريخ دروساً وعِبَراً لمن يريد، ولكننا تعلَّمنا أنه لا يعتبر به إلا من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد!
((( الموضوع منقول )))
ما أشبه اليوم بالأمس البعيد!
لم تسقط بغداد ولكن تم احتلالها، وستبقى دائماً عصية على الأعداء، ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه، فقد احتل المغول (التتار) حاضرة الخلافة الإسلامية قديماً يوم 8 أبريل، وكذلك يؤكد أهل العاصمة العراقية أن الاحتلال الأمريكي لبغداد وتسليمها حدث يوم 8 أبريل عام 2003م، وليس في يوم 9 أبريل كما هو معروف للجميع.
ونحن اليوم إذ نطرح أوجه التشابه بين ما حدث لبغداد على يد المغول وما حدث لها من قِبَل الأمريكان، نريد بذلك أن نؤكد أموراً منها:
عدو الأمة تختلف مسمياته لكنه واحد؛ فهو يمقت الإسلام ويريد القضاء عليه، ولكن بصور مختلفة.
أعداء الأمة درسوا تاريخنا بعمق، وأخذوا كل ما يمكن أن يحقق أهدافهم؛ في حين تركنا نحن تاريخنا وتمسكنا بالقشور.
ليس من المعقول أن يصل التشابه إلى أن سقوط بغداد يكون في اليوم نفسه وهو 8 أبريل، ولابد أن هناك أموراً تجعل المحتل يريد أن يقول لبغداد: "كما تم استباحتك في الماضي، فأنت اليوم أيضا تُستباحين".
كلما نأت الأمة عن دينها وقعت فريسة سهلة للأعداء، وتكالبت عليها الطعنات من كل حدب وصوب.
غدر وخيانة: من أوجه التشابه بين الماضي والحاضر أن "هولاكو" عندما اتخذ قراره بغزو العاصمة "بغداد" كان قلقاً من أي مفاجآت، لاسيما من الأمراء المسلمين الذين انضموا إلى جيشه، ولذلك وضع على الفرق الإسلامية التي معه مراقبة شديدة، ولكن مخاوفه لم تمنعه من التقدم، كما أنها لم تكن حقيقية؛ لأن الأمراء المسلمين الذين انضموا إليه لم يكن في نيتهم أبداً الغدر به، ولكنهم عزموا على أن يغدروا بعاصمة الخلافة..
هذه الخيانة فتحت الأبواب لجيش التتار، ولم يحدث أي نوع من المقاومة، وسار الجيش التتري في هدوء وكأنه في نزهة، وبالطبع لم يرتكب في طريقه مذابح لكي لا يلفت أنظار الخلافة في بغداد، ورضي الناس منه بتجنب شره، وخافوا أن يدلوا عليه لكي لا ينتقم منهم بعد ذلك..
خيانة عظمى من "كيكاوس الثاني" و"قلج أرسلان الرابع" أحد أمراء الأناضول، وخيانة أعظم من "بدر الدين لؤلؤ" أمير الموصل؛ الذي لم يكتفِ بتسهيل مهمة التتار والسماح لهم باستخدام أراضيه للانتقال والعبور، بل أرسل مع التتار فرقة مساعدة تعينهم على عملية "تحرير العراق" من حكم الخلافة العباسية (!!) قام بهذه الخيانة وهو يبلغ من العمر ثمانين عاماً! وقيل: مائة!! وجدير بالذكر أيضاً أنه مات بعد هذه الخيانة بشهور معدودات، أي أن الأمر حدث بتواطؤ وغدر كما حدث في الاحتلال الحالي للعراق، فمن بين عوامل سقوط بغداد اليوم الخيانات التي حدثت من قِبَل بعض المسؤولين في الدولة والجيش.
انهزام داخلي
الهزيمة الداخلية وعدم الثقة بالنفس من أسباب الهزيمة؛ فالشعب كان يشعر بعدم إمكانية مجاراة قدرات العدو الفائقة، وتذكر المصادر التاريخية أن الناس كانوا يتحاكون بقدرات المغول وتفوقهم العسكري.. والمشهد نفسه تكرر تقريباً؛ إذ شنت وسائل الإعلام الغربية حملات إعلامية دعائية تتحدث عن القدرات الأسطورية والأساطيل والصواريخ عابرة القارات وغيرها من العُدد العسكرية الأمريكية.
جرائم وحشية
ومن أوجه التشابه كذلك، الوحشية وما ارتُكِب من جرائم بحق البشر مما يندى له جبين الإنسانية، فعندما احتل "هولاكو" بغداد أمر قادة جيشه بقتل الناس لكي تكون بغداد عبرة لكل العالم، كيف لا وهي أكبر مدينة في العالم آنذاك، لقد قتل هناك ألف ألف مسلم(!!) ما بين رجال ونساء وأطفال.. أمة فقدت من شعبها مليوناً من البشر في غضون أربعين يوماً فقط! ولم يستثن من القتل في بغداد إلا الجالية النصرانية فقط، ولم يكتفِ التتار بقتل الرجال إنما كانوا يقتلون الشيوخ والنساء والأطفال الرضع.
واليوم أيضاً قتْل العراقيين مستمر، وقد تم ضرب بغداد بشتى أنواع الأسلحة المحظورة دولياً ما بين يورانيوم منضَّب وقنابل عنقودية، حتى إن علماء البيولوجيا يؤكدون أن تأثير ذلك على الجينات العراقية سيبقى لأكثر من خمسمائة عام، أما التربة فقد تشبعت باليورانيوم المنضب وأنواع كثيرة من العوامل المشوهة للجينات ولكل شيء.
نهب وتدمير الحضارة
ومن أوجه التشابه ما لحق بدور العلم والمكتبات من نهب وحرق؛ فبينما كان فريق من التتار يعمل على قتل المسلمين وسفك الدماء اتجه فريق آخر منهم لعمل إجرامي آخر لا مبرر له غير أن التتار قد أكل الحقد قلوبهم عندما شعروا بالفجوة الحضارية الهائلة بينهم وبين المسلمين الذين كان لهم باع طويل في العلم والدراسة والأخلاق، ولديهم عشرات الآلاف من العلماء الأجلاء في كافة فروع العلم، وأثروا الحضارة الإنسانية بملايين المصنفات؛ بينما التتار لا حضارة لهم ولا تاريخ، فهم أمة لقيطة نشأت في صحراء شمال الصين، واعتمدت على شريعة الغاب في نشأتها، وقاتلت كما تقاتل الحيوانات، ولم ترغب مطلقاً في إعمار الأرض أو إصلاح الدنيا، إنما حياتهم التخريب والتدمير والإبادة.. دمر التتار مكتبة بغداد أعظم مكتبة على وجه الأرض في ذلك الزمن، حيث جُمِعت فيها كل العلوم الشرعية والآداب والفنون وكذلك العلوم الدنيوية كالطب والفلك والكيمياء والفيزياء والجغرافيا والتاريخ وغير ذلك، مكتبة جمعت كل علوم الأرض في زمانها ولم يقترب منها في العظمة إلا مكتبة قرطبة في الأندلس.
واليوم أُحرِقت مكتبات بغداد التي تضم الكثير من المخطوطات الإسلامية النادرة، وسُرِقت متاحفها التي تضم آثاراً تعود إلى خمسة آلاف سنة، وأُحرِقت الوزارات إلا وزارة النفط لأن المحتل كان حريصا على كل شيء في هذه الوزارة لكي يتسنى له بعد ذلك سرقة نفط العراق.. وسائل الإعلام سلطت الضوء على اللصوص الصغار ضعاف النفوس الذين سرقوا ممتلكات الدولة لتموه عن السرقات الكبرى التي يقوم بها المحتل ويرمي بالفتات لأعوانه.
وكما زعم "هولاكو" أنه جاء لينقذ بغداد من العباسيين تكررت المزاعم نفسها اليوم، فمن أكاذيب المحتلين أنهم جاءوا ليجعلوا العراق أنموذجاً للديمقراطية ومثالاً للتحضر والتقدم، فإذا بهم يجعلون من العراق عبرة لهمجيتهم وتسلطهم على رقاب الشعوب، ويجعلون من المواطن العراقي الذي يملك بلده ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم لاجئاً يستجدي عوناً من الدول المانحة ومفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
تُرى أين النعيم المزعوم، والوعود الكاذبة التي وعدوا بها العراقيين؟!
مصير الخونة
أما مصير الخونة ومن باع العراق فليس مستبعداً أن يتكرر ما حدث لمن خان بغداد في السابق، فمصير الوزير الخائن "ابن العلقمي" الذي باع بغداد، ووضعه المهين وقد رأته امرأة مسلمة يركب على دابته وأحد الجنود التتار ينتهره ليسرع بدابته ويضرب دابته بالعصا؛ فقالت له: أهكذا كان بنو العباس يعاملونك؟! لقد لفتت نظر الخائن إلى ما فعله بنفسه وشعبه، لقد كان للوزير مكانته في حكومة بني العباس، وكان مقدَّماً على غيره، وكان مسموع الكلمة من كل إنسان في بغداد حتى الخليفة نفسه، أما الآن فهو يُهان من جندي تتري بسيط لا يعرف أحد اسمه، بل لعل "هولاكو" نفسه لا يعرفه.. وقد وقعت كلمات المرأة المسلمة الفطنة في نفس ابن العلقمي فانطلق إلى بيته مهموماً مفضوحاً، واعتكف فيه، وركبه الهَمُّ والغَمُّ والضيق، لقد كان من أوائل الذين خسروا بدخول التتار.. نَعَمْ، هو الآن حاكم بغداد لكنه حاكم بلا سلطة، إنه حاكم لمدينة مدمَّرة، ولم يستطع أن يتحمل الوضع الجديد، وبعد أيام من الضيق والكمد مات في بيته! مات بعد شهور قليلة من دخول التتار بغداد سنة656ه، ولم يستمتع بحُكمٍ ولا مُلْكٍ ولا خيانة!! ليكون عبرة بعد ذلك لكل خائن..
وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى" وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد (102) (هود)
فهل يتعظ أحفاد "ابن العلقمي" في العراق الآن، ويعلنون أن مصلحة العراق وشعبه هي همهم الوحيد ولكن أفعالهم تنأى بهم عن ذلك المطلب؟ هل يتعظون بعد أن تخلصوا من حاكم العراق الطاغية القديم؛ ليصبحوا هم الطغاة الجدد؟ إن في التاريخ دروساً وعِبَراً لمن يريد، ولكننا تعلَّمنا أنه لا يعتبر به إلا من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد!
((( الموضوع منقول )))