منير
28-05-2008, 04:04 PM
http://pulse.ayna.com/get_img?NrImage=1&NrArticle=68 لا ينكرنّ أحد أنّ الطبّ في العصر الجاهلي كان طبّاً بدائيّاً يقوم على الكهانة والتعاويذ والتمائم أكثر منه على الاستقصاء ومعرفة أسباب الداء قبل وصف الدواء.
لكنّ ذلك لا يمنع أنّه قد وجد إلى جانب العرّافين والكهنة مجموعة من الأطبّاء الطبيعيّين قدّموا لمرضاهم في مختلف العصور بعض النصائح السليمة والعلاجات الفعّالة. ومن هنا نطرح على أنفسنا الأسئلة التالية: كيف تطوّر الطبّ العربي في مختلف العصور والحقبات؟ هل اقتصر دور العرب على نقل العلوم الطبّية وحفظها؟ من هم أشهر أطبّاء العرب؟
منذ الجاهليّة، اشتهر العرب بمعرفة كثير من الأمراض وبالحذق في فهم خواصّ الأغذية والحشائش فكانت لهم آراء سديدة أحياناً وتجارب فجّة ناقصة أحياناً أخرى تعتمد على المعالجة الشعبيّة التي تضرّ أكثر مما تنفع. أمّا الطب في صدر الإسلام فلم يختلف عمّا كان عليه في الجاهليّة. ولكنّه منذ مطلع العصر الأموي، اتّخذ خطّاً جديداً له باهتمام الأمويّين بنقل العلوم القديمة من يونانية وفارسيّة وهنديّة إلى اللغة العربيّة. وهكذا، قامت حركة نقل رائدة للكتب بدأها خالد بن يزيد بن معاوية وتابعها عمر بن عبد العزيز. ونشطت هذه الحركة بعد ذلك في العصر العبّاسي الذي عمّ فيه الترف واستفحل العمران. وهكذا، ومنذ سقوط روما حتى عصر النهضة الأوروبيّة، كان العالم الإسلامي في قلب المعرفة الطبّية، إذ ورث العرب معارف ومعلومات طبّيّة انتقلت إليهم من حضارات سابقة بلغت مستويات معيّنة من النضج والتطوّر، فلم يقتصر دورهم على نقل هذه المعارف وحفظها فقط بل درسوها وشرحوها وعدّلوها وصحّحوها وحسّنوها وأضافوا عليها معتمدين في ذلك كلّه على مشاهداتهم وتجاربهم الخاصّة. فلم يكن لأيّ أمّة في العالم ولا في أيّ بقعة من بقاع الأرض أطبّاء أكفّاء كما كان عند العرب في عصورهم الزاهية، بل حتّى في بعض عصور الانحطاط عندهم. وليس هناك بلد في العالم اتّسم فيه الطبّ بالعمق والتنوّع والشمول والإزدهار كالطبّ العربي. إنّ المستشفيات التي أنشأها العرب للاهتمام بالعميان والمقعدين والمصابين بالأمراض المزمنة وتدريب الطاقم الطبّي هذا بالإضافة إلى وسائل العلاج عندهم تتحدّث ببلاغة عن عظمة هذه الأمّة وعبقريّة شعبها. فقد أنجبوا عددا من الأطبّاء كانواغاية في الحذق والمهارة وأتوا بالعجب العجاب من الإنجازات والأعمال والروائع التي سبقوا بها دهرهم. ومن بين هؤلاء نذكر الطبيب الفيلسوف أبا بكر الرازي وخلف بن عبّاس الزهراوي والشيخ الرئيس ابن سينا وكثيرين غيرهم.
إنّ شطب اسم العرب من عمليّة التطوّر الإنساني لا يعني حذف اسم واحد فقط من الأسماء الكبيرة التي صنعت التاريخ الإنساني، وإنّما هو يعني حذف اسمين كبيرين يتشابهان في الأهداف والتطلّعات، وكانت لهما حوافز مشتركة وآمال ومواقف وأنظار مشتركة. وإذا تذكّرنا أن العرب لم يقتصروا على النقل عن اليونان وحدهم بل نقلوا عن الهنود والفرس وغيرهم أيضاً، وحفظوا ذخائرهم ونفائس كتبهم، عرفنا أهمّية العرب في تطوّر الفكر الإنساني، وفي أيّ مفترق طرق في التاريخ يقفون، وكم اسماً من الأسماء الكبيرة يحملون !!
لكنّ ذلك لا يمنع أنّه قد وجد إلى جانب العرّافين والكهنة مجموعة من الأطبّاء الطبيعيّين قدّموا لمرضاهم في مختلف العصور بعض النصائح السليمة والعلاجات الفعّالة. ومن هنا نطرح على أنفسنا الأسئلة التالية: كيف تطوّر الطبّ العربي في مختلف العصور والحقبات؟ هل اقتصر دور العرب على نقل العلوم الطبّية وحفظها؟ من هم أشهر أطبّاء العرب؟
منذ الجاهليّة، اشتهر العرب بمعرفة كثير من الأمراض وبالحذق في فهم خواصّ الأغذية والحشائش فكانت لهم آراء سديدة أحياناً وتجارب فجّة ناقصة أحياناً أخرى تعتمد على المعالجة الشعبيّة التي تضرّ أكثر مما تنفع. أمّا الطب في صدر الإسلام فلم يختلف عمّا كان عليه في الجاهليّة. ولكنّه منذ مطلع العصر الأموي، اتّخذ خطّاً جديداً له باهتمام الأمويّين بنقل العلوم القديمة من يونانية وفارسيّة وهنديّة إلى اللغة العربيّة. وهكذا، قامت حركة نقل رائدة للكتب بدأها خالد بن يزيد بن معاوية وتابعها عمر بن عبد العزيز. ونشطت هذه الحركة بعد ذلك في العصر العبّاسي الذي عمّ فيه الترف واستفحل العمران. وهكذا، ومنذ سقوط روما حتى عصر النهضة الأوروبيّة، كان العالم الإسلامي في قلب المعرفة الطبّية، إذ ورث العرب معارف ومعلومات طبّيّة انتقلت إليهم من حضارات سابقة بلغت مستويات معيّنة من النضج والتطوّر، فلم يقتصر دورهم على نقل هذه المعارف وحفظها فقط بل درسوها وشرحوها وعدّلوها وصحّحوها وحسّنوها وأضافوا عليها معتمدين في ذلك كلّه على مشاهداتهم وتجاربهم الخاصّة. فلم يكن لأيّ أمّة في العالم ولا في أيّ بقعة من بقاع الأرض أطبّاء أكفّاء كما كان عند العرب في عصورهم الزاهية، بل حتّى في بعض عصور الانحطاط عندهم. وليس هناك بلد في العالم اتّسم فيه الطبّ بالعمق والتنوّع والشمول والإزدهار كالطبّ العربي. إنّ المستشفيات التي أنشأها العرب للاهتمام بالعميان والمقعدين والمصابين بالأمراض المزمنة وتدريب الطاقم الطبّي هذا بالإضافة إلى وسائل العلاج عندهم تتحدّث ببلاغة عن عظمة هذه الأمّة وعبقريّة شعبها. فقد أنجبوا عددا من الأطبّاء كانواغاية في الحذق والمهارة وأتوا بالعجب العجاب من الإنجازات والأعمال والروائع التي سبقوا بها دهرهم. ومن بين هؤلاء نذكر الطبيب الفيلسوف أبا بكر الرازي وخلف بن عبّاس الزهراوي والشيخ الرئيس ابن سينا وكثيرين غيرهم.
إنّ شطب اسم العرب من عمليّة التطوّر الإنساني لا يعني حذف اسم واحد فقط من الأسماء الكبيرة التي صنعت التاريخ الإنساني، وإنّما هو يعني حذف اسمين كبيرين يتشابهان في الأهداف والتطلّعات، وكانت لهما حوافز مشتركة وآمال ومواقف وأنظار مشتركة. وإذا تذكّرنا أن العرب لم يقتصروا على النقل عن اليونان وحدهم بل نقلوا عن الهنود والفرس وغيرهم أيضاً، وحفظوا ذخائرهم ونفائس كتبهم، عرفنا أهمّية العرب في تطوّر الفكر الإنساني، وفي أيّ مفترق طرق في التاريخ يقفون، وكم اسماً من الأسماء الكبيرة يحملون !!