المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فاقد البصيرة



مروان خالد
13-06-2008, 12:04 AM
السلام عليكم
هل رأيتم ذلك العقد الجميل الذي تزينت به عروس في ليلة زفافها أو امرأة بين صويحباتها، أو فتاة تزهو بين أترابها، إن تلك السلاسل الذهبية قيود مرنة جميلة، أحاطت برقاب تلك النسوة فزادتهن جمالاً وبهاءً، يحظين بسببها بإعجاب الجميع ويفخرن بها بين صويحباتهن، ما رأيكم لو زعم زاعم، أنه لا بد من تقطيع تلك السلاسل ورميها بحجة أنها نوع من القيود التي تعوق الحرية التامة، متجاهلاً كل ما فيها من زينة وجمال وقيمة غالية لذلك المعدن النفيس الذي صنعت منه تلك العقود ؟


لاشك أننا سنجب من هذا المنطق في التفكير، وسنصف قائله بقلة الفهم وعدم إدراك الأمور.


إن هذا المثال الذي ذكرته لك - عزيزي القارئ - ينطبق على دعاة تحرير المرأة في بلاد الإسلام الذين يصفون ما خصها الله به من الشريعة والعفاف بالقيود والأغلال، فحجاب المرأة عندهم ليس فيه إلا مجرد الضيق وكتمان الأنفاس، وقوامة الرجل على المرأة ليس فيها إلا التسلط ومصادرة الرأي وفرض الشخصية، والتعدد ليس فيه إلا القهر والحرمان والظلم والطغيان ...وهكذا في كل أمر حصرت صدورهم عن قبوله والتسليم به.


إن هذا المنطق يصدق عليه مسمى (فاقد البصيرة) إن صح التعبير، والعجيب أن هؤلاء المتمردين على قيود الشريعة يذعنون لقيود البشر وأغلالهم، التي تدعو إليها سلامة المجتمع وصحة الحياة .


فالتطعيم مثلاً والحجر الصحي أمران مقبولان لدى جميع العقلاء لما فيهما من منافع وفوائد كثيرة تطغى على ما يشتملان عليه من نوع إيذاء جسدي ونسبة تقييد للحرية، فُيغتفر قليل المفاسد في كثير المصالح.


ولا شك أن فيروس التبرج وداء الانفلات من القيم والدين أشد فتكاً وأعظم ضرراً من فيروسات الأمراض الجسدية، بل إنها أساس الأمراض العصرية الفتاكة، وها هي المجتمعات المتحررة تئن من وطأة مرض الإيدز الذي يحق لنا أن نسميه (مرض الحرية).


إن الشرع المطهر قد زان المرأة بعقد جميل لا يكمل حُسنه وجماله إلا باجتماع حباته ولآلئه . فالحجاب أحدها، وعدم الخلوة بأجنبي ثانيها، وعدم السفر بلا محرم ثالثها ... وهكذا تتسق الجواهر في نظام فريد، لا يزين المرأة فحسب بل يكفل لها سعادتها وسعادة المجتمع بها.


أما ما يدعيه هذا الفاقد للبصيرة من الحرية فإنه إلى الفوضى والانفلات أقرب. فليس من مفهوم الحرية أن نتملص من قيود العقل والأخلاق الكريمة فإن الفطرة السليمة تأبى رق الشهوات الذي يدعو إليه هؤلاء، ورحم الله هند بنت عتبة (رضي الله عنها) حين بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء على ألا يشركن بالله شيئاً ولا يزنين فقالت : "أو تزني الحرّة؟" هذا مع كونها حديثة عهد بالإسلام، حيث جعلت الحرية أساساً للفضائل والبعد عن الرذائل، وتعجبت رضي الله عنها من حرة أعتقها الله من رق الجسد لتقع في رق الشهوة، فما حالها لو رأت من يسمى الزنا حرية، ومن يمارس الشذوذ باسم الحرية، ومن ينحط إلى أدنى دركات الحيوانية باسم الحرية أيضاً، لدرجة ان
أحد القسيسين هناك كان يندب حال مجتمعاتهم الدينية والأخلاقية ويصف هذا التفلّت الاجتماعي بقوله (إنها لعنة الحرية) .


فما رأيكم في ذلك العقد الذهبي الذي هو أوامر الشرع والفضيلة؟
أليس جميلاً إلا في عين ذلك فاقد البصيرة…؟!؟!

احمدربيع
13-06-2008, 01:40 PM
فما رأيكم في ذلك العقد الذهبي الذي هو أوامر الشرع والفضيلة؟
أليس جميلاً إلا في عين ذلك فاقد البصيرة
بارك الله فيك اخى مروان للموضوع الاكثر من رائع
جعله الله فى ميزان حسناتك
تحياتى

egyptiantito
17-06-2008, 05:41 AM
اللهم ان عبدك يدعو اليك الى العفه فاجعل دعواه في ميزانه واجعل كل من يهتدي بها في ميزانه وانر له الطريق بها في دنياه ودينه واخرته امين يا رب العالمين جزاك الله خير على هذا الموضوع الجميل المهم المفيد تقبل مروري واحترامي وتقديري

مروان خالد
21-06-2008, 11:21 AM
شكرا اخواني علي مروركم الكريم
تقبلوا مني التحية

الزيبق حمزة
22-06-2008, 08:41 PM
حياك اللة اخي مروان موضوعك رائع مثلك اخي الكريم
لاتقل في مواضيعك اخي فكلها رائعة
لك تحياتي

مروان خالد
22-06-2008, 09:40 PM
ان شاء اللة اخي الكريم
شكرا علي مرورك الغالي الذي اسعدني
تقبل مني التحية

ام عدنان
24-06-2008, 01:58 AM
اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى


اللهم اجعل القران الكريم ربيع قلبي وذهاب همي وجلاء حزنى


شكرا لك علي الموضوع وجعلة اللة في ميزان حسناتك

مروان خالد
25-06-2008, 01:45 PM
لقد اسعدني مرورك ا يتها السيدة الفاضلة ام عدنان
لكي جزيل الشكر ولكي كل الامتنان
تقبلي مني التحية